خبراء: العلاقات (المصرية- الهندية) أزلية ومنطقة قناة السويس جاذبة للاستثمارات الهندية
أكد خبراء أن العلاقات (المصرية - الهندية) علاقات أزلية وتاريخية تمتد عبر التاريخ، حتى قبل تأسيس البلدين حركة دول عدم الانحياز في منتصف القرن الماضي، مشددين على ضرورة وضع أجندة مستقبلية من أجل تطوير هذه العلاقات لمواكبة التغيرات العالمية وتطلعات الشعبين التي تربطهما علاقات وثيقة عبر التاريخ.
وأضاف الخبراء، خلال الندوة التي أقيمت بمقر المركز المصري للدراسات الاقتصادية اليوم الثلاثاء بعنوان "في عالم متقلب چيوسياسيا، ما الذي يمكن أن تحققه الشراكة الفعالة بين مصر والهند؟ أن المنطقة الاقتصادية بقناة السويس هي منطقة جاذبة للاستثمارات الهندية، وستكون البوابة للجميع وستشهد الكثير من الاستثمارات الهندية خلال الفترة المقبلة، مشيرين إلى أن مصر والهند دولتان إقليميتان ويملكان موقعا جغرافيا مهما.
ومن جانبه، أكد الدكتور سمير ساران، رئيس مؤسسة أوبزيرفر للأبحاث الهندية (ORF) أن مصر والهند يعرفان بعضهما جيدا، مند فجر التاريخ، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي يمر به العالم حاليا من صراعات وحروب هنا وهناك لدينا أدوات للتفاوض من أجل حل هذه النزاعات ووقف هذه الحروب التي تعصف بالاقتصاد العالمي.
وقال إن الهند ليست بعيدة عن ما يحدث من حروب في فلسطين أو الحرب (الروسية- الأوكرانية)، مؤكدا أن هذه الصراعات والحروب تؤثر وتضغط بالسلب على شعوب العالم وعلى الأوضاع الاقتصادية، مشددا على ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية بين القاهرة ونيودلهي، واستغلال الموقع الجغرافي للبلدين وإيجاد حلول مشتركة لمشاكل المنقطة لمستقبل البلدين والسلام.
وأشار إلى أن منطقة قناة السويس هي منطقة جاذبة للاستثمارات الهندية، وستكون البوابة للجميع وستشهد الكثير من الاستثمارات الهندية خلال الفترة القادمة وستكون استثمارات مستدامة، مؤكدا أن العالم سوف يشهد تشكيل الكثير من التكتلات في الفترة المقبلة.
ومن ناحيته، قال السفير محمد حجازي مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنه عمل سفيرا لمصر بالهند وكان يعمل على تطوير العلاقات بين القاهرة ونيودلهي خاصة في مجال تكنولوجيا الفضاء، مضيفا أن الاستثمارات بين البلدين تنمو بشكل جيد لكننا نرغب في تطوير هذه الاستثمارات عن طريق جذب استثمارات هندية للاستثمار في المنطقة الاقتصادية الغربية لقناة السويس.
وأشار إلى أن مصر من الممكن أن تكون بوابة الهند نحو قارة إفريقيا؛ نظرا لموقعها الاستراتيجي في المنطقة، مشددا على ضرورة وضع أجندة مشتركة للتعاون على الأمور المشتركة.
وقال إن الهند عززت علاقاتها في الفترة الأخيرة مع الدول العربية وخاصة منطقة الخليج، مؤكدا أن البلدين يتكاملان وأن مصر سوق مهم جدا للاستثمارات الهندية.
بدوره، أكد سانجوي جوتشي رئيس مجلس إدارة مؤسسة أوبزرفر للأبحاث الهندية، أن العلاقات (المصرية- الهندية) علاقات أزلية ممتدة عبر التاريخ وليست وليدة القرن العشرين فقط عند تأسيس حركة دول عدم الانحياز بقيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ورئيس الوزراء الهندي نهرو.
وأشار إلى أن هذه العلاقات كانت وثيقة وقت الرئيس عبد الناصر ونهرو لكنها شهدت تراجعا خلال الفترة الماضية، لأن هناك بعض التحديات التي تواجه علاقات البلدين.
كما شدد طارق عثمان، كاتب ومستشار سياسي أول بالبنك الأوروبي لإعادة الإعمار، على ضرورة أن تتطور العلاقات بين البلدين وأن نتعلم من التجارب العالمية لتطوير هذه العلاقات، مُشيدا بالانتخابات الهندية التي جرت مؤخرا، مؤكدا أن هذا المشهد كان رائعا للغاية في مشاركة أكثر من مليار شخص في هذه الانتخابات.
وقال: "إن الهند ستكون قوة كبيرة خلال العشر سنوات القادمة وستحظي بمكانة كبيرة دولية ويجب علينا أن نستثمر هذه العلاقة في صالح شعوبنا ومنطقتنا" مؤكدا أن الهند اتجهت مؤخرا إلى دول منطقة الخليج العربي؛ لأن هذه المنطقة تشهد تغيرات اقتصادية وثقافية جيدة وسوف تلعب أدوارا مستقبلية.