أدباء نوبل|«كوازيمودو» ترك الهندسة وندد بالفاشية فأصبح أحد أهم شعراء إيطاليا بالقرن العشرين
تعد جائزة «نوبل»، هي أشهر الجوائز العالمية في حقول الإبداع والخلق والابتكار المتنوعة، وعقب نيل الجائزة للفائزين بها يتعرف عليهم العالم أكثر ويحظون بشهرة واسعة عبر قارات العالم كله، مما يدفع بنا للبحث عن رحلتهم ومسيرتهم، وإسهاماتهم للبشرية وتنميتها وتطورها.
ومع قسم الثقافة ببوابة «دار الهلال»، نحتفي معًا بحاصدي جائزة نوبل في الآداب لنسطر بعضًا من تاريخ إبداعاتهم ورحلتهم، من عقود كثيرة منذ بداية القرن بداية القرن العشرين، منح الجائزة لأول مرة في عام 1901 في فروع الكيمياء والأدب والسلام والفيزياء وعلم وظائف الأعضاء أو الطب.
ونلتقي اليوم مع الشاعر والناقد والمترجم الإيطالي «سالفاتوري كوازيمودو».
ولد«كوازيمودو» في مدينة موذقة بالقرب من صقلية في إيطاليا، في 20 أغسطس 1901 وكان والده يعمل موظفا بالسكك الحديدية، تلقى تعليمه الابتدائي بالقرب من مدينةسَرَقُوسَة وفي مدينة ميسينة ثالث أكبر مدينة بجزيرة صقلية
درس «كوازيمودو» الرياضيات والهندسة في مدينة باليرمو عاصمة صقلية، وبعدها سافر إلى الشمال ليكمل دراسته الهندسية في روما سنة 1919م، وعمل كمهندس في أحد الهيئات الحكومية الإيطالية لعشر سنوات، وكان يستغل أوقات الفراغ في كتابة الشعر هوايته التي أحبها منذ الطفولة.
المدرسة الهرمسية
قدم «كوازيمودو» أول أعماله لالشعرية بمجلة «سولاريا» الأدبية وكانت تصدر في فلورنسا، وقدوقتذلك تلميذاً لشاعري المدرسة الهرمسية جوزيبي أونجاريتي ويوجينيو مونتالي، والهرمسية مصطلح مستقى من كلمة «هيرمس» اليونانية والتي ترمز لإله الإغريق، و المدرسة تعني بنمو الفكر العلمي وفهم الطبيعة وكانت تتسم بنظم الشعر بأسلوب شخصي عسير .
وفي عام 1930م صدرت تلك أعمال «كوازيمودو» في ديوان تحت عنوان «مياه ويابسة» ووهذا جعله رائدا من رواد المدرسة الهرمسية وظل منتميا لهذه المدرسة حتى عام 1942م.
اعتزال الهندسة من أجل الأدب
اعتزل «كوازيمودو» بعد سنة 1935م الهندسة نهائيا ليتفرغ لتدريس الأدب الإيطالي بأحد المعاهد الموسيقية بميلان، أتبع ديوانه الأول بمجموعة من الدواوين التي اتسمت بالأسلوب الشخصي العسير والرموز الهرمسية المبهمة ولكنها احتوت على بعض القصائد التي تميزت بحيودها عن الاستغراق الشخصي وتطرقها إلى موضوعات معاصرة.
ومن دواوين«كوازيمودو» في هذا الاتجاه ديوان«المزمار المغمور» سنة 1932 وديوان «أريج الكافور» سنة 1933 و «إراتو وأبوليون» سنة 1936، آخر أعماله التي تنتمي للمدرسة الهرمسية هما ديوان Poesie «القصائد» سنة 1938م و«وفجأة يطل المساء» سنة 1942م.
من الهرمسية إلى التنديد بالحرب
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تحول أسلوب«كوازيمودو» لمعالجة أحداث عصره، وابتداءً من ديوانه «يوم إثر الآخر» سنة 1947م غدا شعره تأملا دقيقًا في الحزن والدمار الذين جلبتهما الحرب على الإنسانية، نددت كثير من قصائده في تلك الحقبة بضيم وطغيان الحكم الفاشي، وبشاعات الحروب، وآثام الإيطاليين، كما أصبحت قصائده تتسم ببساطة اللغة وواقعية الصور والمجازات، وترتكز على مناقشة موضوعات اجتماعية عصرية.
جائزة نوبل لماذا؟
حصل «كوازيمودو» على جائزة سان بابليا عام 1950 وفي عام 1953 تناصف جائزة ايتناورمينا مع الشاعر الويلزي ديلان توماس، وفي عام 1958 حصل على جائزة مايريجيو،
وحصل «كوازيمودو» على جائزة نوبل عام 1959، وجاء في تقرير لجنة الجائزة « لشعره الغنائي، الذي يعكس بالنار الكلاسيكية تجربة الحياة المأساوية في عصرنا»، وكانت أعماله الشعرية الغنائية المعبرة عن الحياة المأساوية في عصرنا الحالي.
ومن كتبه في هذا الاتجاه : «الروح فعل خالص»1937، مذهب المنطق من حيث هو نظرية للمعرفة» 1946 و «فلسفة الفن» 1949م.
ورحل أديب إيطاليا «سالفاتوري كوازيمودو»، في مثل هذا اليوم 14 يونيو 1968 م ودفن في ميلانو بإيطاليا .
قبر «سالفاتوري كوازيمودو» في ميلانو.