رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


قبائل سيناء.. تاريخ من النضال ودعم الدولة في وجه الاحتلال والإرهاب وحماية أرض الفيروز

1-5-2024 | 15:32


قبائل سيناء

أماني محمد

على مر العصور كانت سيناء ولا تزال حصن أمان مصر، لعب أهلها من القبائل والبدو دورً ا بارزًا في دعم الدولة وصد العدوان والوقوف في وجه الأعداء، وبرز دورهم في وجه الاحتلال الإسرائيلي إبان حرب 1967 وأكتوبر 1973 ومؤخرا في حرب الدولة ضد الإرهاب.

دور قبائل سيناء

وفي التاريخ الحديث، تجلت بطولة قبائل وأهل سيناء، بعد الهزيمة في يونيو 1967 حيث سارعوا بإنقاذ الجنود المصريين وأخفوهم داخل منازلهم، من الاحتلال وأرشدوهم إلى طريق العودة إلى السويس، وبجانب هذا الدور لعبوا دورا وطنيا في الإعداد لمعركة التحرير، فتعاون أهل سيناء مع القوات المسلحة المصرية والمخابرات الحربية لجمع المعلومات عن جيش العدو وتصوير قواعدهم وارتكازاتهم والقيام بعمليات خلف خطوط العدو.

وتأسست في تلك الفترة منظمة سيناء العربية، وهي منظمة فدائية أعلنت رسميا عام 1968 ناضلت وشاركت بالعديد من العمليات خلف خطوط العدو حتى حرب أكتوبر 1973، وهو الدور الذي عبر عنه المشير أحمد إسماعيل وزير الدفاع الأسبق، والذي قال إن من أسباب نصر أكتوبر دور القيادة والقوات المسلحة والمخابرات الحربية وبدو سيناء، الذين كانوا بمثابة المنظار الحقيقى للقوات المسلحة خلف خطوط العدو.

أبطال سيناء

ويبرز التاريخ العديد من الأبطال من بدو سيناء في معركة التحرير، ومنهم شيخ قبيلة البياضية، متعب هجرس، والذي كان أول مشايخ سيناء الذين انضموا لمنظمة سيناء العربية، وكان قد استقبل الآلاف من الجنود المصريين المنسحبين من سيناء عام 1967، ولعب دورا بارزا في النضال، حتى ألقي القبض عليه في عام 1968 وسجنه الاحتلال الإسرائيلي، لكن أفرج عنه وكان أول شهيد يتم دفنه فى سيناء بعد عودة جزء منها عام 1977.

ومن القيادات النسائية تأتي المناضلة فهيمة، والتي كانت أول سيدة تنضم للعمل مع منظمة سيناء وهي أول سيدة كرمها رئيس الجمهورية بنوط الشجاعة من الطبقة الأولى، حيث لعبت دورا في إيواء أحد الفدائيين المطلوبين فى منزلها لفترة طويلة، حيث أخفته بطريقة غير متوقعة، بعد أن حفرت له حفرة كبيرة وضعته فيها وغطته بأكوام من الحطب.

 

مؤتمر الحسنة

بعد احتلال سيناء، في يونيو 1967، سجل التاريخ بطولة بدو وقبائل سيناء في صد الاحتلال، من خلال مؤتمر الحسنة، الذي دحر محاولات الاحتلال تدويل سيناء وإعلانها دولة مستقلة، ففي المؤتمر الذي نظمه الاحتلال في شمال سيناء في 31 أكتوبر 1968، لإعلان قيام دولة مستقلة في سيناء وعدم أحقية مصر في استردادها مرة أخرى، صفع بدو سيناء الاحتلال صفعة هزت كيانه وأجهضت خططه.

وفي المؤتمر دعا الاحتلال الإسرائيلي كل وكالات الأنباء العالمية ونقل المراسلين والصحفيين من كل العالم لحضور المؤتمر، تمهيدا لإعلان مفاجأة، وكان ذلك بمشاركة موشى ديان وزير دفاع الإسرائيلى وكبار القيادات فى إسرائيل، وبحضور شيوخ وعواقل قبائل سيناء، الذين أعلنوا موقفهم الذي سجله الشيخ سالم الهرش من قبيلة البياضية، ففي المؤتمر وقف الهرش متحدثا باسم شيوخ وعواقل قبائل سيناء، فقال للاحتلال: "أترضون بما أقول؟ فقالوا له نعم".

وسادت حالة من التأهب اعتقادا موافقة القبائل على موقف الاحتلال بتدويل سيناء، فجاء الرد كالصاعقة، حيث قال: "سيناء أرض مصرية وستبقى مصرية ولا نرضى بديلاً عن مصر وما أنتم إلا احتلال ونرفض التدويل وأمر سيناء فى يد مصر، سيناء مصرية مائة فى المائة ولا نملك فيها شبراً واحداً يمكننا التفريط فيه.. ومن يريد الحديث عن سيناء يتكلم مع زعيم مصر جمال عبدالناصر"، وجاء الرد بمثابة صفعة، أثارت جنون الاحتلال الذي نكل بالشيوخ واعتقل عددا منهم إلا أن الهرش نجح في الهرب إلى الأردن.

 

مواجهة الإرهاب

ومنذ 2013، لعب بدو سيناء دورًا كبيرًا في معركة الدولة للتنمية ودحر الإرهاب فخلال عمليات "حق شهيد" و"العملية الشاملة –سيناء 2018" لتطويق العناصر الإرهابية في شمال سيناء، كان لأهل سيناء دورا كبيرا في دعم القوات من خلال الدعم المعلوماتي واللوجيستي والخبرات الميدانية، وهو ما ساعد في الكشف عن هوية العناصر التكفيرية والقبض عليها.

وكان مواطنو سيناء في المشاركين في المشروعات التنموية، التي نفذتها الدولة لتعمير أرض الفيروز، من خلال الشركات الوطنية وأبناء سيناء الذين نفذوا المشروعات في كل المجالات التنموية.

كما أسسوا اتحاد قبائل سيناء، والذي يتكون من 30 قبيلة سيناوية، دعما للدولة وللقوات المسلحة في معركتها ضد الإرهاب.