رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


رحلة من الانطوائية إلى العالمية.. محطات في حياة خوان رولفو

16-5-2024 | 02:00


الكاتب المكسيكي خوان رولفو

إسلام علي

تحل اليوم، الخميس، 16 مايو، ذكرى ميلاد، الكاتب المكسيكي، خوان رولفو. 

يعد خوان رولفو، الكاتب مكسيكي ، أحد أهم رواد أدب أمريكا اللاتينية في القرن العشرين، وله مكانة مرموقة بين كبار الكتاب العالميين، وذلك يرجع إلى أسلوبه الفريد، الذي يجمع بين الواقع والخيال الذي جسده في أعماله، والتي عكست بعمق ثقافة مجتمعه وصورت همومه وتطلعاته، فعمد إلى تحويل الثقافة المجتمعية إلى قصص من وحي خياله.

أسلوبه الأدبي

تميز "رولفو"، بتأثيره الغير محمدود في مجال الكتابة الأدبية، باستخدام الكلمات الدقيقة، فيخلق صور حية بهذ الكلمات فيجعل القاريء يعيش التجربة الأدبية، فضلا عن  تعدد الصور البلاغية بالنص، فتميز أسلوبه بكثرة استخدام التشبيهات والاستعارات والكنايات، وبالإضافة إلى استخدام اللغة اللغة البسيطة دون أي تعقيد أو التباس للفهم.
وعرف عن "رولفو"، شخصيته الهادئة والمتحفظة، وبالرغم من أن أعماله الأدبية كانت مؤثرة وعميقة، إلا أنه كان يفضل العزلة ولم يكن يحب الظهور العلني كثيرا، وربما كان هذا الجانب من شخصيته ساهم في عمق وتأملية كتاباته، حيث تعكس الكثير من مواضيعه الطابع المظلم والمعقد للحياة الريفية المكسيكية.


شخصية رولفو

عرف رولفو بشخصيته الانطوائية وقلة تفاعله مع الوسط الأدبي، وتميزت حياته بالغموض، مما أثار بعض التكهنات حول مصدر ابداعه وتأثير الكبير في الوسط الأدبي، وبالغم من ذلك، دافع العديد من النقاد والكتاب عن رولفو وأعماله، مشيدين بعبقريته الأدبية وتأثيره الكبير على أدب أمريكا اللاتينية.

تعمقه في النفس البشرية

درس "رولفو" النفس البشرية وانفعالاتها المختلفة مع كافة التأثيرات المحيطة بها، فضلا عن تناقضاتها وتجاربها الحياتية المتعددة، فانعكس ذلك على كتابته الأدبية، فكانت كتابته تجمع بين الجانب النفسي والجانب الأدبي. 
استخدام "رولفو" تقنية تعدد وجهات النظر، مما اتاح للقارئ التعرف على مختلف جوانب القصة من وجهات نظر مختلفة.

أهم أعماله الأدبية

تميزت رواية "بيدرو بارامو" التي صدرت عام 1955م، بأنها تثير التساؤلات عن طبيعة الواقع الفعلي الذي نعيشه والخيال، إذ تدور أحداث الرواية حول شاب يدعى، خوان بريسينو، الذي كان يبحث عن والده في قرية تدعى "كومالا".
واجه خوان، في رحلته العديد من الشخصيات الغريبة، ويواجه أحداثا غامضة تثير تساؤلات حول طبيعة الواقع والخيال، وتنتهي الرواية بموت خوان في "كومالا" دون أن يجد والده، مما يضفي عليها جوا من الغموض والعدم.

وتعتبر  رواية "ديك من ذهب" التي صدرت عام 1980م، تكملة لرواية "بيدرو بارامو"، نشرت بعد وفاة رولفو، وتعد تكملة لرواية "بيدرو بارامو" السابقة، وتقدم الرواية المزيد من التفاصيل حول قصة خوان بريسينو، وتضفي المزيد من الغموض على أحداث رواية "بيدرو بارامو، وطرحت الرواية أسئلة جديدة حول طبيعة الواقع والخيال والموت.
على جانب أخر، تتضمن  المجموعة القصصية المعروفة باسم "السهل يحترق"  على 7 قصص قصيرة تتميز بأسلوبها الغامض والسريالي، وتلامس هذه المجموعة القصصية، ، مواضيع مختلفة، مثل الموت والحب والوحدة، وتطرح أسئلة فلسفية حول طبيعة الوجود.