رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


نجوم المسرح المصري.. روحية خالد «تلميذة طه حسين» في نصف قرن على الخشبة

6-5-2024 | 15:52


روحية خالد

همت مصطفى

يزخر تاريخنا الثقافي والفني بنجوم مضيئة، عاشت تتلألأ في حياتنا، من مؤلفين وممثلين ومخرجين، ونجومًا خلف الستار، أضافوا الكثير بالتزامها وإخلاصها وموهبتها وإبداعها في مسيرة المسرح المصري والعربي، وأسعدوا الجمهور بكل ما قدموا، تركوا  إرثًا فنيًا في الحركة الفنية المصرية وحفروا أسمائهم في عالم الإبداع بما قدموه  بعروض مسرحنا المصري.

 ومع بوابة «دار الهلال» نواصل تسليط الضوء يوميًا على رحلة أحد صناع رحلة المسرح المصري على الخشبة، ومن عالم الكواليس، وخلف الستار ولنسافر معه في سطورنا تحت عنوان «نجوم المسرح المصري.

واللقاء اليوم مع الفنانة القديرة ..  روحية خالد

بداية الرحلة مع يوسف وهبي

ولدت الفنانة القديرة روحية خالد في  13 يناير عام 1910، وبدأت رحلتها الفنية عام 1927  بانضمامها لفرقة «رمسيس»، والتي عملت بها لفترة طويلة تحت قيادة الفنان يوسف وهبي حتى عام 1935.

التحقت روحية خالد  بأول معهد عالي حكومي للتمثيل عام 1930، 1931م، ضمن دفعة ضمت 27 طالبا وطالبة كان منهم الفنانين محمد عبد القدوس، زوزو حمدي الحكيم، أحمد البدوي، رفيعة الشال، أحمد فرج النحاس، عبد السلام النابلسي، آخرين.

 ممثلات الجيل الأول

تتلمذت ودرست روحية خالد في المعهد العالي للتمثيل على يد كل من الأديب الكبير طه حسين والرائد المسرحي زكي طليمات والفنان القدير جورج أبيض، لكن المعهد تم إغلاقه المعهد سنة واحدة، وبعد إعادة افتتاحه مرة أخرى التحقت به مرة ثانية، وتخرجت فيه بالحصول على درجة البكالوريوس عام 1952 وبعد تخرجها شاركت في العديد من الأعمال الفنية وحققت نجاحا كبيرًا بمختلف الوسائط الفنية.

الاحتراف والانطلاق

احترفت  روحية خالد  الفن في فترة العشرينات، واشتهرت منذ أربعينات القرن الماضي، وتعد من ممثلات الجيل الأول وأوائل الممثلات المصريات اللاتي عملن بالفن المصري خلال النصف الأول من القرن العشرين، فصارت من الرائدات بالتمثيل النسائي بمصر في  المسرح ومن بعده السينما والتلفزيون.
 

وظل المسرح  طوال رحلتها الفنية  هو مجالها وفنا المفضل، وحقق لها نجاحا كبيرا  بعد انضمامها للفرقة «القومية» عام 1935، ومشاركاتها في بطولة عدد كبير من المسرحيات بالفرقة  في أربعينات القرن الماضي وقدمت العديد المسرحيات التاريخية والإسلامية، وظلت  تقف على خشبة المسرح  منذ بداياتها الفنية كممثلة محترفة ما يقرب من نصف قرن.

وتميزت كثيرا في «فن الإلقاء» ولذا أسند إليها في خمسينات القرن الماضي تدريس مادة «التمثيل» بالمعهد الفنون المسرحية، انقطعت عن المسرح منذ منتصف الخمسينات وعادت إليه مرة أخرى مع تأسيس «فرق التلفزيون المسرحية» التي شاركت ببعض عروضها ، فالمسرح هو مركز إبداعها الأساسي.

وشاركت في بطولة ما يزيد عن 100 مسرحية من المسرحيات المهمة، منها ما يقرب من 50 مسرحية مع فرقة «رمسيس» في الفترة«1927 :1935»، وغير ذلك من الفرق المسرحية من أهمها: «رمسيس»، «المسرح القومي»، «المسرح الحديث».

وتتمثل  مشاركات  روحية خالد  في المسرح المصري  فيما يلي:

مع فرقة رمسيس 

 مسرحيات: «الكوكايين، قلب الأم، صاحب البيت، القبلة القاتلة، ملك الحديد (1927)، قهوة الذوات، الحرية، الفاجر (1928)، نسوان وظاويظ، باجي سقا، في ظلال الحريم (1929)، نار ورماد، النائب المحترم، المرأة الكاذبة (1930)».

