الموت جوعًا.. مصير أطفال غزة في ظل الحرب الإسرائيلية
إلى أين ستذهب؟.. "إن لم تقتلك غاراتنا سوف تموت جوعًا" بتلك المقولة يتعامل الاحتلال الإسرائيلي مع أطفال غزة "العنوان الأبرز" للعدوان المتواصل على قطاع، منذ السابع من أكتوبر الماضي، والذي أودى بحياة الآلف منهم، وسط مجاعة تضرب نواحي متفرقة من القطاع تحصد أرواح العشرات منهم.
مآساة الأطفال بالقطاع
وتشير بيانات مكتب الإعلام الحكومي بغزة، إلى أن هناك أكثر من 3,500 طفل دون سن الخامسة معرضون لخطر الموت التدريجي في قطاع غزة، بسبب اتباع الاحتلال الإسرائيلي لسياسات تجويع الأطفال، ونقص الحليب والغذاء، وانعدام المكملات الغذائية، وحرمانهم من التطعيمات، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية للأسبوع الرابع على التوالي، وسط صمت دولي فظيع.
ويؤكد المكتب، أن الأطفال في قطاع غزة يحتاجون إلى معالجة جذرية وفورية لكل الأزمات التي يتعرضون لها بشكل ممنهج من الاحتلال الإسرائيلي، وفي مقدمة ذلك توفيرالغذاء والرعاية الصحية والمكملات الغذائية والتطعيمات والأغذية المخصصة للأطفال، إضافة إلى أن فئة الأطفال خصوصًا بحاجة إلى رعاية نفسية متقدمة بالتزامن مع هول ما عايشوه.
ويعاني هؤلاء الأطفال من سوء التغذية بدرجة متقدمة أثرت على بنية أجسادهم، وهو ما يعرضهم فعليًا إلى خطر الإصابة بالأمراض المعدية التي تفتك بحياتهم، وتؤخر نموهم، وتهدد بقاءهم على قيد الحياة، حيث باتوا يفتقرون إلى الوصول للخدمات الأساسية، مثل الغذاء والرعاية الصحية والمتابعة الطبية الدورية، بالإضافة إلى أن حالاتهم تتفاقم وتزداد صعوبة في ظل حرمانهم من التطعيمات والجرعات الدوائية المخصصة لهم في بدء سنوات حياتهم.
في الوقت نفسه، تتصاعد تحذيرات عدة من منظمات الإغاثة بشأن ارتفاع معدلات سوء التغذية بين أطفال غزة دون الخامسة، جراء شح وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وتقول منظمة الصحة العالمية، إن أكثر من 4 من أصل 5 أطفال أمضوا يومًا كاملًا بدون تناول الطعام مرة واحدة على الأقل خلال 3 أيام.
وأظهرت نتائج فحص أجراه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، لأكثر من 93.400 ألف طفل دون الخامسة في غزة للتأكد من سوء التغذية، أن 7280 منهم يعانون سوء تغذية حاد.
وفي هذا الإطار، سلط تقرير في صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على مخاطر انتشار الجوع في غزة على حياة صغار السن، مشيرًا إلى أن توغل القوات الإسرائيلية في رفح جنوبي قطاع غزة يقلص وصول المساعدات الحيوية إلى المناطق الجنوبية.
وبعدما كانت أخبار موت الأطفال نتيجة سوء التغذية تأتي من الشمال، حيث تتفشى المجاعة، تحذر وكالات الإغاثة في هذه المرحلة من الحرب من انتقال أزمة الجوع إلى الجنوب، وبالطبع سيكون الأطفال أول من يدفع الثمن، بحسب التقرير.
وتفرض إسرائيل حصارًا خناقًا على قطاع غزة، إثر غلق معبري رفح وكرم أبوسالم، وأجبرت حربها نحو مليوني فلسطيني على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد في الغذاء والماء والدواء.
ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربًا مدمرة على قطاع غزة، راح ضحيتها 36.550 شهيدًا، منهم ما يزيد على 15 ألف طفل، فضلًا عن عشرات الآلاف من الجرحى.