رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


وضع الرسائل الأخلاقية والفلسفية في قصصه.. من يكون يشارل بيرو؟

16-5-2024 | 02:31


الكاتب الفرنسي شارل بيرو

إسلام علي

تحل اليوم، 16 مايو، ذكرى وفاة الكاتب الفرنسي، شارل بيرو، الذي ولد عام 1628م.

عرف أيضا باسم شارل بيرو، كان برولت، كاتبا وشاعرا فرنسيا، ولد في باريس عام 1628م، وتوفي عام 1703، اشتهر بيرو بشكل خاص بكتابة حكايات خيالية للأطفال، مثل حكايات الأوزة الأم، والتي تضم قصصا مشهورة مثل الجميلة النائمة وسندريلا والقط ذو جزمة السبع والذئب الأحمر والقط والفأر.

نشأته ...

نشأ بيرو في عائلة ثرية، حيث كان والده محاميا مشهورا، وتلقى بيرو تعليماً ممتازا، حيث درس القانون في جامعة باريس، تدرج بيرو في المناصب الحكومية، فكان فعمل في منصب سكرتير أكاديمية العلوم الفرنسية، ثم عضوا  في الأكاديمية الفرنسية عام 1663، وهي أعلى مؤسسة ثقافية في فرنسا.

انعكاسات على كتاباته 

وركزت العديد من حكايات بيرو، على تعليم الأطفال قيم أخلاقية مهمة، مثل الصدق والشجاعة والعدل، واحتوت بعض حكاياته على نقد ضمني للمجتمع الفرنسي في عصره، مثل قصة "القط ذو جزمة السبع" التي تنتقد الجشع والظلم.
اهتم "بيرو"، بالعقل والمنطق مما أدى إلى تأثير ذلك على كتاباته، إذ عرف عن عصره الاهتمام بالأمور العقلية، وذلك بالإضافة إلى المسيحية وتعاليمها التي كان لها تأثير كبير وقتها في المجتمع الفرنسي مما انعكس على حكاياته.

اعماله القصصية..

يعد العمل القصصي "سندريلا"، الأشهر على الإطلاق،  وكان يهدف من هذا العمل، توصيل رسائل محددة، وهي أن سندريلا كانت رمزا للنقاء الداخلي والصبر والإيمان بأن الخير سيغلب في النهاية.
 والعمل الثاني هو "ذات الرداء الأحمر"، ويدور حول فتاة صغيرة تذهب لزيارة جدتها ولكن يتم خداعها من قبل ذئب شرير، وترمز الحكاية إلى الخطر الذي يواجه البراءة والثقة العمياء، التي تمثله الطفلة الصيغرة، وهي رمز للإنسان الذي يتفاعل مع كافة الأمور في حياته بسطحيه شديدة وسذاجة، وعلى جانب آخر،  فالذئب يمثل الشر الموجود في هذا العالم، والذي يمكن أن يخدع بسهولة السذج،  القصة تحذر من المخاطر الناتجة عن الثقة المفرطة والغفلة.

 

وتتميز حكاية "الجميلة النائمة"، بالمعاني الروحية العميقة، وهي تحكي قصة أميرة تقع تحت لعنة ساحرة شريرة وتجبر على النوم لمئة عام حتى يتم إنقاذها بواسطة قبلة من أمير، وكان النوم هنا يرمز إلى نوم الروح الإنسانية التي كانت في سبات عميق عندما اتجهت إلى العالم المادي الموحش، وساد فيها الكره والحقد والكره، وفي الجانب الآخر، رمزت قبلة الأمير إلى القوة المحررة للحب الحقيقي.

وتروي قصة "القط ذو الحذاء"، حكاية قطة ذكية تستخدم الحيلة والمكر لمساعدة مالكها الفقير على تحقيق الثروة والزواج من أميرة، و وتعطي القصة فكرة عن الروح البشرية التي لها قدرة التغلب على الصعاب بوسائل غير تقليدية، فالقط هنا يمثل الحكمة والقدرة على استخدام الموارد المتاحة لتحقيق النجاح، فضلا عن قصة عقلة الأصبع، و الأمير قبيح الوجه، وغيرها من القصص التي تعكس الأفكار الفلسفية التي انتشرت في ذلك الوقت.