رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


خبراء سياسيون يؤكدون: يجب وجود ضمانة دولية تمنع تكرار العدوان على قطاع غزة بعد وقف النار

6-5-2024 | 23:23


قطاع غزة

محمود بطيخ

بعد مرور أكثر من 7 أشهر على الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، تمكنت الجهود المصري والعربية المكثفة من الوصول إلى صيغة اتفاق وافقت عليها حركة حماس، وألقت بالكرة في ملعب الاحتلال الإسرائيلي.
 
ومن هذا المنطق أكد أساتذة العلوم السياسية، وخبراء العلاقات الدولية، أن تلك الموافقة هي بمثابة إحراح للجانب الإسرائيلي وذلك لأن تلك الصيغة جائت من جانب المخابرات الأمريكية بالتعاون مع مصر.

موافقة حماس على صيغة لوقف إطلاق النار يحرج إسرائيل

قال الدكتور أحمد الشحات أستاذ العلوم السياسية واستشاري الأمن الإقليمي والدولي، إن موافقة حماس على صيغة لوقف إطلاق النار، يحرج إسرائيل لأن المقترح تم صياغته من خلال المخابرات الأمريكية بالتعاون مع الدولة المصرية والقطرية كوسائط، وتم عرضه مسبقًا على إسرائيل وكنا في انتظار رد حماس.

وتابع في تصريحات لـ«دار الهلال»، إن الأوساط الإسرائيلية بها تخبط شديد في الوقت الحالي، ولم يخرج تصريح رسمي منهم في هذا الإطار، مشيرًا إلى أنه بالتوازي مع الحلول السياسية، الجيش الإسرائيلي يقول إنه مستمر في عملية الإخلاء المستمرة في شرق رفح حيث أنهم مستهدفين 100 ألف للأماكن الآمنة، وهنا يختلف التحرك السياسي مع التحرك العسكري الإسرائيلي، ولن يتوقف الموقف العسكري إلا عندما يحسم الموقف السياسي نفسه.

وأفاد أن الولايات المتحدة حرصت في تلك المرحلة على إتمام صفقة تبادل الرهائن.

وأشار إلى أن نتنياهو أمامه العديد من التحديات ومنها الضغوط المتزايدة من أسر الأسرى، والتخبط بين الحكومة ما بين مصر على اجتياح رفع والوصول إلى أقصى مدى للتصعيد بينه وبين أصوات المعارضة الأخرى التي تريد إعطاء الأولوية لتبادل الأسرى، والأخير هو الضغط الأمريكي للوصول لحل توافقي وذلك لأغراض انتخابية في الداخل الأمريكي، حيث أن صورة الولايات المتحدة الأمريكية على أنها رقم رئيسي في معادلة الصراع وبالتالي بدأت تلك الحرب تحرج الولايات المتحدة الأمريكية، ويظهر ذلك من خلال معارضتها بشكل كبير لعمل عملية عسكرية في رفح.


وأكد أن التحدي الرابع هو عقد مجلس الأمن جلسة غدًا الثلاثاء، بناءًا على طلب من فرنسا، وسيتم مناقشة هذا الأمر، وذلك يدل على عدم موافقة العديد من الدول على تلك العملية.

وأشار إلى أن العديد من الدول الغربية تؤكد رفضها لتلك العملية، مشيرًا إلى أنه من الممكن أن يشهد مجلس الأمن طريقة أخرى من التعامل مع الحرب في قطاع غزة، تختلف عن المشاهد السابقة، والذي سيمثل ضغط جديد في هذا الإطار.

وأكد أن بدأت عمليتها العسكرية في تلك المساحة المحدودة بهدف قياس رد الفعل العاملي، سواء في الغرب أو الشرق، وأن تكون ورقة مفاوضات من الجانب السياسي.

ثقة حماس في قدرة مصر دفعها للموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار

قال الدكتور حسن سلامة أستاذ العلوم السياسية، خبير العلاقات الدولية، إن الموافقة من قبل حماس على صيغة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، يضع الكرة في ملعب إسرائيل مشيرًا إلى أن المسألة مرتبطة بالداخل الإسرائيلي أكثر.

