رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أعلام التلاوة| محمد رفعت (2ـ 30)

2-3-2025 | 16:59


الشيخ محمد رفعت

فاطمة الزهراء حمدي

أعلام التلاوة هم القرّاء البارزون الذين تركوا بصمة خالدة في عالم التلاوة، حيث ارتقوا بفن التجويد والأداء إلى مستويات عالية من الجمال والروحانية، تميز هؤلاء القرّاء بأصواتهم العذبة، وأدائهم المتقن، وتأثيرهم العميق في وجدان المستمعين.

شهدت التلاوة ازدهارًا كبيرًا في القرن العشرين بفضل انتشار التسجيلات الصوتية والإذاعات، من بين أبرز أعلام التلاوة في العصر الحديث: الشيخ محمد رفعت، صاحب الصوت الملائكي، والشيخ مصطفى إسماعيل، الذي أبدع في المقامات، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، الذي أسر القلوب بصوته الذهبي، وغيرهم من القرّاء الذين حُفرت تلاوتهم في ذاكرة المسلمين.

لقد أسهم هؤلاء القرّاء في نشر القرآن الكريم بأسلوب مؤثر، حيث كان لأصواتهم دور كبير في تقريب معاني القرآن للمستمعين، وإضفاء أجواء روحانية مميزة على المجالس الدينية، لا يزال إرثهم حاضرًا عبر الأجيال، حيث تُسمع تلاواتهم في كل مكان، من المساجد إلى المنازل وحتى عبر المنصات الرقمية الحديثة.
وتعرض بوابة دار الهلال يوميا خلال شهر رمضان الكريم سلسلة من أعلام التلاوة المصرية.
تستمر سلسلة  أعلام التلاوة المصرية باليوم الثاني من شهر رمضان الفضيل بالشيخ الجليل محمد رفعت والذي لُقب بـ"قيثارة السماء"، ولد محمد رفعت يوم 9 مايو عام 1882م بحي المغربلين بالقاهرة، وعلى الرغم من فقدانه لبصرة وهو بعمر عامين إلا إنه التحق بكتاب "بشتاك" وهو بالخامسة من عمره لحفظ القرآن الكريم.

 

أكمل حفظ القرآن الكريم، ثم اتجه لحفظ مجموعة من الأحاديث النبوية، حيث ظهر تميزه وبراعة في الحفظ والترتيل بسن صغير، كما درس علم القراءات والتجويد لمدة عامين لحرصه الشديد على القراءة الصحيحة، وبعدما توفى والده أصبح هو معيل أسرته وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره، فأخذ يحيي الليالي بترتيل القرآن الكريم بالقاهرة والأقاليم.
 

حقق الشيخ الجليل شهرة واسعة ومحبة بين الناس لعذوبة صوته، فعين قارئا للسورة بمسجد فاضل باشا بحي السيدة زينب بسن الخامسة عشر، كما كان أول من افتتح الإذاعة المصرية بصوته المميز والذي يعتبر بمثابة بصمة لن تتكرر، فهو كان شديد الاهتمام بمخارج الألفاظ والحروف ومدى صحتها ودقتها حتى يصل المعنى الصحيح والدقيق لمن يستمع، بالإضافة إلى عذوبة صوته فهو أيضا أمتلك صوتا قويا.


فارق الشيخ الجليل محمد رفعت عالمنا يوم 9 مايو عام 1950م، بعد أن عانى بسبب تضرر حنجرته و أحباله الصوتية، والتي أنفق في سبيل علاجها كل ما كان يملك حتى افتقر ولكن دون جدوى، حيث دفن بالسيدة نفيسة بناء على رغبته.