خبراء يوضحون تداعيات اغتيال القيادي بحماس «شرحبيل».. هل يؤدي لمزيد من التصعيد؟
هل يفرض قتل القيادي بـ "حماس" شرحبيل السيد معادلة جديدة بخصوص المسار التفاوضي بين حركة حماس وإسرائيل، مما يدفع الأمور إلى مزيد من التعقيد أو هل يؤدي إلى مزيد من التصعيد؟.. بات هذا السؤال الأبرز عقب إعلان حركة مقتل "شرحبيل" جراء استهدافه من قبل طائرات الاحتلال الإسرائيلي في البقاع الغربي اللبناني.
في غضون ذلك، قال الدكتور محمد فوزي، الباحث بالمركز المصري للفكر، إن عملية اغتيال القيادي في حماس "شرحبيل السيد" ترتبط بالتصعيد الجاري على الجبهة اللبنانية شمالي الأراضي المحتلة، بين حزب الله ومجموعة من الفصائل الفلسطينية النشطة في لبنان من جانب، وإسرائيل من جانب آخر.
وأوضح "فوزي" في تصريحات لبوابة -دار الهلال- أن هذه العملية أكدت على مجموعة من الدلالات المهمة، أولها أن إسرائيل تركز في تعاملها مع جبهة لبنان على نمط العمليات النوعية، بمعنى العمليات المركزة والدقيقة التي ترصد أهدافاً بعينها، كبنى تحتية لهذه الفصائل أو قيادات الصف الأول بها، وثاني هذه الدلالات هو اتساع النطاق الجغرافي الخاص بالعمليات الإسرائيلية لتشمل العمق اللبناني، إذ أن العملية تمت في أحد مناطق الحدود السورية اللبنانية، بما يحمل تأكيداً على تجاوز قواعد الاشتباك المتعارف عليها منذ بداية التصعيد.
وتابع القول:"أما ثالث هذه الدلالات فيتمثل في تنامي الاعتماد الإسرائيلي في إطار العمليات في لبنان على الطائرات المسيرة".
وحول هل تؤثر تلك العملية على المسار التفاوضي، أكد فوزي، على أنه لايمكن الربط بين العملية وبين مسار مباحثات الهدنة الإنسانية، ووقف إطلاق النار، على اعتبار أن حسابات الجبهة اللبنانية، خصوصاً بالنسبة لإسرائيل منفصلة عن الحرب الجارية في قطاع غزة ومسار وقف إطلاق النار.
وأضاف، أن تعثر مسار الهدنة، ووقف إطلاق النار في غزة له أسبابه الخاصة، التي ترتبط بشكل رئيسي بحرص حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية على إطالة أمد الحرب لتحقيق أي مكاسب عسكرية يمكن توظيفها داخلياً؛ لتهدئة الرأي العام والشارع الإسرائيلي الملتهب والساخط على هذه الحكومة.
من جهته، قال الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن قتل أحد قادة حماس لن يضفي المزيد من التعقيد قدر ما تمارسه قوات الاحتلال من مواصلة غلق معبر رفح، والسيطرة على محور "فيلادلفيا"، وما تنفذه من عمليات نوعية شرق مدينة رفح، بالإضافة إلى عودة القتال إلى الشمال، فإن ذلك من شأنه أن يدفع الأمور نحو المزيد من التعقيد، وتسئ لآليات الوساطة بين الطرفين.
وأضاف "غباشي" لبوابة -دار الهلال- أن موافقة حماس على مقترح الهدنة المصرية شكل مفاجئة في غاية الأهمية، لإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، من أجل ذلك، ذهبت إسرائيل لمعبر رفح، لإغلاقه، وإفشال الوساطة.
وتابع:" ولكن مسألة اغتيال القادة داخل الأراضي اللبنانية أو غيره، لاتضيف جديداً، فإسرائيل تتعامل بنهج الكل المستهدف، والكل يدرك أنه هدف لإسرائيل".
وكشف الخبير السياسي والإستراتيجي، أن إسرائيل تعقد كل يوم ثلاثاء "الغرفة المظلمة"، التي تحدد فيها أسماء القادة المطلوب استهدافها، حيث يتم ذلك بمعاونة أمريكية.
وأردف "أن الحديث الإسرائيلي عن استهداف قادة المقاومة يتم في العلانية لاالخفاء، لذلك فالأمر لن يكون له تداعيات كبيرة على المسار التفاوضي".