بعد موافقة حماس.. ماذا قدمت مصر في إطار الهدنة الحالية؟
وافقت حركة حماس، على المقترح المصري القطري، بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، يأتي ذلك في غضون إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه أمر سكان الأطراف الشرقية لمدينة رفح تمهيداً لعملية عسكرية فيها.
وقالت حركة حماس، إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، ومع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وأبلغهما موافقة الحركة على مقترح اتفاق وقف إطلاق النار.
في الوقت نفسه، أفادت وسائل إعلام عبرية، بأن فريق التفاوض الإسرائيلي تسلم رد حماس من الوسطاء وتجري دراسته للرد عليه رسميا.
في حين قال جيش الاحتلال الإسرائيلي:"مستعدون لدراسة كل مقترح يتم تقديمه لإعادة المخطوفين وفي الوقت نفسه مواصلة الضغط العسكري".
إطار الهدنة الحالي
يأتي إطار الهدنة الحالي في ضوء المحادثات التي اختتمها وفد حماس أمس بالقاهرة، قبل أن يغادر للتشاور مع قيادة الحركة.
وحتى الآن، لا توجد أي معلومات عن إطار الهدنة الحالي، ولم تصدر عن أي إسرائيل أي تصريحات رسمية عن موقفها بخصوص مقترح الهدنة.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول إسرائيلي قوله إن المقترح الذي وافقت عليه حماس يشمل تنازلات كبيرة لا يمكن لإسرائيل القبول بها.
وأضاف المسؤول، إن الهدنة التي أعلنت حماس موافقتها عليها هي نسخة مخففة من اقتراح مصري يتضمن استنتاجات بعيدة المدى لا يمكن لإسرائيل قبولها.
فيما نقلت "القاهرة الإخبارية" عن مصدر رفيع المستوى قوله إن الوفد الأمني يؤكد تلقيه ردوداً إيجابية من الطرفين وهناك تكثيف اتصالات للتهدئة.
الجهود المصرية
دفعت مصر بقوة في اتجاه إطار الهدنة الحالي، من خلال المباحثات التي عقدت على مدى الأيام الماضية، لحسم بعض النقاط الخلافية بين حركة حماس وإسرائيل.
وكانت حركة حماس، قد ذكرت السبت قبل الماضي، أنها تسلمت رد إسرائيل الرسمي على موقف الحركة حول صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، والذي سلمته للوسيطين مصر وقطر في 13 أبريل الجاري، وأشارت إلى أنها حال الانتهاء من دراسته ستسلم ردها للوسطاء.
وعقدت حماس محادثتها بالقاهرة على مدى السبت والأحد الماضيين، وسط مؤشرات تشير على تقدم إيجابي في المفاوضات، ومشاورات مصرية مع كافة الأطراف.
وبالتوازي مع تطورات التي شهدتها مدينة رفح الفلسطينية، صباح اليوم، قال مصدر رفيع المستوى، إن مصر حذرت الأطراف من خطورة التصعيد الحالي في غزة، حسبما أفادت القاهرة الإخبارية.
ووفقاً للمصدر، شددت مصر على ضرورة العودة للمفاوضات وما تحقق من تقدم كبير، في حين كثفت اتصالاته لاحتواء التصعيد الحالي بين الطرفين.
في الوقت نفسه، حذرت مصر من مخاطر عملية عسكرية إسرائيلية محتملة بمنطقة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، لما ينطوي عليه هذا العمل التصعيدي من مخاطر إنسانية بالغة تهدد أكثر من مليون فلسطيني يتواجدون في تلك المنطقة.
وأكدت على أنها تواصل اتصالاتها على مدار الساعة مع كافة الأطراف من أجل الحيلولة دون تفاقم الوضع أو خروجه عن السيطرة.
ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، حرباً مدمرة على قطاع غزة راح ضحيتها 34.735 شهيداً، بالإضافة إلى إصابة 78.108 بجراح مختلفة، بينما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.