توشكى الخير.. عندما تتحول الصحراء القاحلة إلي واحة خضراء
وسط تحديات كبيرة تسير الدولة المصرية بخطي ثابتة نحو المستقبل، تحول الأحلام إلي حقيقة متجسدة علي الأرض، لا مكان الآن في القاموس المصري لكلمة مستحيل.
أضحي المستحيل ممكنًا، وجميع المشروعات قابلة للتنفيذ في وقت قياسي، نشق الجبال، ونفجر الصخور، ونحيل الصحاري القاحلة إلي أرض خضراء تنتج الخير، نبني ونعمر وننفذ المحاور التنموية في كافة المحافظات.
يوم جديد من أيام مصر المستقبل يحمل الخير للمصريين، وافتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي لعدد من المشروعات التنموية بجنوب الوادي يؤكد أن الدولة المصرية عازمة علي المضي قدما في تحقيق الإنجازات في كافة القطاعات الإنتاجية والخدمية وعلي رأسها القطاع الزراعي واستصلاح الأراضي الجديدة.
جهد، وعرق، وإصرار، وإنجاز، ومواجهة الصعب والتحديات، كلمات مفتاحية لحجم النجاح الذي يتحقق علي أرض مصر، ولولا هذا ما شهدنا إعادة الحياة لمشروع توشكي الذي كان قد توقف بسبب عوامل الطبيعة، ولكن الإرادة المصرية العظيمة خلال السنوات العشر الماضية استطاعت ترويض الطبيعة، وتحطيم الصخور، وإعادة إحياء هذا المشروع العملاق الذي يعد قيمة مضافة كبيرة لقطاع الزراعة في مصر، ويضمن زيادة في إنتاج المحاصيل الاستراتيجية ومن بينها القمح، وغيره من الزراعات الهامة الأخرى والمتنوعة.
ملحمة متفردة، يقف وراءها قائد عظيم ورجال مخلصون أقسموا علي العبور بمصر نحو المستقبل مهما كانت الصعاب، كان القرار حاضرا، والعزيمة صلبة، والتنفيذ فوري، والنتيجة مشروعات عملاقة في سنوات معدودات، ما كانت لتتحقق لولا صدق العمل والإخلاص.
الأمر ليس فقط مجرد مشروع هنا أو هناك، ولكنها حياة جديدة متكاملة، ومخطط شامل للتنمية العمرانية وإقامة مجتمعات جديدة، تتكامل فيها المشروعات، بنية تحتية شاملة، وطرق جديدة، ومحاور تربط بين غرب النيل وشرقه لترسم خريطة جديدة وتصل بين الشمال والجنوب والشرق والغرب بسهولة ويسر.
تكامل بين المشروعات الزراعية والصناعية، ويسبق هذا بنية تحتية عملاقة تسهل للمستثمرين في القطاع الخاص الدخول بقوة في تنفيذ مختلف المشروعات، وتجربة وادي الشيح في أسيوط والتي تم افتتاح موسم حصاد القمح فيها خير شاهد ودليل على ذلك، وهي نتاج تعاون بين الدولة والقطاع الخاص في مجال الزراعة، ومتوقع أن ينتج هذا المشروع أكثر من مليون طن قمح، ولولا التعاون بين الدولة والقطاع الخاص ما كان أكتمل هذا المشروع حيث تم التغلب علي المصاعب والتحديات وتجهيز ما يقرب من 10 آلاف فدان، وإزالة 73 مليون متر مكعب من الحجارة ونقل 25 مليون متر مكعب تربة لأعمال التسوية وإحلال 19 مليون متر مكعب، وتنفيذ معالجات كيمائية وطبيعية لتخفيض نسبة الملوحة بالتربة، وتنفيذ بنية تحتية لكامل المشروع، وإنشاء شبكة طرق بطول 126 كيلو متر، وإنشاء أحواض لتخزين المياه بطاقة مليون متر مكعب ومد شبكة كهرباء بطول 120 كيلو متر.
في وادي الشيح تم استخدام أحدث وسائل الزراعة الحديثة في العالم، وطائرات المسح الطيفي لأول مرة في مصر، وتركيب 45 جهاز ري محوري صناعة مصرية، كل هذا ساهم في زيادة الإنتاجية، وتم زراعة 200 فدان قمح بإنتاجية 7500 طن بمعدل 25 أردب للفدان الواحد وهي من أعلي الإنتاجيات والجودة في مصر.
الدولة قامت بدورها ويبقي الدور علي المستثمرين الذين دعاهم الرئيس للدخول والمشاركة في المشروعات الزراعية التي يتم تنفيذها وتم توفير كافة العناصر لضمان نجاح المشروعات، مع التركيز علي ضرورة الحفاظ والاستفادة من أي كمية مياه وعدم إهدار نقطة واحدة.
لن تتوقف مصر عن صناعة المستقبل، تواجه التحديات والصعاب وتتغلب عليها، ووسط هذا تحقق الإنجازات والنجاحات، بفضل قيادة مخلصة منهجها الصدق والوضوح والمكاشفة والمصارحة بكافة التحديات التي تواجهنا، وقادرة علي عبور كل الصعاب.