يصادف اليوم، 12 يونيو، اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، الذي حددته منظمة العمل الدولية لتسليط الضوء على قضية عمل الأطفال المنتشرة على نطاق واسع حول العالم، في هذا اليوم السنوي الذي يُحتفل به منذ عام 2002، تتكاتف الجهود لإيقاظ الضمائر تجاه هذه الظاهرة التي تنتهك حقوق الملايين من الأطفال، وتحرمهم من طفولتهم البريئة.

 يمثل الأطفال بريق الفرح والأمل، ونبض المستقبل، فبينما تتفتح عيونهم الصغيرة على جمال الحياة، يجبرون على مواجهة قسوة العمل المرهق والظروف القاسية التي تنهش براءتهم.

وفي هذا السياق، نعيد نشر قصيدة بعنوان «كرات من النار» للكاتب فرج مكسيم، التي نشرتها مجلة الهلال في إحدى أعدادها، 1 مارس 1977، وجاءت تحت شعار «أملا في الأطفال» وعبر فيها الكاتب بكلمات مؤثرة ومشاعر صادقة ورأى في الأطفال رمزًا للبراءة والنقاء، مؤمنا بقوتهم وقدرتهم على تغيير العالم نحو الأفضل.

نص القصيدة:

كرات من النار

کرات.. بالملايين

تنادیني

تدق على نوافذ حجرتي - في الليل - تدعوني

تلاقيني على الأبواب

تأجج في شرابیني

تلالا في حوار الثلج والذهب

فبين الثلج.. والذهب

أشاهدها

وأشهد أنها حقا

لهيب.. صادق.. حر.. بلا دخان

ينضبط

فتورق لمعة الماس التي فيه..

وترتبط

وتسبح في بحيرته

جماعات الأوز الأبيض الدفاف

تطير.. تطير.. تاركة..

على سطح البحيرة ظلها الذهبي..

أقمارا على الماء

وحين تلامس الشاطئ

تودع ثوبها الملكي..

ثم تصير.. أطفالا

أرى الأطفال.. يبتسمون

أراهم يقفزون إلى عروق الأرض..

ينبض قلبها المهزوم

أناديهم

 - أجاوز قدرتي قدري..

وأمحو ظلام ذاکرتي -

فأقفز في أغانيهم

أجاورهم..

فينتشرون من حولي بساتينا.. وموسيقى

أناديهم

وأسكب ثورتي فيهم

وأصلحهم بزيت الحب،

أرسمهم.. بفرشاتي

أعطرهم بحزني.. وابتساماتي

أكاشفهم بعلوي أو بمأساتي..

ترق قلوبهم  فتصير أجنحة من النار

أقول: توهجوا حتى حدود الموت..

تزدهروا ودقوا الباب..

حتى يفتح القدر

أشير..

فيكسروا صمت الزجاج..

ويخرجوا للنور.. أفواجا

وأعطيهم..

مفاتيح الكنوز..

فيولد العالم