عرفت بتحديها للإعاقة، نظرًا لعدم قدرتها على السمع وفقدانها البصر، ولكن الإعاقة لم تُشكّل حاجزًا بينها وبين الثقافة والمعرفة، لذلك تميزت وقدّمت العديد من الكتب والمؤلفات، وتُرجمت كتبها إلى 50 لغة، وحصلت على الدكتوراه في الفلسفة، وأسهمت في اختراع الكتب الناطقة، ومن أشهر مقولاتها: "الحياة إما مغامرة جريئة وإما لا شيء"، إنها الأديبة والمحاضرة الأمريكية الشهيرة "هيلين كيلر"، التي تحل اليوم ذكرى وفاتها.

ولدت هيلين كيلر في 27 يونيو 1880م، بولاية ألاباما الأمريكية، من لأب سويسري، وكانت هيلين حين ولادتها طفلة سليمة بدون أي أمراض أو إعاقات، وعندما بلغت سن 19 شهرًا أُصيبت بمرض خطير عُرف بـ"التهاب بالرأس" وبدأت معاناتها معه في سن التاسعة، حيث اعتقد الأطباء أنها تعاني من حمى قرمزية أو التهاب في السحايا، مما أدى إلى فقدانها السمع والبصر تمامًا.

في سن السادسة عرضها والداها على طبيب متخصص، أوصى بعرضها على ألكسندرغراهام بيل، الذي اقترح عليهما الذهاب إلى معهد بيركنز للمكفوفين في بوسطن، فأرسل معها مدير المعهد إحدى خريجاته تدعى "آن سوليفان"، كانت "آن" تعاني مشاكل في الرؤية، تولت مسئولية تعليم هيلين أساسيات القراءة والكتابة للمكفوفين، وبعد أشهر تعلمت "كيلر" التعبير بإشارات الأصابع، وتعلمت الشعور بالأشياء ومسمياتها وتشكيل الحروف، كما تعلمت قراءة الحروف البارزة على الورق المقوى، ومنذ ذلك الحين أصبحت "آن" رفيقة "هيلين"، على مدى 49 عامًا في جميع مراحل حياتها.

تعلمت كيلر لغة برايل في معهد بيركنز، ثم التحقت بكلية رادكليف حيث حصلت على شهادة البكالوريوس في الآداب، وكانت المعلمة الأولى للصم والبكم في مدينة زيوريخ السويسرية التي تعود إليها أصولها، ونشرت كتاب عن تدريبها لهم.

انهت هيلين الجامعة بتقدير امتياز، وكانت من أوائل المكفوفين الحاصلين على ليسانس جامعة بيركينز للمكفوفين، بعد ذلك برز نشاط كيلر في الأعمال الخيرية، وفي عام 1934م منحت وسام ليندون جونسون الرئاسي للحرية، وفي عام 1980م صدر مرسوم من جيمي كارتر للاحتفال بعيد ميلادها.

زارت كيلر مدينة القاهرة في مايو 1952م، وذاع صيتها على المستوى الشعبي، وقدّمت عنها مسرحيات مثل "صانع المعجزات"، كما وضعت مجلة "تايم" اسمها ضمن قائمة أكثر 100 شخصية تأثيرًا في القرن العشرين.

نشرت هيلين كيلر ثمانية عشر كتاباً، ومن أشهر مؤلفاتها، "العالم الذي أعيش فيه، أغنية الجدار الحجري، الخروج من الظلام، الحب والسلام، وهيلن كيلر في اسكتلندا"، كما تُرجمت كتبها إلى خمسين لغة. ورحلت هيلين كيلر في مثل هذا اليوم الأول من يونيو من عام 1968م عن عمر يناهز 88 عامًا.