رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


حق المرأة في العمل.. منظور ديني

12-4-2024 | 11:32


حق الزوجة في العمل

خلق الله - تعالى - الرجل والمرأة، وَخَصَّ كُلَّا منهما بخصائص ينفرد بها عن الآخر؛ إذ لكل واحد منهما وظيفة يقوم بها، ويتوقف عليها صلاح نظام العالم، وميـدان عـمـل المـرأة الرئيس بيتها، فإذا أرادت العمل خارجه، أو أرادها العمل؛ فلا حرج شرعا من ذلك ما وقف العمل عند حدود الشرع الشريف؛ فالمرأة المسلمة قد عرفت العمل خارج البيـت مـن لـدن سيدنا رسول الله، فهذه رفيدة الأسلمية المعروفة بالطب، والتي كانت تداوي الجرحى، فقد كانت أول طبيبة في الإسلام، وقد داوت سيدنا سعد بن أبي وقاص، فعَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ:« لَمَّا أُصِيبَ أَكْحُلُ سَعْدِ يَوْمَ الْخَنْدَقِ فَثَقُلَ، حَوَّلُوهُ عِنْدَ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا: رُفَيْدَةُ، وَكَانَتْ تُدَاوِي الْجَرْحَى».

فعـمـل الـمـرأة مشروع ولا حرج فيه ما دام لا يطغى على عملها الأساسي وهـو البيت، وبإذن زوجها إن كانت متزوجة.

الأدلة على مشروعية عمل المرأة:

جاء في القرآن الكريم ما يدل على جواز عمل المرأة، ومن ذلك قول الله تعالى: ﴿ وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِعَاةٌ وَأَبُونَا شَيخ كَبِيرُ﴾ [القصص: ٢٣].

فالبنتان أديـا مـا عليهـمـا من قضاء المصالح ، وإنفاذ الأعمال؛ لئلا يحصـل خـلـل واضطراب، وانظر ما علا البنتان من أدب وانضباط يتبين لك قول القرآن في عمل المرأة.

وفي السنة النبوية عن أم المؤمنين عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَرَجَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ لَيْلًا، فَرَآهَا عُمَرُ، فَعَرَفَهَا، فَقَالَ: إِنَّكِ وَاللَّهِ يَا سَوْدَهُ مَا تَخْفَيْنَ عَلَيْنَا، فَرَجَعَتْ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، وَهُوَ فِي حُجْرَتِي يَتَعَشَّيْ، وَإِنَّ فِي يَدِهِ لَعَرْفًا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَرُفِعَ عَنْهُ وَهُوَ يَقُولُ: «قَدْ أَذِنَ اللَّهُ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَوَائِجِكُنَّ».

وفي الثقافة المسيحية: جاء في سفر الأمثال (أمثال) ۱۰:۳۱، ۱۳، ١٦-٢٠):«امرأة فاضلة من يجدها؟ لأن ثمنها يفوق اللآلئ، تطلـب صـوفـا وكتانا، تشتغل بيدين راضيتين، تتأمل حقلًا فتأخذه، وبثمر يديها تغرس كـرمـا، تنطق حقويهـا.بالقوة، وتشدد ذراعيها، تشعر أن تجارتها جيدة، سراجها لا ينطفئ في الليل، تمد يديها إلى المغزل، وتمسك كفاها بالفلكة، تبسط كفيها للفقير، وتمد يديها إلى المسكين».

فدَلَّتْ النصوص المقدَّسة من القرآن الكريم والعهد الجديد على مشروعية خروج المرأة للعمل، ومباشرتها أساليب التكسب والسعي على الرزق الحلال.