رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


فاطمة إسماعيل..أميرة العلم والثقافة

31-5-2024 | 13:05


الأميرة فاطمة إسماعيل

فاطمة الزهراء حمدي

«ذكرى عطرة للأميرة فاطمة التي أسهمت في بناء هذه الكلية»، كلمات ما زالت تحملها إحدى لوحات كلية الآداب جامعة القاهرة، عرفانًا بفضل الأميرة فاطمة إسماعيل التي تبرّعت بمجوهراتها في سبيل العلم.

عشقت فاطمة بلادها وقدمت لها خدمات كثيرة ساهمت في العديد من الأعمال الخيرية، باعت مجوهراتها لأجل المشاركة في تأسيس جامعة القاهرة، لم ينساها التاريخ أو الجيل الجديد حيث حاولوا بأقصى جهدهم تكريم تلك الأميرة النبيلة وتذكرها دائمًا. 

فمن رحم الظلام ولدت أميرة اهتمت بالعلم والتعليم في عصر كان يسوده الإحتلال البريطاني لمصر، ولكن لم تهتم وضحت بممتلاكتها من أجل الإرتقاء بالعلم والثقافة، كانت حريصة دائما على المشاركة في أعمال الخير، عُرفت بحبها للعمل العام والتطوعي، كان لها الفضل الكبير في إنشاء جامعة القاهرة، أنها الأميرة السامية فاطمة إسماعيل.

 ولدت الأميرة فاطمة إسماعيل في 3 يونيو 1853م وهي ابنه الخديوي إسماعيل، ووالدتها "شهرت فزا هانم"، كانت أكثر أخواتها حبًا للعلم والثقافة، نظرًا لوجدها ونشأتها بالسراية فتأثرت كثيرًا بالحفلات والحياة بها فكان لها ذوق فني رائع، وعلى الرغم من حبها الشديد للعلم إلا أنها لم تتمكن من دخول الجامعة بسبب منع التحاق الفتيات بها في ذلك الوقت، وهي زوجة الأمير طوسون ابن محمد سعيد باشا. 

تزوجت الأميرة فاطمة إسماعيل من الأمير طوسون ابن والي مصر محمد سعيد باشا عام 1871، وكان حفل زفافهم خلابًا، حيث ارتدت تاجًا من ألماس بلغ ثمنة 40000 جنية أما فستانها فكان من الحرير الأبيض الفرنسى المرصع بأغلى أنواع اللؤلؤ والألماس وبلغ طول ذيله 15 مترًا، وأنجبت له الأمير جميل والأميرة عصمت، بعد وفاة الأمير طوسون، تزوجت مرة أخرى من الأمير محمود سري باشا وأنجبت منه ثلاثة أولاد وبنتًا. 

كان ابنها عمر طوسون محبًا للعلم مثلها فتأثر بها بشدة، فحققت فاطمة العديد من الإنجازات المرتبطة بالعلم فمنها، عندما علمت بالصعوبات التي تمر بها جامعة القاهرة حتى قررت أن تساهم في حل الأزمة، فخصصت مساحة من أراضيها وتبرعت بحوالى 6 أفدنة لإقامة للجامعة، بالإضافة إلى 661 فدانًا من أفضل الأراضي الزراعية بالدقهلية، كما ساهمت في بناء كلية الآداب.

عرفت الأميرة فاطمة أن كلية الآداب تمر بتعثر مادي فقررت التبرع بمجوهراتها لبناء الكلية فهناك لوحة مكتوب عليها الأن في مبني الكلية «ذكرى عطرة للأميرة فاطمة التي أسهمت في بناء هذه الكلية».

قررت إهداء مجوهراتها للإدارة الجامعة وعرضت للبيع ولكن لم توافق الجامعة فأوكلت الإدارة عملية بيع المجوهرات للدكتور محمد علوي باشا فبعها في الخارج بحوالي 70000 جنيهًا، فعاد ذلك المبلغ بالنفع على الجامعة.

ومن أهم مجوهراتها:

عقد كان هدية من السلطان عبد العزيز لوالدها فكان من الزمرد ويحتوي على قطع ألماس البرلنت، سوار من ألماس البرلنت، ريشة من ألماس البرلنت، عقد يحتوي على سلسلة ذهبية تتدلى منها حجر كبير وزنه 20 قيراط وحجرين صغيرين وزن كلٍ منهما12 قيراط، تتكون الأحجار من ألماس البرلنت، خاتم مركب عليه فص هرمي من ألماس.

لم تقتصر إسهامات الأميرة في بناء الجامعة على ذلك فقط، فقامت بتحمل تكاليف وضع حجر الأساس للجامعة، فحضر الإحتفال الخديوي عباس حلمي الثاني والأمير أحمد فؤاد، وأصحاب المقامات الرفيعة مثل الأمراء، النظار، قاضى مصر، شيخ الأزهر، العلماء، قناصل الدول، رئيس وأعضاء الهيئة التشريعية، وبعضًا من الأدباء.

التحقت المرأة المصرية بالجامعة المصرية فكان للأميرة فاطمة الفضل الكبير فدخولهم الجامعة، تكفلت بتعليم الأطفال الفقراء في المرحلة الإبتدائية والتجهيزية، واشترطت من يكمل تعليمة في كلية الطب والمهندسخانة والتجارة وغيرهم يتم توظيفهم ويكون لهم الماهية لمدة خمس سنوات وإلا سيلزم بدفع جميع ما صرف عليه من وقت سفره ليوم امتناعه عن التعليم.

أفنت حياتها في خدمة العلم والتعليم حتى كرمتها الجامعة بعرض صورًا لها ولمجوهراتها التي تبرعت بها لإنشاء كلية الآداب، وأقيم بمتحف الجامعة جناحًا خاصًا بها مزود بكل صورها، متعلقاتها ومجوهراتها. 

توفيت الأميرة فاطمة إسماعيل 12 نوفمبر 1920، عن عمر يناهز 66 عامًا، بعدما تحولت لأيقونة في دعم الثقافة والعلم والفنون في مصر.