في ذكراها.. كيف تفاعلت مصر مع أولى الرحلات البشرية إلى الفضاء؟
سجل القرن العشرين، في 12 من أبريل عام 1961، حدثاً فريداً من نوعه، إذ تمت أول عملية طيران إلى الفضاء من قبل إنسان، حين نجح رائد الفضاء السوفيتي، يورى جاجارين، في دوران حول الأرض في 108 دقيقة، على متن مركبة الفضاء فستوك -1.
ومع تحقيق ذلك النجاح، وجه الرئيس المصري جمال عبدالناصر حينئذ، الدعوة إلى جاجارين؛ لزيارة مصر، نظرا لأهمية الحدث على المستوى العالمي، الذي جعل أحلام الماضي واقعاً ملموساً.
تمت الزيارة في عام 1962، حيث استقبله في منزله بمنشية البكري، وأهداه قلادة النيل "أرفع وسام مصري".
وظهر خلال زيارته لمصر في برنامجين بالتليفزيون أحدهما وجهاً لوجه الذي قدمته تماضر توفيق، والثاني ضيوف القاهرة.
يورى جاجارين
مرت حياة جاجارين، الذي ولد عام 1934، في قرية صغيرة تقع على بعد 100 ميل غرب العاصمة موسكو، بالعديد من اللحظات والمحطات المهمة.
ففي أثناء الحرب العالمية الثانية، وحين كان يبلغ من العمر 7 سنوات، طرد النازيون عائلته من منزلهم وأخذوا اثنين من أشقائه.
وعلى أثر ذلك، اضطر للعيش هو ووالديه، في مخبأ حتى أن وضعت الحرب أوزارها، ثم بعد ذلك انتقل إلى جياتسك.
بدأ شغف جاجارين بالطيران في صغره، حيث شاهد طائرة مقاتلة روسية من طراز ياك وهي تهبط اضطراريًا في حقل بالقرب من منزله.
كانت الطائرة عائدة لتوها من المعركة، وأجنحتها ممزقة بالرصاص، عندما ظهر الطيارون وكانت بذاتهم مغطاة بالميداليات والأوسمة العسكرية، ما أثار إعجابه الشديد.
ويقول عن تلك اللحظة بحسب الأرشيف الروسي:"لقد فهمنا على الفور الثمن الذي كان يجب دفعه مقابل الأوسمة العسكرية، أردنا جميعاً نحن الأولاد أن نكون طيارين شجعاناً وسيمين. لقد مررنا بمشاعر غريبة مثل التي لم نعرفها من قبل".
كانت أول خطوة نحو تحقيق حلم جاجارين، حين كان في سنته الرابعة بالمدرسة، حيث عُرضت عليه الفرصة للانضمام إلى نادٍ للطيران.
وفي عام 1957، تخرج يوري جاجارين من مدرسة أورينبورج للطيران بمرتبة الشرف العليا، وأصبح ملازماً في القوات الجوية السوفيتية.
بعد ذلك، قدم طلباً ليكون رائد فضاء، بين أول مجموعة من طياري سلاح الجو السوفيت، لكي يتم اختيار أول رائد فضاء على الإطلاق من بينهم.
وعلى الرغم، من أن المجموعة كانت تضم 20 طياراً، والعديد من الأسماء المميزة التي سجلت أسمائه في تاريخ الفضاء في ما بعد، إلا أن الإختيار وقع على جاجارين؛ للقيام بالمهمة التاريخية، وليصبح أول رائد فضاء في تاريخ البشرية.
في 12 أبريل 1961، انطلقت المركبة الفضائية فوستوك - 1 بنجاح في موعدها إلى مدارها حول الأرض تحمل الشاب يوري ابن الـ27 عامًا، حيث دارت بسرعة 27400 كم/ ساعة، واستغرقت 108 دقائق.
إلا أنه لم يكتب له العيش طويلاً، ففي عام 1968، لقى يوري جاجارين حتفه عن عمر يناهز 34 عاماً، جراء تحطم الطائرة التي كان يختبرها.