إسماعيل ياسين وفطين عبد الوهاب والإبياري.. ثلاثي السينما الأشهر صنعوا أفلامًا خالدة لا تنسى
نشهد اليوم ذكرى وفاة إحدى أيقونات السينما المصرية المتفردة في صناعة الدراما المصرية وخاصة في فن الكوميديا، هو صاحب لقب «أبو ضحكة جنان»، والذي أثرى حياتنا الفنية بمختلف وسائطها الإذاعة والمسرح والتلفزيون والسينما بالمئات من الأعمال التي ما زالت تدهشنا وتسعدنا حتى أيامنا، إنه الفنان إسماعيل ياسين.
صداقة وتوأمة فنية
كانت رحلة إسماعيل ياسين الفنية خطوة ومرحلة مهمة في تاريخ الفن المصري والعربي امتدت لعقود منذ نهاية الثلاثينيات وحتى مطلع السبعينيات القرن الماضي، ورافق إسماعيل ياسين، العديد من الفنانين والنجوم حتى صنعوا وخلفوا أعمالا خالدة وخاصة في عالم السينما، ومن بين رفاق هذه الصحبة صديقه وتوأمه الفني المؤلف والشاعر الغنائي والسيناريست أبو السعود الإبياري، وتكونت تلك الصداقة الفنية بداية من منتصف الخمسينيات بالقرن الماضي مع ثالثهما مع المخرج فطين عبد الوهاب، ليمثلوا ثلاثيًا من أهم الثلاثيات في تاريخ السينما المصرية وتاريخ إسماعيل ياسين.
وكان المخرج فطين عبد الوهاب، وراء 30% من الأفلام التي قدمها نجم الكوميديا إسماعيل ياسين، وكانت غالبيتها تحمل اسمه، حيث كان المتفرد الذي أنتجت له الأفلام باسمه بعد نجمة الفن ليلى مراد
ومن الأفلام التي جمعت الثنائي الفني: «إسماعيل ياسين في متحف الشمع، إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة، إسماعيل ياسين في الجيش، إسماعيل ياسين في البوليس، إسماعيل ياسين في الطيران، إسماعيل ياسين في البحرية، إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين، إسماعيل ياسين طرزان، إسماعيل ياسين للبيع، والتي كان معظمها من تأليف أبو السعود الإبياري.
ولازم نجم الفن المصري إسماعيل ياسين في هذه الأفلام الممثل رياض القصبجي الشهير بــ «الشاويش عطية»، وصارت مشاهدهما بمختلف الأفلام هي محطة مهمة في تاريخ الكوميديا والتي يستمتع بها الجمهور حتى الآن بسبب المفارقات العبارات الساخرة المبهجة «الإفيهات» والمواقف الطبيعية والمقالب التي يدبراها لبعضهما البعض كما شاركهما التمثيل في بعض هذه الأفلام عبد السلام النابلسي.
ولد النجم إسماعيل ياسين في 15 سبتمبر في محافظة السويس وانتقل إلى القاهرة، في بدايات الثلاثينيات لكي يبحث عن مشواره الفني كمطرب، وامتلك إسماعيل ياسين الصفات التي جعلت منه نجما من نجوم الاستعراض فكان مطربا ومونولوجست وممثل، وظل أحد روّاد هذا الفن على امتداد عشر سنوات من عام 1935- 1945 ثم عمل بالسينما وأُنتجت له أفلام باسمه بعد أن أنتجت أفلام باسم ليلى مراد، وظل أثرا لن ينسى بأعماله الفنية الخالدة.
قدم إسماعيل ياسين أفلاما ناجحة حقّقت أعلى الإيرادات في تاريخ السينما العربية حتى اليوم وذلك نسبة لعدد السكان في وقته وعدد دور العرض وقيمة التذكرة السينمائية خلال تلك الحقبة الزمنية، وأيضا وقت الحروب الكثيرة التي كانت تعاني منها مصر في فترة زمنيه من الأربعينيات وحتى أوائل السبعينيات بالقرن الماضي.
ولا تزال أفلام النجم إسماعيل ياسين القديمة المنتجة «أبيض وأسود» هي التي يستمتع بها عددًا كبيرًا من الجمهور المصري والعربي فقد استطاع أن يرسم البسمة ويخرج الضحكات عالية على شفاه الجماهير بحضوره وملكته المتفردة في التمثيل.
متفردا في المسرح .. 60 مسرحية
وساهم إسماعيل ياسين في صياغة تاريخ المسرح الكوميدي المصري وكوّن فرقة تحمل اسمه وظلت هذه الفرقة تعمل على مدى 12 عامًا من عام 1954 حتى عام 1966 قدّم خلالها ما يزيد عن 60 مسرحية.
ورحل إسماعيل ياسين في مثل هذا اليوم في 24 مايو 1972 بأثر باقٍ ورصيد فني لن يمحى أبدًا.