رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الكنز الحقيقي ليس ثروة مادية بل تحقيق الذات.. رسائل من رواية الخيميائي

30-5-2024 | 08:32


غلاف الكتاب

إسلام علي

يستعرض الكاتب البرازيلي "باولو كويلو"  في روايته "الخيميائي"، أهمية السعي وراء الأحلام التي قد تبدو مستحيلة بالنسبة للفرد، ولكن بالايمان بالخالق، يمكن للإنسان أن يواجه التحديات ويتغلب على الحواجز، كما يبرز أهمية الاستماع إلى لغة القلب، التي ترشدنا في حياتنا وتساعدنا في اتخاذ القرارات الصحيحة.

وتبدأ القصة مع الشاب الأندلسي "سانتياغو" الذي يسعى للوصول إلى كنز مخبأ تحت أهرامات الجيزة، ويقرر "سانتياغو" بيع ممتلكاته بما في ذلك أغنامه ليتمكن من تحقيق هذا الحلم، وفي رحلته، يلتقي بملك يدعى "ملكي صادق" الذي يشجعه على متابعة أسطورته الخاصة في البحث عن الكنز.

بدأ "سانتياغو" رحلته من طنجة في المغرب، ولكنه يتعرض لسوء الحظ للسرقة في طريقه، فيضطر للعمل في إحدى المحلات هناك لجمع الأموال مجددا للسفر إلى مصر، وينجح في الأخير في جمع الأموال لرحلته،فيقرر بعدها الإنضمام إلى قافلة تجارية تتجه إلى مصر، وهناك يلتقي برجل إنجليزي يسعى للقاء رجل يدعى الخيمائي.

بعد رحلة شاقة، يصل "سانتياغو" إلى الفيوم حيث يلتقي بفاطمة التي تشجعه على متابعة حلمه، ويصل أخيرا إلى الأهرامات، ليكتشف أن الكنز الحقيقي ليس شيئا ماديا بل هو في السعي نحو تحقيق الحلم والوصول إلى النضوج الروحي، وفي الأخير يكتشف أن الكنز يوجد في أسفل كنيسة قريبه من منزله حيث كان يرعى أغنامه.

تسلط رواية "الخيميائي" الضوء على رحلة الإنسان في البحث عن الهداية والحكمة، وسعيه المستمر للوصول إلى الاستقرار، دون أن يدرك أن الاستقرار الحقيقي يكمن داخله، ووضح الكاتب أن الإيمان بالحلم والسعي نحو تحقيقه هو ما يدفع الإنسان لتحقيق أهدافه، وأن التعلم من التجارب هو أكثر أهمية من الثروة المادية.

حملت رواية الخيمائي، العديد من الرموز، مثل الصحراء القاحلة التي عبرها "سانتياغو"، والتي تعتبر اختبارا للنفس البشرية في مواجهة التحديات والصعوبات في سبيل تحقيق الأحلام، فضلا عن الكنز المدفون الذي هو رمزا للهدف النهائي، الذي يمثل الوصول إلى الذات الإنسانية الحقيقية، فضلا عن رمز الغنم التي كان يرعاها والتي دلت على الإنسان الذي يتبع المألوف بدون وعي منه.