تطورات العدوان على غزة.. رفح على صفيح ساخن وسط معارك ضارية بين المقاومة والاحتلال
سجلت الساعات الماضية من الحرب على غزة، معارك ضارية بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، لاسيما في مدينة رفح محور احتدام المعارك على مدى الـ 5 أيام الماضية، وسط حديث عن وقوع حدث أمني صعب بصفوف قوات الاحتلال نتج عنه إصابات متزايدة.
الحرب على غزة
في اليوم الـ 217 للعدوان على غزة، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي 6 مجازر وصل منها إلى المستشفيات 39 شهيداً و58 مصاباً.
وبذلك ترتفع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، إلى 34.934 شهيداً، إلى جانب إصابة 78.572، بينما لايزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وقال مكتب الإعلام الحكومي بغزة، إن جيش الاحتلال يضرب بعرض الحائط كافة المطالبات الدولية ويصعد عدوانه بقطاع غزة.
وأوضح المكتب، أن جميع محافظات القطاع شهدت خلال الـ24 ساعة الماضية تصعيداً واضحاً للعدوان من قبل جيش الاحتلال.
وطالب بتدخل عاجل وبتبني مجلس الأمن قراراً يوقف العدوان، ويضمن إدخال المساعدات.
في الموازة، حذرت منظمة الصحة العالمية، من أن النظام الصحي بقطاع غزة سينهار تماماً بحال توقف تدفق الوقود، إثر إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم.
وأوضحت الصحة العالمية، أنها دعمت بعض المراكز الصحية في غزة، بما في ذلك مستشفى ناصر، بعد أن شنت إسرائيل هجوماً برياً على رفح في 6 مايو، مشيرة إلى أن هذا الإجراء نفذ "كجزء من خطة الطوارئ" رغم الهجوم البري على رفح جنوب القطاع.
وأضافت، أنها تخزن الإمدادات الصحية في مختلف المستشفيات، والمستشفيات الميدانية، ومناطق معينة، متابعة:"بدون وقود سيتوقف كل ما يتم في مستشفانا، ولن يعد من الممكن إجراء العلاجات المنقذة للحياة هنا".
التطورات الميدانية
مع صباح اليوم، تحدثت وسائل إعلام فلسطينية عن اشتباكات عنيفة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال، بالتوازي مع قصف مدفعي عنيف شرقي مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
ونقلت وسائل إعلام فلسطينية عن مصادر العبرية القول "بأن هناك حدثًا أمنيًا صعبًا في المعارك الدائرة بقطاع غزة"، حيث شهدت المستشفيات الإسرائيلية عمليات هبوط لمروحيات تحمل جنودًا مصابين.
وفي سلسلة بياناتها اليومية، قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها نفذت هجوماً عسكرياً مركباً ومتزامناً بالقرب من مسجد الدعوة شرق رفح، حيث استهدف مقاتلوها مبنى تحصن فيه عدد من الجنود بقذيفة "تي بي جي"، ثم استهدفوا بقذيفة "الياسين 105" ناقلة جند كانت أسفل المبنى.
وأضافت القسام، أن مقاتليها أوقعوا قوة إسرائيلية بكمين محكم، بعد تفجير حقل ألغام في ثكنة شرق رفح، مشيرة إلى سقوط أفرادها بين قتيل وجريح.
وذكرت أنها قصفت موقع "إسناد صوفا" العسكري الإسرائيلي بمنظومة الصواريخ "رجوم" قصيرة المدى من عيار "114 ملم"، قبل أن تضيف"دمرنا بقذيفة الياسين 105 ناقلة جند إسرائيلية في محيط ثكنة سعد صايل شرق رفح جنوب قطاع غزة، مما أدى إلى اشتعال النيران فيها".
وأفادت، بأن مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية مع قوات العدو المتوغلة جنوب حي الزيتون في مدينة غزة، معلنة في الوقت ذاته أنها دمرت بقذيفة "الياسين 105" دبابة "ميركافا" إسرائيلية خلال المعارك جنوب حي الزيتون، كما استهدفت "ميركافا" أخرى في منطقة أبو حلاوة شرقي مدينة رفح جنوبي القطاع.
وأعلنت القسام، عن قصف موقع كرم أبو سالم العسكري شرق رفح بقذائف "الهاون" من العيار الثقيل، كما أعلنت عن قصف تجمع "مفتاحيم" في غلاف غزة برشقة صاروخية.
