"ألعاب وهدايا مفرحة" .. إدخال بهجة عيد الفطر على الأطفال الأيتام بالأردن
مع قدوم عيد الفطر المبارك، يتسابق الجميع - أفراد ومؤسسات وجمعيات - لإدخال البهجة وفرحة العيد على بعضهم البعض عبر تقديم التهنئات والتبريكات بحلول العيد عقب شهر رمضان الكريم في لفتة تعكس مدى التكافل الاجتماعي والدفء المجتمعي ونشر السلام والسعادة والخير بين أفراد المجتمع وخصوصا فئات بعينها؛ على رأسهم الأطفال الأيتام.
وما بين تقديم التهنئة والتبريكات ونشر الفرحة يتنافس المتنافسون؛ من أجل إشعار الجميع بفضل هذه الأيام السعيدة المباركة التي تأتي بعد شهر من الصيام وعمل الخيرات في المجتمعات لتحقيق معادلة العمل الخيري والتطوعي وتقديم يد العون من مساعدات وطرود تحكي واقع المجتمع الإسلامي والعربي المتكافل.
وإعمالا لقول رسول الإنسانية (صلى الله عليه وسلم) "كَافِل الْيتيمِ -لَهُ أَوْ لِغَيرِهِ- أَنَا وهُوَ كهَاتَيْنِ في الجَنَّةِ" وَأَشَارَ الرَّاوي -وهُو مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ- بِالسَّبَّابةِ والْوُسْطى. (رواه مسلم)، تتسابق المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني والخيري على إدخال الفرحة والسرور إلى قلوب المعشوقين الأطفال الأيتام في ربوع الأرض، فيما يتزاحم الجميع على تقديم التهنئة والتبركات لهم.
وهنا في الأردن، يحظى الأطفال الأيتام برعاية كبيرة وطرق كثيرة من أجل إسعادهم وإدخال فرحة العيد في قلوبهم بوسائل عدة تقليدية وغير تقليدية وخصوصا مع قدوم عيد الفطر المبارك وغيره من المناسبات التي تظهر فيها مثل هذه الأعمال الخيرية والإنسانية.
من جانبها، تسابقت منظمة لايف للإغاثة والتنمية، وعبر مدير مكتب فرع الأردن ندى هارون، من أجل إدخال الفرحة والسرور على قلوب الأطفال الأيتام وأسرهم بقدوم عيد الفطر المبارك عبر تقديم وسائل الدعم والمساعدة والمساندة لهذا القطاع من المجتمع الأردني، وذلك بعد أيام قليلة من تقديم المعونات الغذائية والطرود للأسر العفيفة خلال شهر رمضان الكريم.
وكانت طريقة مكتب لايف بالأردن للاحتفال هي حشد الأطفال من مختلف محافظات المملكة والذهاب بهم إلى الملاهي للترفيه عليهم وإمتاعهم في تجسيد حقيقي لمعنى العيد.
وقالت هارون، في تصريح خاص لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، إن هذا العام كان مختلفا في الاحتفال نظرا للأحداث التي يمر بها أطفال وأهالي غزة، مشيرة إلى أن أطفال الأردن حرصوا على أن يرسلوا رسائل لأطفال غزة مفادها أن الحياة باقية رغم كل صور القتل والتدمير التي يفعلها الاحتلال بحق البشر والحجر في فلسطين.
وأضافت أن مؤسسة لايف للإغاثة والتنمية حرصت على تقديم صورة جديدة من تضامن أطفال الأردن مع أشقائهم في غزة، عبر تقديم فقرات شعرية وغنائية تجسد روح التضامن مع الحرب على القطاع، مشيرة إلى أن معظم أطفال الأردن لديهم أشقاء في غزة تعرضوا لجرائم الحرب الإسرائيلية.
وأشارت هارون إلى أن مسألة الخروج بالأطفال إلى ملاهي ترفيهي كانت نموذجا جديدا لتقديم الدعم المعنوي والنفسي للأطفال في مثل هذه الأوقات الصعبة التي يعيشونها، مؤكدة أن شعور الأطفال بالسرور والبهجة يتطلب واقعا ملموسا يعيشون فيه وكان هو مكان به ألعاب ترفيهية.
ونوهت إلى أن الرحلة التي أطلقتها للأطفال استهدفت خروجهم من جو الحرمان من الأب إلى دفء التعامل عبر إشراكهم في الألعاب والترفيهية، مشيرة إلى أن الأمر لم يتقصر على اللعب داخل الملاهي بل تضمن أيضا حصول الأطفال على هدايا وألعاب كنوع من تقديم الهدايا في عيد الفطر المبارك.
وتحدثت الطفلة إشراق (8 سنوات)، التي كانت ضمن الأطفال الأيتام في رحلة لايف، لـ(أ ش أ)، عن هذه التجربة الفريدة من نوعها، فأعربت عن سعادتها بالذهاب إلى ملاهي وخصوصا في مناسبة العيد لأنها لم تشعر بهذا الشعور من قبل، مشيرة إلى أن الأجواء التي شعرت بها جعلتها تشعر بأن عيد الفطر المبارك هذا العام مختلف.
وقالت إشراق إنها تعرف مصر وتحبها ودائما ترى المسلسلات والأفلام المصرية التي تعبر عن الفرحة والسرور، لافتة إلى أنها لديها القدرة على الحديث بالطريقة المصرية لأنها تحب مصر.
كما حكى الطفل عبدالله (11 عاما) وهو أيضا كان ضمن رحلة لايف، عن تجربته مع مدينة الألعاب الترفيهية قائلا إنه شعر بشعور مختلف وكأنه بين أهله وأصحابه، متحدثا أيضا أنه عاش في مصر لمدة عامين حينما كان والده يعمل بالقاهرة قبل وفاته، معربا عن حبه لمصر وأهلها وشعوره دائما بالحنين للعودة إليها، مقدما الشكر لمؤسسة لايف على الهدية التي أخذها أيضا في نهاية الرحلة.
وحرص عدد من الأطفال على تقديم فقرات غنائية موجهة إلى أطفال غزة تؤكد تضامنهم معهم في مثل هذه الظروف الصعبة التي يمرون بها، فيما لم يتوانَ فريق لايف عن تقديم كافة أشكال الدعم النفسي والمعنوي للأطفال خلال مدة الرحلة التي استغرقت أكثر من 5 ساعات متواصلة من اللعب وتقديم الهدايا.
وتقدم مؤسسة "لايف للإغاثة والتنمية" فرع الأردن -وهي منظمة غير ربحية - العديد من المساعدات المادية والمعنوية وغيرها إلى الأسر الفقيرة وكذلك للأطفال الأيتام، بالإضافة إلى أعمال خيرية أخرى كثيرة ربما داخل الأردن أو خارجه، حيث تتميز المؤسسة بالتأهب الدائم لمواجهة الكوارث والطوارئ العالمية، بالإضافة إلى التوسع والانتشار في 55 دولة حول العالم مع تنوع المشروعات التنفيذية.