رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


نيويورك تايمز: التوصل لوقف إطلاق النار في غزة أمرًا صعبًا

6-6-2024 | 15:31


غزة

دار الهلال

 ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة كان أمرا صعبا، لكن تحقيق اتفاق بهذا الشأن على أرض الواقع سيكون أكثر صعوبة.

وقالت الصحيفة -في مقال تحليلي نشرته اليوم الخميس على موقعها الإلكتروني- إن الاقتراح الذي يدعمه الرئيس الأمريكي جو بايدن ينطوي على أبعاد سياسية عميقة ويهدف إلى وقف الحرب على الأقل في الوقت الحالي، لكن إسرائيل ترفض وقفا دائمًا لإطلاق النار، ولدى حماس أسبابها الخاصة للتردد.

وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى في الوقت الذي يبدو فيه أن حماس والحكومة الإسرائيلية تقتربان من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يشكك محللون بشدة في أن الجانبين سوف ينفذان اتفاقًا يتجاوز الهدنة المؤقتة.

وأوضحت أن الأمر يتعلق باتفاق من ثلاث مراحل اقترحته إسرائيل وحظي بدعم الولايات المتحدة، والذي إذا تحقق بالكامل قد يؤدي في نهاية المطاف إلى انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة، وعودة جميع المحتجزين المتبقين ووضع خطة إعمار للقطاع.

لكن الصحيفة قالت إن الوصول إلى خط النهاية هذا أمر مستحيل إذا لم تكن الأطراف مستعدة حتى لبدء السباق أوالاتفاق على المكان الذي يجب أن ينتهي فيه، وفي الأساس فإن الجدال لا يدور فقط حول المدة التي ينبغي أن يستمر فيها وقف إطلاق النار في غزة أو عند أي نقطة ينبغي تنفيذه، بل يدور حول ما إذا كانت إسرائيل قادرة على قبول هدنة طويلة الأمد ما دامت حماس تحتفظ بقدر كبير من السيطرة.

وأضافت الصحيفة أنه لكي توافق إسرائيل على مطالب حماس بوقف دائم لإطلاق النار منذ البداية، فيتعين عليها أن تعترف بأن حماس سوف تظل قائمة وأنها ستلعب دورا في مستقبل القطاع، وهي شروط لا يمكن للحكومة الإسرائيلية أن تلتزم بها.

وعلى الجانب الآخر، تقول حماس إنها لن تفكر في وقف مؤقت لإطلاق النار دون ضمانات بوقف دائم يضمن بقائها بشكل فعال، خشية أن تستأنف إسرائيل الحرب بمجرد إعادة محتجزيها، ولكن بعد ثمانية أشهر من الحرب الطاحنة، هناك دلائل تشير إلى أن الجانبين قد يقتربان من المرحلة الأولى المقترحة، وهي وقف إطلاق النار المشروط لمدة ستة أسابيع.

وقال محللون إنه في حين أن هذه الخطوة غير مضمونة، فإن الانتقال إلى المرحلة الثانية من الخطة، التي تنص على وقف دائم للأعمال العدائية والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة، أمر غير مرجح. ونقلت الصحيفة عن ناتان ساكس، مدير مركز سياسات الشرق الأوسط في معهد بروكينجز الأمريكي قوله: "من الخطأ أن ننظر إلى هذا الاقتراح على أنه أكثر من مجرد حل مؤقت.

فالأهم من ذلك، أن هذه الخطة لا تجيب على السؤال الأساسي حول من سيحكم غزة بعد الصراع.

هذه خطة لوقف إطلاق النار، وليست خطة لليوم التالي". وذكرت الصحيفة أنه داخل كل معسكر شخصيات مؤثرة ترغب في إطالة أمد الحرب. ويقول البعض داخل حماس إن الحركة يجب ألا توافق على أي صفقة لا تؤدي على الفور إلى وقف دائم لإطلاق النار. وفي إسرائيل، أدى مجرد ذكر وقف الحرب والانسحاب الكامل للقوات إلى دفع حلفاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من اليمين المتطرف إلى التهديد بإسقاط حكومته.

وقال شلومو بروم، العميد المتقاعد وكبير الباحثين في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، إنه "من الواضح للجميع أن هذا الاقتراح سياسي في الغالب". وأضاف بروم: "المرحلة الأولى جيدة لنتنياهو، لأنه سيتم الإفراج عن بعض الرهائن. لكنه لن يصل إلى المرحلة الثانية أبدا.

وكما حدث من قبل، سيجد خطأ ما في ما تفعله حماس، وهو ما لن يكون من الصعب العثور عليه".

كما نقلت الصحيفة عن محللين قولهم إنه ليس هناك ما يضمن هذه المرة أيضا أن المرحلة الأولى ستليها المرحلة الثانية، ويتفق المحللون على أن هذا قد يناسب نتنياهو بشكل جيد، إذ سيعمل على تهدئة الأمريكيين من خلال وقف مؤقت لإطلاق النار وزيادة المساعدات لغزة مع إيجاد أسباب لعدم تجاوز هذا الاتفاق.

وأوضح المحللون إن نتنياهو يأمل ألا توافق حماس على الاقتراح على الإطلاق، وبالتالي إبعاده عن هذا المأزق، ومع احتدام الأعمال العدائية مع حزب الله في الشمال، فهو يقترح على حلفائه أنه حتى لو كان يجب عليه الموافقة على اقتراح غزة، فإن المفاوضات بشأن المرحلة الثانية يمكن أن تستمر إلى أجل غير مسمى.

وقال آرون ديفيد ميلر، خبير شئون الشرق الأوسط في معهد كارنيجي، إن بايدن، الذي وضع الخطة من البيت الأبيض الأسبوع الماضي، لديه اعتباراته السياسية الخاصة في جعل الجانبين يتفقان، عاجلا وليس آجلًا، فمن الواضح أنه يريد وقف حرب غزة قبل فترة طويلة من الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر المقبل، مضيفًا أن "الطرف الوحيد المتعجل حقا هو بايدن".

ويقول المحللون إنه على الرغم من الإلحاح الأمريكي المتواصل، رفض نتنياهو أن يقرر من أو ما الذي سيحكم غزة، إن لم تكن حماس.