حظى كل رسول أنزل ليبلغ رسالة ربه فالأرض، بالعديد من المصاعب والمشقات التي كانت تثقل كاهلهم، ولولا وجود الصحابة الكرام بجانبهم، لما هونت عليهم الرسالة وسبل تبليغها، فمن نعم الله عليهم بأن رزقهم بمن يساندهم ويشدد عضدهم، ومنهم رسول الله محمد الذي كان له عدد كبيرًا من الصحابة الكرام، وكلمة صحابة تعني، من آمن بدعوة الرسول محمد ورآه ومات على دينه، وأيضًا هم من لازموا الرسول في أغلب فترات حياته بعد الدعوة، وساعد بعضهم على إيصال رسالة الإسلام ودافعوا عنه دائمًا.
ونستعرض معكم عبر بوابة «دار الهلال» خلال شهر رمضان الكريم لعام 1445 هجرية، يوميًا، سيرة أحد صحابة رسول الله، ممن سعوا دائمًا لنصر دين الحق، ولمؤازرته وتشديد عضده.
ونقدم في اليوم الخامس والعشرون من رمضان 1445 هـ، ملامح من رحلة الصحابي «الحسن والحسين».
ولد الصحابيان الجليلان « ٱلْحُسَيْنُ والحسن بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ٱلْهَاشِمِيُّ القرشي» في مكة المكرمة، هما حفيدا رسول الله محمد، أطلق عليهما النبي محمد لقب سيدا شباب أهل الجنة فقال: «الحسَنَ والحُسَيْنَ سيِّدا شبابِ أَهْلِ الجنَّةِ»، كان يأخذهما رسول الله معه إلى المسجد النبوي في أوقات الصلاة، فيصلي بالناس، وكان الحسن والحسين يركبان على ظهره وهو ساجد، ويحملهما على كتفيه، ويُقبّلهما ويداعبهما ويضعهما في حجره ويَرْقِيهما كذلك، كما كان يعلمهم الحلال والحرام.
«ولدت فاطمة الزهراء بنت رسول الله ﷺ الحسن بن علي في شهر رمضان من ثلاث، وولدت الحسين في ليال خلون من شعبان سنة أربع»، ولمَّا وُلد الحسن أُتِيَ به إلى النبي محمد، فحنكه النبي بريقه، وأذن في أذنيه بالصلاة، ثم ذبح النبي عنه كبشَا كعقيقة، وكان علي بن أبي طالب يريد تسميته حربًا، فسماه النبي حسنًا، فعن علي قال: «لما ولد الحسن جاء رسول الله ﷺ فقال: أروني ابني ما سميتموه؟ قلت: سميته حربا، قال: بل هو حسن.
ولما ولد الحسين قال: أروني ابني ما سميتموه؟ قلت سميته حربا، قال: بل هو حسين وقال عمران بن سليمان: «الحسن والحسين اسمان من أسماء أهل الجنة، لم يكونا في الجاهلية».
ومن طريق عبد الرحمن بن مسعود عن أبي هريرة قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه الحسن والحسين هذا على عاتقه وهذا على عاتقه وهو يلثم -أي يقبل- هذا مرة وهذا مرة حتى انتهى إلينا، فقال: من أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني.