رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


ثقافة نأملها مع الجمهورية الجديدة "ثقافة طفل جديد منتمٍ"

1-5-2024 | 15:53


السيد نجم

لعل دور الثقافة إعادة صياغة البنية الذهنية للإنسان المصرى، بحيث يكون قوة بناء في التلاؤم مع معطيات القرن الواحد والعشرين، دون الإخلال بمقومات شخصيته الحضارية.. ثقافة فعل وتغيير وبناء، ولن يتحقق إلا بثقافة تسعى إلى تغيير شامل وفق رؤية شاملة، مع توظيف كل الإمكانات المتاحة.

كم نحن فى حاجة إلى بناء "الآلة الثقافية" التي تتحمل وتنفذ مع الشعور بالمسئولية، من خلال توظيف كل المؤسسات الثقافية والعناصر البشرية.. ولعل بذرة الإنجاز هي رعاية الطفل والطفولة بكل احتياجاتها وبناء صرحها  بعناصره المختلفة.. الجسماني والنفسي والذهني.

ذلك فى إطار من القيم التي تحافظ على الهوية الوطنية وتزكي الانتماء له، ووضع قواعد دولة ديمقراطية، حتى تصبح تلك المعرفة ضمن السلوك اليومي الحياتي.. وهو أساس الأمن القومي للدولة، لتعزيز استقلالها السياسي والانسجام الاجتماعي، ويضمن الوحدة الوطنية.. هنا تأتى الثقافة ومن محاورها (ثقافة الطفل) كي تصنع السياج حول تلك المفاهيم، وضمان رؤية مستقبلية ناضجة.

بذلك يعد الخطاب الثقافي للطفل بداية هو همزة الوصل بين المهتمين بشئون الفكر والثقافة والرأى، وأبناء المجتمع الصغار (الأطفال). إن التوعية وتثقيف الطفل من أكثر العومل في إتجاه الرقي والتقدم، ذلك ببناء الصغير وتأهيله  وتطوير قدراته بحيث يتم استيعاب فكرة (الإبداع).. والآن مفهوم الإبداع مع التقنية الرقمية، لا يقتصر على الفنون والآداب، هو الإجابة على السؤال: كيف تشارك فى حل مشكلة ما، حتى المشكلة الحياتية اليومية التقليدية؟

ملامح محاور الثقافة والتثقيف

لأن الثقافة متنوعة الأشكال والمناحى، ولتحقيق رؤية شاملة، لابد من توافر الآتى: أن يكون المتلقى محوراّ مركزيا ً لكل المشروعات.. أن يكون الجيل الجديد (طفل- شباب- طلاب- عمال- فلاحين) كما الباحثين، على دراية بأحدث وسائل التثقيف الجديدة (فنون التقنية الرقمية).. توفير  الوسائل التثقيفية المختلفة، لإنجاز الأهداف الكبرى من خلال خطة التنمية الثقافية.

لعل أهم الأفكار لمشروعات ثقافية تناسب طموح الجمهورية الجديدة، تلك التي تساهم على الإنجاز وتساعد جيلاً صاعداً ليتخذ خطوات ثابتة نحو المزيد من الانتماء للوطن، من خلال عدة محاور:

(إعطاء الطفل أولوية أولى في العمل الثقافى- دعم الوحدات الثقافية الخاصة بالطفل- العمل على التواصل بينها، من أجل المزيد من التنسيق والتعاون لخدمة الثقافة.. لذا نقترح إنشاء المجلس الأعلى لثقافة الطفل..

دعم تلاميذ المدارس، وما قبل المرحلة الابتدائية بكل الوسائل المختلفة ثقافيا، مشاركة مع المؤسسات التعليمية..

تعزيز مساهمة الطفل الموهوب في كل المجالات..

تزكية التربية الثي تعزز الروح القيادية..

ثم المشاركة في المهرجانات والمعارض الثقافية والفنية داخل وخارج البلاد..

الإهتمام بتثقيف وتقديم الموهوبين من الصغار وتقديمهم للمجتمع..

الاهتمام الخاص لذوي الاحتياجات الخاصة على مختلف الاعاقات..)

* العمل على شعار الثقافة والأدب للطفل أولا بكل الوسائل:

(توفير الأوعية الثقافية في القرى والنجوع من خلال الإنتقال إليها، أي تفعيل عمل القوافل الثقافية..

التواصل بين المؤسسات الثقافية التربوية المختلفة للطفل، من أجل التنسيق الخدمي..

تعزيز "الترجمة" للمواد الثقافية والتربوية من وإلى اللغة العربية..

تطوير الدوريات الورقية والمنتج الثقافى المخصص للصغار، وسبل تسويقه وعرضه..

التنسيق والتشارك مع كافة المؤسسات الاجتماعية التي تعنى بالطفل، (مثل المجلس القومى للمرأة) وكذلك التنسيق مع هيئة الاستعلامات، والمؤسسات المعنية بشئون المصريين بالخارج..

 

* دعم العنصر البشري الإداري، بأحدث المتابعات الثقافية، وقواعد الإدارة الناجزة: تشجيع تشكيل فرق العمل ثقافي في تكامل وتعاون مثمرين، من خلال فكرة "التطوع" فى مجال التثيف وتنشيط العمل الثقافي..

تعزيز المتاح من المؤسسات الثقافية للطفل من المؤسسات الحكومية والخاصة.. إعطاء الثقافة الرقمية ما تستحقه من اهتمام.. 

وضع خطة عمل فرعية بكل المؤسسات الثقافية، لتحقيق هدف تزكية الهوية المصرية والانتماء إليها..

وضع رؤية مستقبلية للنهوض بكل المؤسسات الثقافية..

 

التوجهات للإستراتيجية الثقافية الناجحة للطفل العملية

  تعد الأهداف الإستراتيجية لثقافة الطفل منقوصة، إن لم تتكامل وتتناسق مع الأهداف الإستراتيجية للتعليم، من خلال عدد من النشاطات:  

  • وضع خطة قومية للتعريف بمفهوم "الانتماء للوطن" والقيم العليا، في المناهج الدراسية التعليمية، والنشاطات الثقافية..
  • وضع خطة قومية للاستفادة بإمكانات التقنية الرقمية، و الترويج لها بالمدارس والجامعات..  رعاية الشعارات الوطنية، وذلك بالاهتمام بالمناسبات الوطنية والدينية، و الاحتفاء بها..
  • إتاحة إمكانية مناقشة الأفكار والآراء حول قضايا الوطن والمواطنين، بتشجيع ودعم النشاطات الثقافية (صحف الحائط- الفرق الفنية المسرحية- الفنون التشكيلية وغيرها..)..
  •  التعريف بالتراث والاعتزاز بالموروثات الإيجابية التي تحمل قيم الانتماء والقيم العليا..
  • توفير كل ما من شأنه التثقيف الميداني، بعيداُ عن الكتاب المدرسي، مثل (الرحلات للمواقع الأثرية، وزيارة المتاحف، وحفلات مسرح الطفل.. وغيره)..
  •  تنظيم مسابقات أدبية وفنية لتزكية مفهوم الانتماء، كما في مجال التنسيق الحضاري والحفاظ على التراث، والمناسبات الوطنية..
  • توفير "كارنيه أو بطاقة خاصة" يسمح للصغار بدخول المواقع الثقافية (متاحف- دور المسرح - المواقع الأثرية) بلا مقابل، أو بأسعار رمزية..
  •  تزكية وتنشيط المسابقات الثقافية، في القراءة والفنون..
  •  إتاحة فرصة ممارسة الحوار وإحترام تقاليد التحاور الإيجابي، مهما كان الاختلاف فى وجهات النظر والرأي.. وجعل مصلحة الوطن تحت مظلة القيم العليا هي الهدف والغاية..
  • ممارسة المشاركة المجتمعية للصغار والطلاب، والمساهمة فى الحلول المتاحة الممكنة..
  • اعتبار العمل التطوعي في الشأن العام، جوهر ثقافة المنتمي الصغير..

