العمارة المصرية.. أبرز ملامح المباني في العصر البطلمي
تعد العمارة هندسة بنائية نشأت لتلبي حاجات الإنسان للمعيشة، ولكل حضارة عمارة خاصة بها تميزها وتعبر عن اهتماماتها وتوجهاتها.
من خلال بوابة دار الهلال نستعرض لكم سلسلة "عمارة مصر"، والتي سنتناول بها تطور العمارة المصرية عبر التاريخ، واليوم سنسلط الضوء على "العمارة المصرية في العصر البطلمي".
العصر البطلمي هو الفترة التاريخية التي تلت الحضارة المصرية القديمة في مصر، والتي فيها أصبح حكم مصر بيد بطليموس الأول، الذي جعل من مصر مملكة مستقلة تعرف باسم دولة البطالمة.
لجأ بطليموس إلى الكهنة المصريين لخلق عقيدة توحد المصرييون مع الإغريق، وفي هذا العصر إزدهرت العمارة والفنون، والعلم والمعرفة كذلك، فقد بنيت فيه أكبر مكتبات العالم القديم وهي مكتبة الإسكندرية.
تميزت عمارة العصر البطلمي، ببناء المعابد، والمنازل، والمقابر، فلم يقتصر البنيان فيها على الجانب الديني كما شاهدنا في الحضارة المصرية القديمة فحسب.
اتبع المهندس المعماري في هذا العصر نظاما عامل للبناء في جميع المعابد، مثل دندرة وإدفو وفيله، وكوم أمبو، والذي كان يتكون من: محورين طوليين يمران ببابين ملتصقين، مثل المعابد الفرعونية القديمة التقليدية، حيث يتكون من فناء كبير، وردهة ومجموعة من الأبهاء، وقدس الأقداس، ومجموعة دهاليز لتأكيد الحماية.
من المعابد التي بنيت في عصر الدولة البطلمية، معبد فيله، بدأ إنشائه بطليموس الثاني فيلادلفوس، والذي كان مكرسًا حياته لإيزيس أم حورس رب الملكية، وهناك منظر داخل حجرة الولادة، يتم فيه الاحتفال بولادة حورس، وتظهر فيه إيزيس وهي ترضع ابنها حورس في الأحراش.
ظل ذلك المعبد يقوم بدوره كمعبد للآله إيزيس، حتى جاء الملك البيزنطي جستنيان الأول، والذي أمر بإغلاق كافة المعابد التي تؤدي إلى الوثنية، ثم حول المعبد إلى كنيسة وتم محو العديد من نقوشه ليناسب الكنيسة.
كما تم إنشاء معبد أخر عرف باسم معبد دندرة.. أنشأ فى أواخر القرن الثاني قبل الميلاد، أمر بطليموس التاسع بإزالة بناء المعبد القديم الذي أقيم منذ عهد الملك خوفو لحتحور الآلهة الحامية لدندرة، وإقامة معبد آخر جديد على أنقاضه، يعتبر هذا المعبد من أجمل ما أنتجه الفن المعماري في العصر البطلمي.