روشتة للأكل في العيد بدون مضاعفات.. خبراء يوضحون الوجبة المثالية والكمية المسموحة من اللحوم
اللحوم ومشتقاتها، هي الوجبة الأساسية على مائدة الطعام في عيد الأضحى، والذي فيه قد تتغير العادات الغذائية للأشخاص من حيث كمية ونوعية الوجبات، بتناول صنوف اللحوم وفواكه اللحوم، إلا أن تناولها بطريقة خاطئة قد يؤدي لمشكلات صحية، وقدم خبراء تغذية روشتة غذائية للمواطنين في عيد الأضحى بالكميات المسموح بتناولها من اللحوم يوميا ومكونات الوجبة المثالية.
125 جراما لحوم و3 مكونات للوجبة
قال الدكتور مجدي نزيه، خبير التغذية، إن احتياج الإنسان من اللحوم أو البروتينات ذات النسيج الحيواني سواء اللحوم أو الدواجن أو الأسماك يوميا 125 جراما لحم صافي أي ما يعادل ثمن كيلو جرام، وبقية اليوم يمكن تناول بيض أو فول أو جبنة أو غير ذلك، مشيرًا إلى أن زيادة الحجم اليومي عن هذا الحد يؤدي لمضاعفات يدفع الإنسان ثمنها سواء شعر بها أم لم يشعر.
وأضاف في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أن الإكثار من تناول اللحوم يؤدي للإضرار بالكلى والشرايين وصحة القلب، لأن الإفراط في تناول اللحوم أو البروتينات يمثل عبئا على الكلى لأنهما المسئولتان عن تخليص الجسم من نواتج هضم البروتينات، كما أن اللحوم الحمراء كلما كانت مصاحبة بدهون موجودة معها. زادت مشاكل الشرايين، وخاصة لأصحاب الحركة القليلة.
وأشار إلى أن الشباب والأشخاص أصحاب الصحة السليمة لا يشعرون بهذا الأثر لكن هذا لا ينفي عدم حدوثه، مؤكدا أنه يجب التعامل مع الغذاء بمبدأ "يجب أن غذاؤك دواؤك قبل أن يصبح دواؤك غذاءك"، فيجب للجميع أن يعرف أن للصحة ثمن، وإذا أراد الشخص أن يعيش بصحة طوال العمر فيجب أن يلتزم بهذا الثمن من حيث كمية ونوعية الأكل.
وأكد أن الوجبة المثالية في عيد الأضحى هي وجبة ثلاثية الأبعاد، يأكلها أي فرد في أي سن في أي فئة عمرية، تحتوي على مكونات تعطي طاقة وهي النشويات مثل الخبز أو الأرز أو مكرونة أو العجائن، والمكون الثاني هو البروتينات، من اللحوم إلى الدواجن والأسماك والبيض والألبان وكل منتجاتها للأعضاء الحيوانية الداخلية مثل الكبدة واللسان والطحال.
وأشار إلى أن المكون الثالث هو طبق السلطة الخضراء خماسي الألوان، وهذا الطبق يطلق عليه الفرنسيون اسم "حارس الوجبة" فلا وجبة بدون حارس، ويجب أن يكون متعدد الألوان من الطماطم أو الجزر والفلفل والخيار والليمون والبقدونس والفلفل الحلو وغيرها من أصناف الخضروات المفيدة.
تناول المياه والفواكه والخضروات
ومن جانبه، يقول الدكتور إبراهيم عبد الحكيم استشاري التغذية العلاجية للمعهد القومي للجهاز الحركي العصبي، إن اختيار اللحوم مهم للغاية، فيجب الابتعاد عن اللحوم التي تحتوي على كمية كبيرة من الدهون، مثل اللحم الضاني أو التقليل منها قدر الإمكان وتناولها بطريقة تتخلص من الدهون الزائدة مثل الشواء، مؤكدا أنه في أيام العيد يحتاج الشخص لتناول كمية كبيرة من المياه من 3 لـ 5 لترات من المياه.
وأضاف في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أنه في فترة العيد يجب أيضا زيادة فترة الحركة والنشاط، مثل المشي من نص ساعة إلى ساعة يوميا، والإكثار من تناول الخضروات والفاكهة، لأنها تنقي الجسم وتخلصه من السموم والدهون، وتكون بمثابة "ديتوكس" للجسم، مشيرا إلى أن وجبة اللحوم يجب أن تكون وجبة واحدة على مدار اليوم ويمكن أن تكون في فترة الغداء، وبعدها المشي من نص ساعة لساعة.
ونصح بضرورة استخدام بعض الخضروات مثل الشبت والبقدونس لأنها تقلل من امتصاص الدهون في الجسم وتحسن الهضم وفي نفس الوقت تقلل من مشكلات القولون والمعدة، مشيرا إلى أن اللحوم الطازجة يجب التأكد من صلاحيتها مثل خلوها من أي لون غريب، فاللحوم عادة تكون لونها إما أحمر أو أحمر فاتح، أما في حالة ظهور اللون الأخضر أو الأحمر الغامق المائل للأسود فهذا يعني أنها فاسدة وتحتوي على بكتيريا أو تعرضت للتعفن وتناول اللحوم في هذه الحالة يؤدي لمشكلات مثل التلوث أو التلبك المعوي.
ولفت إلى أن فواكه اللحوم مثل الفشة والممبار والكرشة، هذه تحتاج إلى التنظيف جيدا، ويجب التأكد من نظافتها أكثر من مرة قبل تناولها، وسلقها والتخلص من المرقة الناتجة عنها عدة مرات، للتخلص من أي بكتيريا أو طفيليات بها، مشيرا إلى أن الأطفال ينبغي لهم عدم الإسراف في اللحوم أيضا، لأنها يمكن أن تؤدي لمشكلات مثل زيادة الأملاح والتعرض للنقرس وكذلك زيادة الدهون وبالتالي زيادة الوزن ومشكلات صحية أخرى.
نصائح لتناول اللحوم بعد الذبح
ونصح عند تناول لحوم الأضحية بضرورة عدم تناولها مباشرة فور الذبح والانتظار لمدة من ساعة إلى ساعتين قبل تناولها، لأن الدماء تكون ناضجة فيها والأنسجة لم تتجمد، فالأفضل تركها من ساعة لساعتين حتى نتأكد من انتهاء العمليات الحيوية في اللحوم، وخلوها من أي فيروسات أو طفيليات من الممكن أنها كانت في الأضحية، لأنها تموت بعد ساعة أو ساعتين من الذبح.
وأكد ضرورة الانتظار وسلقها جيدا، وكذلك ينصح بتقسيم الوجبات على الفطار والغداء والعشاء، وألا يكون الطعام عبارة عن وجبة واحدة أو وجبتين، وأن تكون وجبة اللحوم وجبة في الغداء أثناء النهار وليس آخر اليوم أو الليل قبل النوم مباشرة.
مشروبات مفيدة
ونصح بتجنب استهلاك المياه الغازية، لأنها تحتوي على كمية كبيرة من السعرات الحرارية والسكريات، ومن الأفضل استبدالها بالمشروبات الطبيعية والفواكه الطازجة، لأنها تنقي الجسم من السموم، كما يمكن تناول المشروبات العشبية مثل الينسون والنعناع والقرفة والجنزبيل، فهي مفيدة وتحسن حركة الأمعاء، كما يمكن تناول العصائر المرطبة مثل الكركديه والعرق سوس والعناب والتمر هندي، وهذه مشروبات طبيعية مفيدة لا تضر الصحة العامة أو تسبب أي مشكلات صحية وأفضل من المياه الغازية.