رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أبرز محطات القضية الفلسطينية.. تسلسل تاريخي

14-5-2024 | 18:50


النكبة الفلسطنية

محمود غانم

يرجع تاريخ الصراع الفلسطيني اليهودي إلى الوعد الذي أصدره وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور عام 1917، إلى اللورد روتشيلد، أحد زعماء الحركة الصهيونية العالمية، بمنح اليهود الحق في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين.

جاء ذلك عقب مفاوضات استمرت ثلاث سنوات دارت بين الحكومة البريطانية، واليهود البريطانيين والمنظمة الصهيونية العالمية من جهة أخرى، وكان بريطانيا تهدف من وراء ذلك إلى استخدام اليهود كآلة لتحقيق أهدافها، التي كان جلها يخضع لسيطرتها.

في هذا الوقت، لم يكن في فلسطين من اليهود عند صدور التصريح سوى 50 ألفًا، من أصل عدد اليهود في العالم آنذاك، والذي كان يقدر بحوالي 12 مليونًا، فيما كان عدد سكان فلسطين من العرب في ذلك الوقت يناهز 650 ألفًا.

وأخذت الحركة الصهيونية من هذا الوعد مستندًا قانونيًا لتدعم به مطالبها المتمثلة، في إقامة الدولة اليهودية في فلسطين، وتحقيق حلم اليهود بالحصول على تعهد من إحدى الدول الكبرى بإقامة وطن قومي لهم، يجمع شتاتهم.

 

هجرة اليهود إلى فلسطين

في أعقاب ذلك، توالت الهجرات اليهودية على فلسطين، وسط تشجيع ودعم من حكومة الانتداب البريطاني التي أخذت على عاتقها تنفيـذ مخطط التهـويد، ونتيجة لـذلك أخذ عـدد اليهـود يتزايد يومًا بعد يوم.

وبحلول عام 1938، وصل عدد المستوطنين اليهود 370 ألفًا، ولم تتوقف الهجرة اليهودية عند العدد والقدر، بل أخذت تتدفق إلى فلسطين موجات أخرى، مما كان العامل الرئيسى في تفجير ثورة 1936، التي عمت أرجاء فلسطين بعد شهر من بدايتها.

ومع مجيء الأربعينات، تمت هجرات سرية من اليمن والحبشة وأفريقيا الشمالية وتركيا وإيران، نتيجة قيام بريطانيا بفرض قيود على الهجرة اليهودية.

في المؤازرة، ارتكبت العصابات الصهيونية عشرات المجازر ضد الشعب الفلسطيني، بهدف تهجيرهم إلى مناطق أُخرى من فلسطين والبلاد العربية المجاورة، عن طريق بث الرعب بين المدنيين في القرى والمدن الأُخرى.

قرار التقسيم

ومع تلك التطورات، صدر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، عام 1947، الذي عرف بقرار "تقسيم فلسطين"، حيث تضمن إقامة دولة يهودية على مساحة 54% من مجموع مساحة فلسطين، ودولة عربية على مساحة تقدر 44%، فيما وضعت مدينتا القدس وبيت لحم تحت الوصاية الدولية لأسباب دينية.

وعلى إثر ذلك، عملت الحركة الصهيونية على إقامة الدولة اليهودية  بناءً على قرار التقسيم، فيما قرر العرب خوض المواجهة العسكرية مع العصابات الصهيونية، وفتحوا مراكز التطوع والتدريب في كل من سوريا ولبنان والأردن.

وفي 14 مايو عام 1948، أعلن دافيد بن جوريون، عن قيام دولة إسرائيل، وشكل حكومة مؤقتة لها، واعترفت بها كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي على الفور.

 وفي اليوم اللاحق، انسحبت القوات البريطانية مخلفة وراءها عتادها وأسلحتها، وكانت "الهاجاناه" قد أكملت استعداداتها للاستيلاء على أكبر مساحة ممكنة من فلسطين؛ ورمزت لخطتها برمز "دال"؛ وأعلنت التعبئة العامة بين القوات الصهيونية منذ مطلع نيسان 1948.

ونتيجة لتلك التطورات، دخلت الجيوش العربية التي كانت غير جاهزة لخوض حرب؛ وكانت غير واضحة المهام؛ بل تعدى الأمر ذلك إلى تغيير المهام في الساعات الأخيرة.

ورغم ذلك، إلا أنها حققت نجاحات في الأيام الأولى لدخولها؛ ما دفع أمريكا إلى أن تطلب من مجلس الأمن إصدار قرار لوقف إطلاق النار.

وبحسب ما تذكرة وكالة الأنباء الفلسطينية، فإن الخطوط الأمامية وصلت إلى بيت لحم، وضواحي القدس الجنوبية، وغربًا حتى حدود يافا؛ كما سيطر الجيش المصري على منطقة النقب وخليج العقبة؛ وسيطر الجيش السوري على الجليل حتى جنوب بحيرة طبريا؛ ووقف الجيش اللبناني غير يعبد عن عكا؛ وسيطر الجيش العراقي على قلب فلسطين، وامتدت خطوطه إلى طولكرم وجنين وحدود تل أبيب؛ كما سيطر الجيش الأردني على غور الأردن الجنوبي، ومنطقة القدس ورام الله والرملة؛ حتى التقى بالجيش العراقي والمصري؛ ولكن سرعان ما توقف اندفاع الجيوش العربية وجاءت الهدنة الأولى؛ فتغيرت الأوضاع، وانقلبت الموازين.

ذكرى العام

يأتي الاحتفال بذكرى النكبة هذا العام في ظروف استثنائية، جراء حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، والتي خلفت عشرات الآلف من القتلى والجرحى.

وتشير البيانات الفلسطينية إلى أن نحو 880 ألف لاجئ يعيشون في الضفة الغربية، 25% منهم يعيشون في 19 مخيمًا، معترفًا بها رسميًا لدى وكالة الأونروا، فيما يعيش نحو 75% من اللاجئين في مدن الضفة الغربية وقراها.

وبحسب بيانات الأونروا، فإن عدد اللاجئين في قطاع غزة  بنسبة 66% من إجمالي عدد السكان البالغ 2.3 مليون،  بواقع نحو حوالي 1.7 مليون لاجئ، ويعيش حوالي 620 ألفًا منهم في ثمانية مخيمات معترف بها من قبل الأونروا.

وفي هذه المناسبة، كشف الجهاز المركز للإحصاء الفلسطيني، عن أن عدد الفلسطينيين في العالم بلغ 14.63 مليون نسمة حتى نهاية عام 2023، ما يشير إلى تضاعف عددهم نحو 10 مرات منذ أحداث نكبة 1948.

وأشار الجهاز، إلى أن من بين 1.4مليون فلسطيني كانوا يقيمون في 1.300 قرية ومدينة فلسطينية عام 1948، تم تهجير مليون مواطن إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة، فضلًا عن التهجير الداخلي للآلاف منهم داخل الأراضي التي أُخضعت لسيطرة الاحتلال منذ عام 1948، الذي سيطر على 774 قرية ومدينة فلسطينية، 531 منها تم تدميرها بالكامل، فيما تم إخضاع المتبقية للاحتلال وقوانينه.