رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


دلالات فلسفية في قصة صوفية..رحلة استكشاف الروح في قصة علي بابا

9-5-2024 | 08:59


ألف ليلة وليلة

إسلام علي

عرفت قصص ألف ليلة وليلة في الشرق الأوسط وجنوب آسيا، فهي عبارة عن مجموعة من الحكايات تحكيها شهرزاد لزوجها الملك شهريار، الذي صمم على قتل جميع النساء كنتيجة لخيانة زوجته له، وجمعت هذه القصص بين العديد من الاحداث الغرامية والتي تحتوي على الأخلاق والقيم والحكم.

اشتهرت قصة علي بابا والاربعين حرامي،  فكان علي بابا، حطاب فقير، اكتشف بالصدفة كلمة السر "افتح يا سمسم" التي تفتح باب مغارة مخفية تحتوي على كنز هائل يخفيه أربعون لصا،  وبعد ذهاب اللصوص، دخل علي بابا المغارة وأخذ بعض الذهب ليعود به إلى منزله.

أخبرت مرجانة، الخادمة الذكية في منزله، زوجته بشأن الكنز، وللحفاظ على  هذا السر، استخدموا حيلة ذكية لإخفاء الذهب داخل أكياس للطعام، ولسوء الحظ، اكتشفت زوجة ابن علي بابا سر المغارة، ولكن اللصوص قبضوا عليها وقتلوها عندما كانت تحاول استخدام كلمة السر لدخول المغارة، ثم قاموا بمتابعة الحمار الذي حمل جثتها، وبهذه الطريقة عرفوا موقع منزل علي بابا.

قام اللصوص بمحاولة غزو منزل علي بابا، باستخدام حيلة الاختباء داخل أكياس كبيرة، ولكن مرجانة، الخادمة الشجاعة، اكتشفت هذه الحيلة وقتلت اللصوص بسكب الزيت الساخن عليهم.
في النهاية، تخلص علي بابا من جميع اللصوص، وعاش حياة سعيدة وثريَّة.

"افتح ياسمسم"

قد يرمز الباب السري، لدخول المغرب  الذي يفتح بكلمة معينة إلى حقيقة مخفية، تحتاج إلى فهم أو استنارة معينة فضلا عن ضرورة استخدام العقل للوصول اليها، ويمكن أن يشير ذلك إلى مستويات من الإدراك أو الوعي التي يمكن الوصول إليها من خلال الممارسات الروحية. 

"المغارة"

ترمز المغارة هنا الي الداخل، وهو داخل الانسان، وهو يتشابه مع قول الإمام علي “من عرف نفسه فقد عرف ربه”، أذ رمزت الحكاية إلى أن معرفة داخل الانسان هو الكنز الحقيقي الذي يجلب إليه السعادة والفضيلة وذلك يتشابه مع فلسفة ابن سينا عند المسلمين،  والكنز يمثل الحكمة أو الروحانية العميقة،  فدخول علي بابا إلى المغارة قد يعني السعي للوصول إلى المعرفة ولكن عن طريق القلب اي بداخل الانسان، وليس عن طريق العالم المادي المحيط بالإنسان. 

"الأربعين حرامي"

ويمثل الأربعون حرامي، العقبات والتحديات التي تمنع الإنسان من الوصول إلى صوت عقله أو قلبه ، فيجب التغلب على هذه العقبات للوصول الي المعارف الحقيقية، فالمعنى الذي تريد الحكاية الوصول اليه هو، مجاهدة النفس وتطهيرها من الرغبات الدنيوية والشهوات.

"خادمة علي بابا، مرجانة" 

يجعلنا دهاء وذكاء، مرجانة إلى تصنيفها بأنها العقل الذي يساعد الإنسان في التغلب على المصاعب، والعقبات، فضلا عن أن الأفكار التي تأتي للإنسان من قلبه أو عقله يمكنها أن تحل له مشاكله في حياته اليومية، مثل ما استطاعت مرجانة، التغلب على أربعين لصا.

" العلاقة بين مرجانة وعلي بابا" 

جمعت العلاقة بين مرجانة وعلي بابا، بين الإتجاه المادي والروحي، فالأول هو علي بابا الذي سعى إلى المال، والثاني يمثل مرجانه وهو العقل والقلب، فعند تضافر العقل والقلب معا، ينتج لنا التوازن في حياتنا.