وكشفت أنها قصفت بالاشتراك مع كتائب الشهيد جهاد جبريل قوات الاحتلال الإسرائيلي في محور "نتساريم" بصواريخ "رجوم 114" مليمترا.
وعلى غرار أمس، قالت أنها فجرت عين نفق في قوة إسرائيلية من سلاح الهندسة، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح واستولوا على "بعض المعدات الخاصة بالقوة في محيط ثكنة سعد صايل شرق رفح جنوب قطاع غزة"، وأردفت "قنصنا ضابطاً إسرائيلياً جنوب حي الزيتون بمدينة غزة" لافتة إلى إصابته بشكل مباشر.
وأعقبت الجناح العسكري لحركة حماس، أنها استهدفت بالاشتراك مع كتائب الأنصار طائرة مروحية إسرائيلية شرق حي الزيتون بصاروخ "سام 7".
في الوقت نفسه، ذكرت أنها أنقذت قبل أيام في اللحظات الأخيرة أحد أسرى العدو، إثر محاولته الانتحار في مكان أسره.
وحملت "العدو" ونتنياهو شخصياً المسؤولية الكاملة عن تدهور الصحة البدنية، والنفسية لبعض أسرى العدو.
وفي آخر تطور ميداني، أعلنت عن قصف مدينة بئر السبع المحتلة، قبل أن تعلن قصفها مرة أخرى رداً على المجازر بحق المدنيين.
فيما قالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها سيطرت على طائرة مسيرة إسرائيلية من نوع "سكاي لارك" في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وأضافت السرايا، أن مقاتليها فجروا حقل ألغام وعبوات شديدة الانفجار في الآليات الإسرائيلية المتوغلة شرق حي الزيتون في مدينة غزة وسط القطاع.
وقالت إنها استهدفت بقذيفة "تاندوم" جنوداً لجيش الاحتلال الإسرائيلي يعتلون برج دبابة، في حي الزيتون بمدينة غزة وسط القطاع، مشيرة إلى أنها حققت إصابات مباشرة.
وأعلنت الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها قصفت بوابل من قذائف "الهاون" جنود العدو وآلياته جنوبي حي الصبرة بمدينة غزة، وبمحيط ثكنة سعد صايل شرق رفح.
وفي وقت سابق، ذكرت أن مقاتليها قصفوا تجمعاً لآليات وجنود جيش الاحتلال الإسرائيلي في شارع "8" بحي الزيتون جنوبي مدينة غزة وسط القطاع، مشيرة في الوقت نفسه، إلى أنها قصفت بقذائف "الهاون" من العيار الثقيل جنوداً وآليات إسرائيلية متوغلة شرق حي السلام، بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
في المقابل، أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي، باصابة 12 من جنوده بجروح خلال القتال في قطاع غزة، مشيرا إلى أن المصابين نقلوا إلى المستشفى.
وفي وقت لاحق، أعلن عن مقتل 4 جنود من لواء ناحال، بالإضافة إلى إصابة 4 آخرين بينهم ضباط بجروح خطيرة خلال المعارك البرية في حي الزيتون بغزة.
وفي غضون ذلك، أفادت قناة الـ14 العبرية، بأن 9 صواريخ أطلقت على بئر السبع، لافتة إلى أن حركة حماس تطلق الصواريخ على إسرائيل بذات القوة التي كانت عليها في الأسابيع الأولى من الحرب.
محادثات التهدئة
وفي هذا الإطار، كشفت حركة حماس، أن قيادة الحركة ستجري مشاورات مع قيادات فصائل المقاومة الفلسطينية من أجل إعادة النظر في إستراتيجيتها التفاوضية، في ضوء سلوك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورفضه ورقة الوسطاء والهجوم على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة واحتلال معبر رفح.
وأضافت حماس، أن رفض إسرائيل مقترح الوسطاء من خلال ما وضعته من تعديلات عليه أعاد الأمور إلى المربع الأول.
وأردفت، إن هجوم جيش العدو على رفح واحتلال المعبر مباشرة بعد إعلان حماس موافقتها على مقترح الوسطاء، يؤكد أن الاحتلال يتهرب من التوصل لاتفاق.
وتابعت بالقول "نتنياهو وحكومته المتطرفة يستخدمان المفاوضات غطاء للهجوم على رفح واحتلال المعبر، ومواصلة حرب الإبادة ضد شعبنا، ويتحملان كامل المسؤولية عن عرقلة التوصل لاتفاق".