يحتفل المصريون بعيد شم النسيم خلال هذه الأيام، والذي يعد مناسبة سنوية يستغلها المصريون بالتمتع والخروج للمتنزهات المختلفة في كل محافظات الجمهورية منذ قديم الزمان، ويبحث الكثير من المواطنين خلال الفترات الماضية والحالية عن سبب تسمية يوم النسيم بهذا الاسم وما هو تاريخ الاحتفال به؟.

وخلال السطور التالية تستعرض بوابة دار الهلال ما جاء في أرشيف مجلة الهلال في عددها رقم 8 الصادر في 1 مايو عام 1914، وجاءت الإجابة فيها على هذا السؤال.

وقد ورد إلى مجلة الهلال سؤالًا من أحد القراء ويدعى إسكندر أفندي فيوراني من أبو المطامير بمحافظة البحيرة، عن سبب تسمية يوم النسيم بهذا الاأسم وما هو تاريخ الاحتفال به؟.

إجابة المجلة

وكان جواب مجلة الهلال على إسكندر أفندي يقول: "لم نعثر على زمن ابتدأ فيه المصريون يحتفلون بيوم شم النسيم، ولكن المعول عليه انه أول يوم من أيام الخماسين أو اليوم الثاني من عيد الفصح".

والخماسين أيام القيظ سميت بذلك لأنهم يحسبونها خمسين يومًا فربما كانت في الأصل خمسين ثم جمعوها على خماسين إشارة إلى تواليها كل سنة.

ويكثر في الخماسين الرياح الحارة ويقال لها السموم فسموا الهواء قبلها نسيمًا إشارة إلى لطافتها وبردوتها وجعلوا آخر عهد النسيم وأول الرياح الحارة اليوم الثاني من عيد الفصح يخرجون فيه إلى الغياض والبساتين للتمتع بالنسيم أو استنشاقه فقالوا «يوم النسيم» ويدعى مثل هذا اليوم في بر الشام يوم الباعوت يخرج فيه الناس للنزهة في البساتين على مثال ما يفعله المصريون.

ولا ندري إذا كان لذلك سبب مشترك في البرين أما إذا كان أصل هذه العادة واحدًا في القطرين فتكون على الغالب عادة دينية وليست وطنية.

ولكن يظهر من بعض المصادر التاريخية أن المصريين كانوا يحتفلون مثل هذا الاحتفال في يوم النوروز كما يفعل الفرس".

يذكر أن أيام القيظ هي أشد أيام السنة حرارة وأكثرها إرهاقاً للناس خصوصا في جزيرة العرب، وأول أيام جمرة القيظ هو المرزم وهو النجم الأول من نجوم جمرة القيظ والتي مدتها 26 يوماً، أما يوم النوروز هو عيد رأس السنة الفارسية والسنة الكردية.

ومن المعروف والثابت تاريخيًا أن الاحتفال بأعياد الربيع وعيد شم النسيم بدأ منذ الدولة المصرية القديمة، وكانت له احتفالاته الخاصة، وبذلك يكون عيد شم النسيم أقدم عيد يتم الاحتفال به إلى الآن في تاريخ البشرية.