من الحسين إلى السيدة زينب .. تطوير مساجد آل البيت في مقدمة أولويات الدولة المصرية
افتتح اليوم الرئيس عبد الفتاح السيسي مسجد السيدة زينب بعد أعمال التطوير الشاملة ، حيث حظيت مساجد آل البيت بعناية غير مسبوقة على مدى السنوات الماضية، من قبل القيادة السياسية، بهدف إعادتها إلى رونقها على نحو يتماشى مع الطابع التاريخي والأثري لها، ووضعها على خريطة المزارات السياحية الدينية، بما يتماشى مع مكانتها، وفي التقرير التالي نوضح تفاصيل ذلك.
تطوير مسجد الحسين
في أبريل عام 2022، افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي، المسجد بعد أعمال التجديد والتأهيل الشاملة له، بتكلفة وصلت إلى 150 مليون جنيه، بهدف توسعته وترميمه من الداخل وتزيين ضريح رأس الحسين بن علي بشباك جديد، وكان الإفتتاح بحضور سلطان طائفة البهرة مفضل سيف الدين من الهند.
وقد شملت أعمال التطوير أرجاء المسجد من أرضيات وحوائط وأسقف، كذلك معالجة الأساسات والتربة المحيطة بالمسجد، فضلاً عن تحديث كافة الأنظمة من الكهرباء والمياه والصرف والتكييف وأنظمة المراقبة بالكاميرات، وأنظمة الإنذار ومكافحة الحريق، وتزويد المسجد داخلياً وخارجياً بأحدث أنظمة الصوت، مما يعيد المسجد إلى رونقه التاريخي.
يرجع تاريخ المسجد إلى عهد الفاطميين، بتحديد سنة 549 هجرية الموافق لسنة 1154 ميلادية، حيث بني تحت إشراف الوزير الصالح طلائع، ويضم المسجد 3 أبواب مبنية بالرخام الأبيض تطل على خان الخليلي، وباباً آخر بجوار القبة، ويعرف بالباب الأخضر.
وتشير الروايات التاريخية إلى أن رأس الحسين بن علي مدفوناً به، فمع بداية الحروب الصليبية خاف حاكم مصر الخليفة الفاطمي على الرأس الشريف من الأذى الذي قد يلحق بها في مكانها الأول في مدينة عسقلان بفلسطين، فأرسل يطلب قدوم الرأس إلى مصر وحمل الرأس الشريف إلى مصر ودفن في مكانه الحالي، وأقيم المسجد عليه.
تطوير مسجد فاطمة النبوية
في عام 2022، افتتح مسجد فاطمة النبوية، بعد انتهاء أعمال الصيانة بتكلفة بلغت 6 ملايين جنيه، حيث شملت أعمال التجديد تطوير مصلى السيدات وتطوير الأسقف والحوائط والحمامات وتطوير الساحة الخارجية للمسجد، بالإضافة إلى تغيير كل أعمال الرخام بالمسجد وتطوير الأعمال الخشبية.
ينسب المسجد إلى السيدة فاطمة بنت الحسين بن على، التي لقبت بـ "أم اليتامى وأمّ المساكين"، وبَعد وفاتها تحول منزلها إلى مسجد حمَل اسمها.
وكانت من بين من جاء إلى مصر من آل بيت الرسول -صلى الله عليه وسلم-، عقب معركة كربلاء واستشهاد أبيها الحسين، وحينما عاشت في مصر كان منزلها مفتوح طيلة الوقت لليتامى والمساكين والفقراء.
تطوير مسجد السيدة رقية
افتتح مسجد السيدة رقية في عام 2022، بعد انتهاء أعمال التوسعة والتطوير، وفق رؤية هندسية ومعمارية شاملة شارك فيها استشاريون ومصممون إلى جانب عدد من شركات المقاولات.
أنشئ المسجد في العصر العثماني، على يد الأمير عبدالرحمن كتخدا، ويقع في نطاق حي الخليفة، أحد أحياء القاهرة المشهورة بمساجدها التاريخية، والسيدة رقية هي بنت على بن أبي طالب رضى الله عنهما، جاءت إلى مصر مع بقية أهل البيت بعد موقعة كربلاء مع أختها السيدة زينب الكبرى، ولا توجد دلالة إذا كانت السيدة رقية مدفونة بداخله أم لا.
تطوير مسجد السيدة نفيسة
جاء تطوير مسجد السيدة نفيسة بناء على توجيهات أصدرها الرئيس عبدالفتاح السيسي، في عام 2021، إلا أنه افتتح في أغسطس الماضي، وقد شملت أعمال التجديد، تطوير مقصورة المسجد، والضريح والمنطقة المحيطة، وكذلك رفع كفاءة الميدان وكافة الشوارع المحيطة بالمسجد والمؤدية له.
