لكل إنسان طريقته الخاصة في التعبيرعن مشاعره وعن أراءه ووجهة نظره، فالأدباء يعبرون بالكتابة والفنانون يعبرون عن طريق الرسم، فتنعكس هذه الرؤى على لوحاتهم الخاصة، فيتمكن من خلالها من يبصر الفن أن يرى من اللوحة هذه الأفكار والمشاعر المختلفة، وهناك العديد من الفنانين الذين برزت ولمعت لوحاتهم في عالم الفن، والتي لازال صداها قابعا حتى الآن في قلوب الكثيرين حول العالم وعبر التاريخ.

من خلال بوابة دار الهلال سوف نستعرض لكم في سلسلة "لوحات عالمية"عن أشهر اللوحات حول العالم، واليوم سنسلط الضوء على لوحة  "ليلة النجوم" لفينسنت فان جوخ.

لوحة "ليلة النجوم" هي أساس إبداعات وروائع الفنان العالمي  فان جوخ ، وتوجد هذه اللوحة في متحف الفن الحديث بنيويورك منذ عام 1941م، رسم هذه اللوحة من غرفته أثناء إقامته في مصحة عقلية بفرنسا، فعبر خلالها عن صراعاته الذهنية، وكان خياله الامتناهي هو أساس هذا العمل الفني فالوحة رسمت بأشكال السماء الخيالية والجبال التي قيل أنها لم تكن تقع أمام المصحة وأنه رسمها في النهاررغم أنها توحي إلى الليل،  الأمرالذي ألهم الفنانين، وأثر على عالم الفن وعلى معتقداته، فللوحة أثرها الخاص في قلوب أساتذة الفن ومتخصصي المجالات الفنية بشكل خاص.

وتقدم اللوحة في مكنونها،  جزأين الجزء العلوي يتكون من:  سماء زرقاء خيالية يتخللها نجوم متلألأه وهلال يضيء ركنها.

والجزء السفلي منها: تمتد فيه قرية باهتة الألوان وهادئة، ويتقدمها رسم مظلم لشجرة السرو المائلة، وكان هذا الاختلاف بين ازدحام السماء وهدوء القرية وظلامها دليل على الاضطراب وعلى عدم الاتزان والتفرقة بين الواقع الأليم والخيال المنير لدى الفنان.

وعن اللوحة: أشار "سايمون سينغ" في كتاب له يعرف باسم"بينغ بانغ" عن لوحة فان جوخ "ليلة النجوم" وأوضح فيه، أنها تشبه الرسم التخطيطي للوحة عرفت باسم "مجرة الزوبعة" للرسام البريطاني وليام بارسونز، قبل 44 عام من لوحة فان جوخ.

فينسنت فان جوخ.. فنان هولندي، عاش حياته في معاناة مع المرض العقلي، فكان يلجأ دائما للرسم ليعبرعن مايراه وما يشعر به، وهو من  فناني المدرسة الانطباعية، ودرست لوحاته في العديد من المدارس لأنها تعبرعن الاضطرابات التي عاشها وعانى منها طوال حياته، وبسبب اضراباته المتكررة قطع لإحدى أذنيه وهي اليسرى.