السؤال الآن؟

هل يتعين ربط المفهوم الجديد للثقافة والطفل.. ربطها بالشبكات الحديثة للمعلوماتية (شبكات الانترنت) وبالتجهيزات الرقمية التي قد تتجاوز الإنسان في ذكائه وطاقته الإبداعية؟

ماذا عن المقصود ب "الصناعات الثقافية"؟ .. هى كل ما يمكن توظيفه فى مجال الثقافة. و لا توجد فى مصر صناعات ثقافية، بالمعنى الحقيقى أو بالقدر الكافي، نقول معه أننا نحقق فيه الاكتفاء الذاتى كاملا، وبالشكل الفاعل في تشكيل الثقافة.. باستثناء تجميع أجهزة التلفزيون وصناعة ورق الطباعة وخامات الطباعة، مع الاعتماد على الاستيراد من الخارج!..

*ضرورة وضع إستراتيجية ثقافية للطفل - إعلامية.. حيث إن "الإعلام الثقافي المتخصِّص": هو الإعلام الذي يعالج الأحداث والظواهر والتطورات الحاصلة في الحياة الثقافية، ويتوجه أساساً إلى جمهور نوعي مَعْني ومهتم بالشأن الثقافي..   إن مصطلح الإعلام الثقافي يُقصد به: رصْد ما يتاح على الساحة الثقافية من نشاطات ثقافية، ثم تبليغها للمتلقّي عن طريق الوسائط الإعلامية المعروفة والمتواجدة كالراديو، والتلفاز، والنت، والهاتف الجوّال، والمجلات، والصحافة المكتوبة.

*علاقة الإستراتيجية الثقافة بالتنوع الثقافي والأمن الثقافي..؟ فمن غير المقبول بمبرر الأمن الثقافي ننغلق على أفكارنا وأحوالنا.

*علاقة إستراتيجية الثقافة للطفل والعمل المؤسسي؟                                                             

هو ما يلزم معه اعتبار هدف "المؤسسات الثقافية" الأداة الفاعلة مع بيئتها، وتحقيق شعار "الثقافة للجميع"، من خلال الآتى:

(الإسهام في تنمية الوجدان المصري، ومعبرًا عن ذاته بحرية..            

                                                                                           

التنقيب في التراث الثقافي المصري، واستجلاء كوامنه للإستفادة، منها في تأهيل المواطن، كي يكون عنصرًا فاعلًا في المجتمع..      

                                              

  دعم قيم التعددية الثقافية وقبول التنوع والاختلاف، والتباين في الرأي والفكر وحرية التعبير والاعتقاد التي كفلها الدستور..

 الانفتاح على الثقافات العالمية المختلفة والتفاعل معها، ونشر ثقافة قبول الإختلاف، والاحتكاك.

 

ختاما : الاعتبارات السبعة

- اعتبار "الانتماء للوطن" التوجه الأسمى والغاية للمؤسسات الثقافية.

- اعتبار "الطفل" هو المستقبل، ويجب أن يلقى كل الاهتمام والرعاية.

- اعتبار "الثقافة الرقمية" هي السلاح المعرفي الآن وفي المستقبل.

- اعتبار "العنصر البشرى" والكوادر الادارية من أهم عناصر تفعيل أى نشاط  ثقافى.

- اعتبار "الترجمة" هي القناة الموصلة إلى العالم، وصورتنا فى عيون العالم.

- اعتبار تلك المؤسسات مراكز تنوير ثقافي (المكتبات الكبرى التى تبلغ 130 مكتبة، كما أن لدار الكتب والوثائق القومية وحدها 38 فرعا- قصور الثقافة- المتاحف-  هيئة دار الأوبرا المصرية..الخ)

- اعتبار "الأمية" قضية قومية، وعلى المؤسسات دورها في مواجهتها.