رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


كيف تحيي ليلة الـ27 من رمضان أرجى الليالي الوترية عند الجمهور؟| ليلة القدر

5-4-2024 | 16:45


إحياء ليلة القدر

محمود غانم

ذكر رسول الله -صلوات ربي وسلامه عليه- أن أربعة من بني إسرائيل عبدوا الله ثمانين عاماً، لم يعصوه طرفة عين، فعجب أصحابه، فأتاه جبريل فقال: يا محمد  عجبت أمتك من عبادة هؤلاء النفر ثمانين سنة، لم يعصوه طرفة عين؛ فقد أنزل الله خيراً من ذلك، فقرأ عليه :{إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر} هذا أفضل مما عجبت أنت وأمتك.

ويدخل علينا من بعد مغرب اليوم، ليلة الـ27 من رمضان، التي يرجح الجمهور أنها ليلة القدر، لما ورد عن زر بن حبيش، قال: سألت أبي بن كعب، فقلت: إن أخاك ابن مسعود يقول: من يقم الحول يصب ليلة القدر. فقال: رحمه الله! أراد أن لا يتكل الناس ، أما إنه قد علم أنها في رمضان ، وأنها في العشر الأواخر، وأنها ليلة سبع وعشرين، ثم حلف لا يستثني أنها ليلة سبع وعشرين، فقلت: بأي شيء تقول: ذلك يا أبا المنذر ؟ قال: بالعلامة ، أو بالآية التي أخبرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أنها تطلع يومئذ لا شعاع لها.

وأخرج عبد الرزاق في مصنفه عن ابن عباس قال: دعا عمر بن الخطاب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فسألهم عن ليلة القدر؟ فأجمعوا أنها في العشر الأواخر، قال ابن عباس: فقلت لعمر: «إني لأعلم، أو إني لأظن أي ليلة هي؟»، قال عمر: وأي ليلة هي؟ فقلت: سابعة تمضي، أو سابعة تبقى من العشر الأواخر، فقال عمر: ومن أين علمت ذلك؟ فقال: «خلق الله سبع سماوات، وسبع أرضين، وسبعة أيام، وإن الدهر يدور في سبع، وخلق الله الإنسان من سبع، ويأكل من سبع، ويسجد على سبع، والطواف بالبيت سبع، ورمي الجمار سبع، لأشياء ذكرها»، فقال عمر: لقد فطنت لأمر ما فطنا له.

فضل ليلة القدر 

وعن ذلك، تقول دار الإفتاء المصرية: ليلة القدر تعني المغفرة وقبول الأعمال والعتق من النار، والعبادة فيها خيرٌ من عبادة ألف شهرٍ، وفيها تنزل الملائكة إلى الأرض يسلمون على المؤمنين الصائمين، ويستغفرون لهم.

ولفضلها وعظمتها أخفاها الله في العشر الأواخر من رمضان؛ لِيَجِدَّ المسلم في طلبها، ويعمل من أجل الحصول على خيرها، ولذا قال الله تعالى: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ [القدر: 2-3].

وليست ليلة القدر كما يتصور البعض، ولكن المقصود هو الاجتهاد في العبادة والاستزادة من عمل الخير من صلاة واستغفار وقراءة للقرآن وطلب الرحمة من الله؛ لأنه يقبل في هذه الليلة ما لا يقبله في غيرها.

 إحياء ليلة القدر

وأما عن إحياء ليلة القدر، فيكون بـ قيامها والدعاء فيها، فعن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه ".

وروي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت، قلت: يا رسول الله أرأيت إن علمت، أي ليلة ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: قولي: " اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ".

ويستحب فيها الإكثار من تلاوة القرآن وذكر الله تعالى، يجب على المرء ختم القرآن في هذه الليلة، ولكن إن أمكنه ختمه فقد حاز أجراً عظيماً إن شاء الله، وأما صلاة الليل فتؤدى مثنى مثنى، كما في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى".