رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


واشنطن بوست: دعم بايدن لإسرائيل يُعرِّض نفوذ أمريكا الأخلاقي والسياسي للخطر

7-4-2024 | 15:17


الرئيس الأمريكي

دار الهلال

رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في عددها الصادر اليوم الأحد، أن دعم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للعدوان الذي تشنه إسرائيل على قطاع غزة بات يُعرِّض نفوذ الولايات المتحدة الأخلاقي والسياسي للخطر بعدما تضاءل بالفعل في نظر الكثيرين.

واستهلت الصحيفة تقريرا لها في هذا الشأن، نشرته عبر موقعها الالكتروني تحت عنوان "بايدن يواجه تضاؤل النفوذ الأمريكي بسبب غزة"، قائلة: "إنه حتى في الوقت الذي تسعى فيه إدارة بايدن إلى وقف الدمار واسع النطاق في القطاع، فإن دعمها للحرب الإسرائيلية جعلها معرضة للخطر أخلاقيًا وضعيفة سياسيًا في نظر الكثيرين".

وذكرت الصحيفة: "أن العديد من مسئولي الإدارة الأمريكي، ممن أعلنوا دعمهم غير المحدود لإسرائيل في أعقاب هجمات 7 أكتوبر وعلى رأسهم الرئيس نفسه، كان في تصورهم أن الأزمة ربما تنتهي على الأرجح في غضون أسابيع، أو على الأكثر في غضون شهرين أو بالتأكيد بحلول عيد الميلاد حتى أن بايدن وصف دعم إدارته للأمن الإسرائيلي بأنه "صلب للغاية ولا يتزعزع".

ولكن بعد ذلك، قُتل عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين ولا تزال الحرب مستمرة بلا هوادة إلى حد كبير حتى أصبحت إدارة بايدن تشعر بالإحباط والغضب أحيانًا من حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي تجاهلت في كثير من الأحيان نصيحتها بشأن كيفية إجراء عمليات عسكرية في غزة ورفضت علنًا الرؤى الأمريكية للسلام الدائم، ووجدت الإدارة الأمريكية نفسها الآن في طريق مسدود سياسي لا يمكن الخروج منه ولا يوجد خروج سهل!.

وأضافت الصحيفة أن العديد من مقاتلي حركة حماس قُتلوا بالفعل، لكن الآلاف ما زالوا يقاتلون ويُعتقد أن كبار قادتهم مختبئون إلى جانب العديد من المحتجزين الإسرائيليين المتبقين في أنفاق عميقة تحت الأرض.

وبينما تناشد الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة وقف إطلاق النار للسماح بإطلاق سراح المحتجزين وتدفق المساعدات إلى سكان غزة الذين يعانون من الجوع، فإن الجانبين يخوضان ما يعتبرهما معركة وجودية.

لقد تحول جزء كبير من غزة، وهي قطعة أرض تعادل مساحة مدينة لاس فيجاس ويبلغ عدد سكانها ثلاثة أضعاف سكان المدينة، إلى أنقاض بسبب الهجمات الجوية والبرية الإسرائيلية. وقد نزح معظم سكانها البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة بسبب القتال وفر العديد منهم إلى منطقة حول مدينة رفح الواقعة في أقصى الجنوب، حيث يعيشون في مخيمات بائسة مع القليل من الطعام وأمل أقل.

كذلك، تحول الدعم الدولي لإسرائيل في أعقاب هجمات 7 أكتوبر إلى غضب واتهامات بارتكاب جرائم حرب وبالنسبة لجزء كبير من العالم، فإن دعم الولايات المتحدة للمجهود الحربي الإسرائيلي قد ترك الإدارة في موقف حرج أخلاقيًا، بل ومتواطئة في الدمار والموت.. حسب قول الصحيفة.

أما في الداخل، يجد بايدن نفسه عالقا بينما يستعد لخوض عام انتخابي مثير للجدل بالفعل وفي خلاف حاد مع الحزب الجمهوري الذي يطالب بدعم إسرائيل بأي ثمن وأعداد متزايدة من الديمقراطيين الذين يطالبونه بوقف التدفق المستمر للأسلحة المرسلة إلى إسرائيل وكثيرا ما تتعطل حملاته الانتخابية بسبب الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين.

ويؤكد مسئولو الإدارة أن الأمور، على الرغم من سوءها، كانت ستصبح أسوأ لو لم ينجحوا في الضغط من أجل إحداث تغييرات في تكتيكات الحرب الإسرائيلية، وإقناع نتنياهو برفع الحظر الذي تفرضه حكومته على جميع إمدادات الغذاء والماء والوقود إلى غزة. وكانت المفاوضات التي أسفرت عن وقف إطلاق النار لمدة أسبوع في نوفمبر الماضي، وأعادت حوالي نصف المحتجزين إلى داخل إسرائيل، بمثابة نقطة مضيئة، حيث كانوا يأملون أن يتبعها توقف أطول وأكثر أهمية في القتال.

وفي إسرائيل، يواجه الائتلاف الحكومي اليميني الذي يتزعمه نتنياهو مشاكله الخاصة. ويريد معظم الإسرائيليين، الذين يشعرون بالغضب والصدمة بسبب هجمات حماس، تدمير غزة. لكن الكثيرين يحملون أيضًا رئيس وزرائهم المسئولية عن هجمات حماس في المقام الأول ويتهمونه بالتخلي عن المحتجزين حتى خرج عشرات الآلاف إلى الشوارع للمطالبة بإجراء انتخابات جديدة.

وقال مارتن جريفيث، كبير مسئولي الأمم المتحدة للشئون الإنسانية، في بيان أمس السبت نقلته الصحيفة: "لقد وصلنا إلى مرحلة رهيبة. بالنسبة لشعب غزة، جلبت الأشهر الستة الماضية من الحرب الموت والدمار، والآن الاحتمال المباشر لحدوث مجاعة مخزية من صنع الإنسان".