رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


خبير في الشأن الصيني: تنامي كبير في التعاون الاقتصادي بين القاهرة وبكين| خاص

28-5-2024 | 15:06


أحمد سلام الخبير بالشأن الصيني

أنديانا خالد

بالتزامن مع مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في حفل افتتاح المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي.. قال أحمد سلام، الخبير بالشأن الصيني والمستشار الإعلامي السابق لمصر في الصين، إن العلاقات المصرية - الصينية، شهدت طفرة كبيرة خلال السنوات العشر الأخيرة، فقد كانت مصر سباقة بتفاعلها مع مبادرة الحزام والطريق، حيث قدمت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس للعالم كمركز لوجيستي واقتصادي يساهم بقوة وفاعلية في تطوير حركة الملاحة الدولية، ويعزز من حرية التجارة العالمية، ويفتح آفاقاً استثمارية رحبة في مجالات النقل والطاقة والبنية التحتية والخدمات التجارية، ليكون محور قناة السويس رابطاً تجارياً واقتصادياً وإنسانياً، يتكامل مع مبادرة "الحزام والطريق". 

وأضاف في تصريحات خاصة لـ«بوابة دار الهلال»، أنه مع توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين، ظهرت في الأفق العديد من النتائج والطاقة الإيجابية التي جلبتها الاتفاقية لصالح التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر، فنجد أنه على المستوى الاقتصادي والاستثماري بين مصر والصين في إطار مبادرة الحزام والطريق، والدليل علي ذلك أنه قد تركزت الاستثمارات الصينية فى مصر على المشروعات الصناعية بنسبة وصلت إلى 55%، وفي مجال البناء وصلت 20%، وفي قطاع الخدمات وصلت 19%.

وأوضح أن أهم نماذج الشراكة المصرية الصينية فهناك المنطقة الصناعية الصينية بمنطقة خليج السويس والتى تضم شركة "تيدا " الصينية والتي تُعد مشروعاً نموذجياً للتعاون في بناء "الحزام والطريق"، وهي من أبرز المشروعات للتعاون الصيني المصري والتي تسعي للوصول إلي مشاريع باستثمارات تزيد عن 10 مليارات دولار، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن يتحقق قيمة إنتاجية سنوية تبلغ 18.7 مليار وتوفر 15000 فرصة عمل.

وتابع أن هناك مشروع السكة الحديدية القطار المكهرب "السلام- العاصمة الإدارية- العاشر من رمضان"، وتقوم به شركة "أفيك" الصينية بتكلفة تصل إلى 1.2 مليار دولار أمريكي تمول عبر قرض من بنك الاستيراد والتصدير الصيني يُسدد خلال 20 عاماً، كما تتولى الشركة تنفيذ أعمال الاتصالات والإشارات والتحكم بجانب تصنيع وتوريد القطارات لهذا المشروع، في الوقت نفسه تتولى خمس شركات مصرية تنفيذ الأعمال المدنية والإنشائية وتركيب السكة والقضبان.

واستطرد أن هناك لمسات صينية بارزة في منطقة الأعمال المركزية ابرزها البرج الأيقوني في العاصمة الإدارية الجديدة، ومنطقة العلمين التى اشتهرت بأبراجها التي ساهمت في إنشائها شركة سيسك CSCEC، نذكر أيضاً قطاعات التصنيع والبناء وتكنولوجيا المعلومات، واستخراج النفط والغاز، حيث تشارك العديد من الشركات مثل "سينوبك للبتروكيماويات" و"جيويشي" للألياف الزجاجية ومجموعة "نيو هوب" و"تشنخوا" للبترول، وشركة ((إكس دي-إيجيماك)) (XD-EGEMAC)  ومجموعة شركة ميديا المحدودة وتسعى كل من القاهرة وبكين على توسيع التعاون في مجالات الاستثمار والتمويل والتحول نحو الطاقة الخضراء والصناعات الخضراء والتكنولوجيا المنخفضة الكربون والفضاء، والسياحة والبحث عن مجالات جديدة للتعاون. 

وحول مجال التعاون الاستثماري، أوضح الخبير في الشأن الصيني، أن حجم الاستثمار الصيني في مصر 560 مليون دولار أمريكي في العام المالي 2021- 2022، بزيادة بلغت نسبتها 16% على أساس سنوي، وهو ما يمثل 6.3 % من صافي تدفقات رأس المال الأجنبي إلى مصر، مشيرا إلى أن الصين تأتي في مقدمة الشركاء التجاريين لمصر عالميا، حيث بلغ حجم التبادل التجاري لعام 2022 نحو 16 مليار دولار.


 عدد الشركات الصينية في مصر 


وفيما يخص  عدد الشركات الصينية في مصر، أشار إلى أن هناك أكثر من 1500 شركة باستثمارات تقترب من مليار دولار أمريكي، وتوفر الاستثمارات الصينية في مصر قرابة 30 ألف فرصة عمل مباشرة لأبناء مصر، مشيرا إلى أن الاستثمارات توزع على عدد من القطاعات منها 702 شركة في القطاع الصناعي، و432 شركة في القطاع الخدمي، و70 شركة في القطاع الإنشائي، و79 شركة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، و47 شركة في القطاع الزراعي، و6 شركات بقطاع السياحة. 

وتابع أن البنك المركزي المصري أبرم مع بنك الشعب (المركزي) الصيني اتفاقية لمبادلة العملات في ديسمبر 2017 بمبلغ إجمالي 18 مليار يوان صيني مقابل ما يعادله بالجنيه المصري، كما وافقت الصين على برنامج لمبادلة الديون مع القاهرة للمرة الأولى في تاريخها، وأعلنت شركات صينية ضخ استثمارات بأكثر من 15 مليار دولار في إنتاج الوقود الأخضر والتصنيع.

ويعقد في بكين المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي في 30-5-2024، حيث يبحث المنتدى إحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ودعم حل الدولتين، وذلك بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الصيني شي جينبينغ وقادة دول الإمارات العربية المتحدة والبحرين وتونس.

وتعد مشاركة القادة العرب في اجتماعات منتدى التعاون الصيني - العربي، رسالة لتأكيد العمل على تعزيز العلاقات مع الصين، التي تسعى في المقابل للانخراط بشكل أكبر مع القضايا السياسية الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط.

ويعكس الحضور العربي الرفيع للنسخة العاشرة من المنتدى الصيني العربي مستوى الشراكة المتنامي بين الصين والدول العربية في السنوات الأخيرة ،حيث أن هناك نحو 12 دولة عربية تحتفظ بعلاقات شراكة استراتيجية شاملة مع الصين حالياً، كما أن الاستثمارات الصينية في الدول العربية تقارب 250 مليار دولار، وحجم التجارة الصينية مع الدول العربية يقارب نصف تريليون دولار.

ويعد تأسيس منتدى التعاون الصيني- العربي قرارا إستراتيجيا اتخذته الصين وجامعة الدول العربية بهدف تطوير العلاقات الصينية- العربية على المدى الطويل.