ومسرحيات «أولاد الفقراء، بيومي أفندي (1931)، الطمع، بنات اليوم، هوانم أسبور (1932)، قمبيز، الخطر، زواج بلا حب (1933)، اللبخة، النبع الموبوء، هكذا الدنيا 1934».

مع فرقة «اتحاد الممثلين» شاركت في مسرحيات: «جرانجوار، الفاكهة المحرمة، في سيل الوطن، هرناني، الجنرال ريشيليو  في عام 1934».

ومع فرقة المسرح القومي

مسرحيات: « الفاكهة المحرمة، تاجر البندقية، السيد (1936)، الزوجة الثانية، اللهب، المعجزة (1937)، مجنون ليلى (1938)، الأمل، تلميذ الشيطان، أنتيجونا (1939)، عبيد الذهب، لويس الحادي عشر (1940)، التائبة، الثائرة الصغيرة، إلكترا، الوطن (1942)، زوج كامل، غادة الكاميليا (1943)، مرتفعات وذرينج (1944)، تاج المرأة».

وشاركت في مسرحيات: سكرتيرها الخاص (1945)، الحالة ج، أول بختي (1946)، مدرسة الإشاعات، صلاح الدين ومملكة أورشليم (1947)، العائد من فلسطين (1948)، النسر الصغير (1949)، شجرة الدر (1950)، صفقة مع الشيطان (1954)، حواء (1955)، دائرة الطباشير القوقازية 1968».

 ومع فرقة «المسرح الحديث» 

 شاركت روحية خالد بأداء بعض الأدوار الرئيسية بسبع مسرحيات وهي (شجرة الظلم (1962)، قهوة مصر، المصيدة (1963)، لا حدود، أدهم الشرقاوي (1964)، حبل غسيل (1965)، راجل ولا كل الرجالة 1966، وقدمت مع فرقة «مسرح الجيب».. «تانجو» 1069.

شخصيات درامية من الابنة إلى الملكة 

وتميزت روحية خالد  في تقديم العديد من الشخصيات الدرامية الخالدة ومنها:  شخصية الابنة الجميلة المدللة بمسرحية «الأمل»، سلمى في  «مجنون ليلى»، شخصية ولي العهد في «لويس الحادي عشر»، نيشت في «غادة الكاميليا»، إيزابيل في «مرتفعات وذرينج»، أليزا في «حواء»، دويتسا ملكة فرنسا في مسرحية «الوطن»، شخصية المرأة المتغطرسة في مسرحية «المصيدة»، الجدة في بمسرحية «تانجو».

قائمة أفضل (100) فيلم

 شاركت روحية خالد  في العديد من الأفلام بالسينما، أبرزها «انتصار الشباب» 1941 ومعالمخرج السينمائي الكبير أحمد بدرخان، وبعض الأفلام التلفزيونية من بينهم في ثلاث أفلام بقائمة أفضل مائة (100) فيلم في تاريخ السينما المصرية حسب استفتاء النقاد عام 1996 وهي« سلامة في خير 1937، بين الأطلال 1959، للحب قصة أخيرة 1985».

وأسند بعض المخرجين للفنانة روحية خالد مهمة التعليق على الأحداث أو شخصية الرواية في بعض أعمال الدرامية،  ونجح مخرجو الإذاعة في توظيف موهبتها ومهاراتها في عدد كبير من التمثيليات والمسلسلات الإذاعية والمسرحيات العالمية المترجمة بالبرنامج الثاني الثقافي حاليا واستمرت تعمل في السينما حتى عام 1988.

ونجحت الدراما التلفزيونية في الاستفادة من موهبة وخبرات هذه الفنانة القديرة فمنحتها فرصة المشاركة ببطولة عدد كبير من المسلسلات التلفزيونية قد يزيد على عشرين مسلسلًا وسهرة درامية منها «أمينة، أدركني يا دكتور، المنتصرون، بنك القلق».

رحيل وأثر باق 

ورحلت الفنانة القديرة عن عالمنا في مثل هذا اليوم  6 مايو 1990، عن عمر ناهز الثمانين عامًا بعد مسيرة فنية غنية بأعمالها وبشخصياتها الدرامية الكثيرة المتميزة التي قدمتها بكل جهد وصدق وإخلاص خلدتها في ذاكرة ورحلة الفن المصري وخصوصا في مسيرة فن المسرح.