وجرى زيادة المساحات الخضراء في ميدان السيدة نفيسة، ومراعاة البعد البيئي، وتطوير الجزر الوسطى، وتجميل ورصف الأرضيات والأرصفة ورفع كفاءة الإضاءة.
وتذكر الروايات التاريخية، أن أول من بنى على قبر السيدة نفيسة كان عبيد الله بن السري بن الحكم أمير مصر، ويضم المسجد ضريح السيدة نفيسة وضريح السيدة جوهرة خادمتها.
تطوير مسجد السيدة زينب
يحتل مسجد السيدة زينب مكانة كبيرة في قلوب المصريين، خاصة من مريدي آل البيت بزيارة المسجد، كدليل منهم على محبتهم للنبي محمد عليه الصلاة والسلام وآل بيته الكرام، ليكون درة تاج مساجد آل البيت بالقاهرة ، لذلك حرص القائمون على التجديد على أن يكون التصميم على أحدث طراز إسلامي .
وافتتحت وزارة الأوقاف ،مسجد السيدة زينب رضي الله عنها، أمام المصلين يوم الجمعة 29 مارس 2024، وذلك بعد الغلق المؤقت، بينما استمر غلق الضريح والمقام إلى حين الانتهاء الكامل من تطويره وتجديده.
وشملت أعمال التطوير، تجديد المبنى الرئيسى وملحقاته وزيادة مسطح المسجد إلى 900 م2 ليتسع 1500 مصلى، فضلاً عن مركز للوثائق الإسلامية النادرة، وكذلك أعمال الترميم الدقيق للعناصر المعمارية.
بالإضافة إلى تطوير المنطقة المحيطة بالكامل من شارع بورسعيد الذى تم رفع مقلب كبير للقمامة منه ليصبح مكانه أنشطة مشابهة لما فى شارع خان الخليلى من بيع للخردوات والأنتيك ومستلزمات المصلين، وكذلك تم تخصيص سيارات للشباب لبيع المأكولات والمشروبات.
كما تم توحيد طلاء العقارات المجاورة للمسجد السيدة، وتخصيص سيارات تعمل بالكهرباء لاستقبال الزوار واحدة من خطوات التطوير أيضاً، مع العلم أن للمسجد محطة المترو باسمه وقريبة منه، وكل هذا التطوير يهدف فى النهاية إلى الوصول بالمنطقة المحيطة إلى شكل المزار والمتنزه الدينى والسياحى.
ومسجد السيدة زينب هو أحد أكبر وأشهر مساجد القاهرة عاصمة مصر، وينسب إلى حفيدة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زينب بنت على بن أبي طالب.
ويقع المسجد في حي السيدة زينب، حيث أخذ الحي اسمه من صاحبة المقام الموجود في داخل المسجد، وهو يتوسط الحي، ويعرف الميدان المقابل للمسجد أيضاً بميدان السيدة زينب
ومن المعروف أن السيدة زينب حفيدة رسول الله عليه الصلاة والسلام ، حضرت إلى مصر عام 61 هجريا، وكان في استقبالها أهل مصر وتم الاستقبال بشكل رائع، ووهب والي مصر قصره لها للإقامة فيه، لكنها اكتفت بغرفة واحدة ،وجعلت غرفتها للعبادة والزهد وتحولت بعد وفاتها إلى ضريحها الآن.
وقد أوصت السيدة زينب قبل وفاتها بتحويل باقي القصر إلى مسجد، وتم ذلك حيث تحول إلى مسجد السيدة زينب.
تطوير مسار آل البيت
وبدأ مسار "آل البيت" من مسجد السيدة نفيسة، وينتهي عند مسجد السيدة زينب، مروراً بعدد من المساجد والأضرحة، والعديد من المزارات والبنايات التاريخية.
كما شهد شارع الأشراف، تطويراً شاملاً، شمل رفع كفاءته، وترميم الأضرحة الموجودة به، إضافة إلى تدشين مشروع لرفع كفاءة الشارع والعقارات المطلة عليه، ويطلق عليه بقيع مصر، لما يضمه من أضرحة ومساجد عديدة لآل البيت.
وفي أبريل الماضي، وجه رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، بتشكيل لجنة عليا لإحياء "مسار آل البيت" وربط المناطق الواقعة به وإعادة تأهيلها وتنفيذ ساحات حولها، وحدائق ومتنزهات، والحفاظ عليها من الزحف العشوائي الذي طالها، تحقيقاً لتوجه الدولة في الحفاظ على الوجه الحضاري لتلك المناطق بما يُعيد لها عُمقها التاريخي.
وفي الختام يمكن القول، أن القاهرة تتعايش في أكبر عملية تطوير وتجديد لبيوت الله وفي مقدمتها مساجد آل البيت، وفقاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتعمير بيوت الله عز وجل والاهتمام بمساجد آل البيت والأضرحة الأثرية لاستعادة مظهرها الحضاري، وقيمتها التاريخية، ومن ثم وضعها على خريطة المزارات السياحية الدينية.