ما هو يوم التروية؟.. مناسك الحجاج في اليوم الثامن من ذي الحجة
يبدأ حجاج بيت الله الحرام غدا الجمعة اليوم الثامن من ذي الحجة، الاستعداد لأداء مناسك الحج وهو اليوم الذي يعرف بـ"يوم التروية"، وفيه يبدأ الحجاج التوجه إلى مشعر منى للمبيت فيه استعدادا للوقوف بيوم عرفة.
ما هو يوم التروية؟
وقال الدكتور محمود حربي، الأستاذ المساعد بكلية الدراسات الإسلامية، وعضو لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر، إن يوم التروية هو اليوم الذي يحرم فيه الحاج الذي أحرم بالحج متمعا لأنه نوى متمعا بالعمرة ثم تحلل وفي هذا اليوم يحرم مرة أخرى، موضحا أن الإحرام هو النية والنية محلها القلب ويستحب له الاهلال بالتلبية، وأن يقول " لبيك اللهم بحج" وأن يغتسل ويتطيب قبل أن يلبس ملابس الإحرام ولا يمس الطيب إحرامه وإنما إن أراد أن يتطيب فلا بأن بأن يطيب البدن.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن المرأة ليس لها لبس إحرام وانما احرامها في لبسها العادي الذي يغطي سائر جسدها ما عدا وجهها وكفيها، بمعنى أنها لا تنتقب ولا تلبس القفازين، موضحا أنه في يوم التروية يتوجه بعد ذلك الحاج إلى منى للمبيت فيها ثم يتوجه بعد ذلك إلى مشعر عرفات في صبيحة يوم التاسع من ذي الحجة هو يوم عرفة.
وأضاف أن يوم عرفة يبدأ الوقوف به منطقة عرفات من بعد الظهر إلى طلوع فجر يوم النحر، البعض يعتقد أن الوقوف بعرفة هو صعود جبل الرحمة، ولكن الوقوف والمكث والوجود بمنطقة عرفة، مشيرا إلى أن الوقوف لا يعني أن يظل الحاج واقفا في منطقة عرفة، ولكن البقاء في الخيام المعدة لهذا الغرض، ومن استطاع أن يذهب لصلاة الظهر والعصر جمعا في مسجد نمرة فقد أصاب السنة، ومن لم يستطع لأن المسجد له سعة محدودة ولا يسع جميع الحجيج فلا بأس، وستقام الصلاة في منطقته بخطيب معتمد من الجهة المنظمة للحج.
وأضاف أنه طوال يوم عرفة يظل الحاج ماكثا في المنطقة ويقضي الوقت في الذكر والحمد والتهليل والتكبير وخير الدعاء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم دعاء يوم عرفة، ويدعو الحاج في هذا اليوم بما شاء، ثم ينفر إلى مزدلفة بعد غروب الشمس وفيها يصلي المغرب والعشاء جمع تأخير ويأخذ الحصيات التي سيرمي بها الجمرات في منى في يوم النحر.
يوم التروية
ويوم التروية هو اليوم الثامن من ذي الحجَّة؛ وسُمِّيَ بهذا الاسم لأنَّ الحجاج كانوا يروون فيه من الماء من أجل ما بعده من أيام؛ حيث قالت دار الإفتاء إنه قال العلامة البابرتي في "العناية شرح الهداية" (2/ 467، ط. دار الفكر): [وَقِيلَ: إنَّمَا سُمِّيَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّ النَّاسَ يَرْوُونَ بِالْمَاءِ مِنْ الْعَطَشِ فِي هَذَا الْيَوْمِ يَحْمِلُونَ الْمَاءَ بِالرَّوَايَا إلَى عَرَفَاتٍ وَمِنًى] اهـ.
ولفتت الإفتاء إلى أنه سمي بذلك لحصول التروي فيه من إبراهيم في ذبح ولده إسماعيل عليهما السلام؛ قال الإمام العيني في "البناية شرح الهداية" (4/ 211، ط. دار الكتب العلمية): [وإنما سمي يوم التروية بذلك؛ لأن إبراهيم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ رأى ليلة الثامن كأنَّ قائلًا يقول له: "إن الله تعالى يأمرك بذبح ابنك"، فلما أصبح رؤي، أي: افتكر في ذلك من الصباح إلى الرواح؛ أمِنَ الله هذا، أم من الشيطان؟ فمِن ذلك سمي يوم التروية] اهـ.
وقالت الإفتاء إنه يجري تنظيم رحلات الحج المصري على الخروج في يوم التروية إلى عرفة مباشرة دون المبيت بمنى، ولا شيء على الحاجّ في هذه الحالة؛ لأنَّ المبيت بمنى سنة، واتباع النظام مطلوب؛ حتى لا تختلّ أمور الحجيج.