وأشار في تصريحات لـ«دار الهلال» إلى أنه من الوضح وجود ارتباك وحالة انقسام شديدة بين الموافقة على الصيغ التوافقية المقدمة أو الاستمرار في فكرة الاجتياح الري لمدينة رفح، موضحًا أننا لا زلنا في مفترق الطرق على الأقل حركة حماس قدمت ما لديها من خلال الموافقة على المقترح المصري، وإننا الآن في انتظار الرد الإسرائيلي.


وتابع الدكتور حسن سلامة، أن الجهد المصري مشكور، لأنه لولا الثقة والمصداقية للدولة المصرية لما وافقت حماس على الصيغ المقدمة، وخاصة أن تلك الصيغ نظريًا توفر كل ما يطلبه الطرفان موضحًا أن حماس من جانبها تطالب بوقف مستدام لإطلاق النار، وإن هذا أمرًا طبيعي على حد تعبيره، وكذا وإعادة استعادة  المحتجزين وهذا أحد أهداف المعلنة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، وكذا تهدئة الداخل الإسرائيلي مؤكدًا أنها صيغة توافقية متوازنة.

وأضاف خبير العلاقات الدولة، أنه من المهم أن يكون هناك موافقة من كافة الأطراف حال موافقة إسرائيل على هذا المقترح.


وقال «سلامة»، إنه لا يعتقد أن فكرة اجتياح مدينة رفح كانت سببًا في موافقة حماس على الاتفاق، مشيرًا إلى أنه منذ البداية كان هناك روح إيجابية مثلما قالت حماس، إلا أن الصيغ كان بها بعض الإيضاحات التي أظهرها الجانب المصري لها، والتي على أساسها وافقت حماس وهذا يؤكد استعدادها للوصول لاتفاق.

وأفاد أنه في كل الأحوال الصمود الفلسطيني هو المنتصر مهما حدث، والهزيمة تلاحق إسرائيل والعار يلاحق إسرائيل مهما كانت التكلفة.

مصر تبذل جهودًا مكثفة لاحتواء الأزمة والتخفيف عن الفلسطينيين

قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الأحداث مستمرة في غزة لأكثر من 7 شهور حتى الآن، مشيرًا إلى أن مصر منذ البداية تبذل جهود مكثفة متن أجل احتواء الأزمة وتخيف المعاناة التي يعانيها الأشقاء الفلسطينيين، وكذلك جهود كبيرة في الجوانب الإنسانية والنواحي القانونية والدبلوماسية.
وتابع في تصريحات لـ «دار الهلال» إن مصر قامت بدور مهم في عملية الوساطة، والعمل على تقريب وجهات النظر للوصول إلى اتفاق بين حماس والاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن الجهود المصرية كانت مكثفة وأدت في وقت سابق لعمل هدنة لمدة أيام، وما زالت الجهود مستمرة إلى الآن.

وأكد أن ما آلت إليه الجهود هي موافقة حماس، ويبقى الآن موافقة الجانب الإسرائيلي، وما نراه في قطاع غزة الآن هو وضع عراقيل من قبل إسرائيل.


وأشار إلى أن نجاح تلك الجهود يعني فك الحصار ودخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وإطلاق سراح الأسرى المحتجزين من قبل الجانبين، ويعقب تلك الجهود إطلاق مبادرة سياسية للوصول إلى السلامة الدائم وفقًا لحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وذلك يعني نزع فتيل الأزمة والتخلص من حلقة العنف المتبادل المفرغة.

وأكد أن الضمانة التي يجب أن تتحقق هي ألا يتم العودة مرة أخرى إلى الهجوم العسكري، بعد تبادل الأسرى، مشيرًا إلى أنه لا بد أن يكون هناك حلول شاملة دائمة، بضمان أطراف دولية مؤثرة سواء كانت دولية أو إقليمية.


وقال الدكتور أكرم بدر الدين، إن هدف الأشقاء الفلسطينيين في المقام الأول، هو وقف إطلاق النار، وأن يتم عودة السكان الذين تم تهجريهم من الشمال، وعدم اجتياح رفح، وهي شروط مشروعة، إلا تلك المطالب يجب أن تكون بضمان دولي بألا تعود إسرائيل مرة أخرى لإطلاق النار بعد تبادل الأسرى.

وتابع أن إيقاف حلقة العنف المتبادل المفرغة في مصلحة الجميع وليس طرف بعينه، وأيضًا الإقليم بأكمله، من خلال وضع حلول ترضي الطرفين.