رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


حقوق الزوجة على الزوج.. منظور ديني (2 - 2)

10-4-2024 | 03:03


حقوق الزوجة

تقدم بوابة -دار الهلال-  الجزء الثاني من الحقوق التي أعطاها الإسلام للزوجة، ويجب على الرجل الإلتزام بها، وأن يؤديها، ومن هذه الحقوق، ما يأتي: 

 

 

- وجوب العدل عند التعدد

لم يُنشئ الإسلام التعدد، فليس التعدد بدعًا في الإسلام، وإنما كان قبل الإسلام في بعض الأقاليم من كوكب الأرض، وكان بلا شروط ولا ضوابط، ولم يكن للمرأة حق الاعتراض أو طلب الانفصال، وفي الإسلام إذا أراد الزوج أن يتزوج امرأة أخرى فعليه أن يعدل بين الزوجات، على أن الأصل عدم التعدد؛ لخوف الجور وعدم العدل؛ فقد قال الله تعالى: { فَأَنكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَثَ وَرُبَعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَنُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا}[النساء: ٣] {وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ﴾ [النساء: ١٢٩]، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ فَمَالَ إِلَىٰ إِحْدَاهُمَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشِقُهُ مَائِلٌ".

على أن التعدد بنفسه ليس فيه ظلم للمرأة، فحاشا لله أن يشرع شرعًا فيه ظلم للمرأة أو الرجل، والتعدد ليس أمرًا خاضعا للهوى، أو خاليا من الشروط، بل إن الله - تعالى - أوقفه على أمر أشبه بالمحال؛ وهو العدل بين الزوجات، وهذا أمر صعب على الرجل.

فوضعت الضوابط، ونظمت الحقوق والواجبات، وَبَيَّن وجوب العدل بيــن الزوجات في الأمور المادية، بيد أن الأمور الوجدانية لم يشترط الإسلام العدل فيها؛ لكونها خارجة عن إرادة الإنسان، ويُعطي الإسلام الحق للزوجة في أن تطلب الطلاق لـزواج زوجها بأخرى، باعتبار ذلك إضرارًا أدبيا بها، ويجيبها القاضي إلى طلبها إذا أصرت عليه.

وللزوجة حق الخلع بشروطه وأحكامه إذا طلبت إلى زوجها أو القاضي ذلك، ودرس القاضي القضية، وَتَبَيَّن له أنها مُحِقَّةٌ.

 ـ تعليم المرأة ما تحتاج إليه من أمر دينها ودنياها

 تعد من الأمور الإنسانية والواجبات الاجتماعية، والأوامر الدينيـة طـلـب الـعـلـم؛ فعلى المجتمع الراقي ترغيب أبنائه في العلم، وحذرهم من الجهل، والمرأة والرجل سواء في ذلك؛ فقد قال الله تعالى لعباده المؤمنين: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا منكر والَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَتِ ﴾ [المجادلة: ١١]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ).

والله - تعالى - أوصى الرجال بأن يبعدوا أهلهم من النار، ولا سبيل إلى ذلك إلا العلم بأمور الدين والدنيا، قال الله تعالى: ﴿يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ﴾ [التحريم: ٦].

ومن ثم، فإذا كانت الزوجة عالمة بأمر دينها، وخبيرة بشئون دنياها انعكس ذلك على الأسرة كلها، وهو مطلوب الشَّرع الشريف.