رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الرعاية الصحية والمستشفيات في العالم الإسلامي قبل ألف عام

20-6-2024 | 10:52


بيمارستان قلاوون بالقاهرة

إسلام علي

عرفت المستشفيات عند المسلمين منذ ألف سنة، وكانت وظيفتها تسهيل الرعاية الصحية والسكن لغير القادرين، وكان بداخل تلك المستشفيات أماكن لسكن كبار السن والعجزة، وكانت مصدر تمويل هذه المستشفيات عن طريق التبرعات والتي كانت تعرف في الماضي باسم الوقف، وكان للدولة الإسلامية دورا في المشاركة بتمويل هذه المستشفيات عن طريق خزانة الدولة.

أسست المستشفيات الإسلامية في القرن الثامن الميلادي، إذ كان أولى هذه المستشفيات في مدينة بغداد في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد، وكانت وظيفتها الإعتناء بالمجذومين والمعلولين والمعوزين، فلم تكن مستشفى شاملة لكل التخصصات الطبية التي نعرفها في الوقت الحالي.

بني في مدينة القاهرة وتحديدا في الثلث الأخير من القرن الثامن، أولى المستشفيات العلاجية عام 872 في عهد ابن طولون، وكانت المستشفى مقسمة إلى قسمين قسم للرجال وأخر للنساء، واشتملت على قسم للأمراض النفسية، واشتهرت بالعلاج بدون أي مقابل.

واتبع بعد ذلك بناء العديد من المستشفيات المتطورة أكثر مما سبق، مثل مستشفى بغداد الذي أٌقيم في الربع الأخير من القرن العاشر الميلادي تحديدا سنة 982، وتبعه بناء مستشفى شاملة لكل التخصصات في دمشق في القرن الثاني عشر وتميزت هذه المستشفى بوجود مؤسسة تابعة لها لتعليم علم الطب وتعني بتخرج الطلاب على أساس مجموعات من نصوص مقررة يتم اختبارهم فيها.

وجد في القاهرة في العصر المملوكي، ثلاث مستشفيات شهيرة، أكبرها بيمارستان المنصوري والذي أسسه المنصور قلاوون في القرن الثالث عشر، انقسمت هذه المستشفى إلى أربعة أقسام ووجد بها جميع الأطباء من كافة التخصصات، بالإضافة إلى وجود ممرضين لرعاية المرضى، وهناك غرفة للتعليم وإلقاء المحاضرات.

ومن الشرق الأوسط والأدنى، انتقلت المستشفيات إلى الأندلس وصقلية وشمال أفريقيا، وقد أنشا الصليبيون كتيبة الفرسان الإسبارتية والتي وكل إليهم توفير الرعاية والعلاج للمواطنين، وساعد الأطباء المسلمون في انتشار المستشفيات إلى العديد من الأماكن في جنوب إيطاليا ومثل على ذلك مستشفى ساليرنو والتي تقع في جنوب إيطاليا.

وذكرت مؤسسة العلوم والتكنولوجيا والحضارة في كتابها "التراث الإسلامي في عالمنا"، أن النظام الإداري في مستشفيات العالم الإسلامي كان في أعلى درجات الإدارة فعلى سبيل المثال، قال ابن جبير عن بيمارستان النوري بدمشق ""يعد البيمارستان النوري أكبر البيمارستانين وأكثرهما ارتياداً في دمشق فيه مشرف بیده صيانة سجلات بأسماء المرضى والنفقات اللازمة للأدوية والأطعمة، وما شابه ذلك فيأتي الأطباء صبيحة كل يوم ليفحصوا المرضى ويأمروا بإعداد الأدوية الناجحة والأطعمة المناسبة لكل مريض" .

ونجد مستشفى القيروان في شمال افريقيا تحديدا في المغرب العربي، والتي أسست في القرن التاسع الميلادي، تحتوي على قاعات منظمة جدا بما في ذلك غرف الانتظار، ومسجد لصلاة المرضى ومطالعتهم، وأطباء يداومون بانتظام، وممرضات وكان بداخل المستشفى يجرى العديد من العمليات مثل عمليات الفصد وتقويم العظام والكي.

ووجد في المستشفى جناح خاص للمجذومين بني قرب مستشفى القيروان،  أما عن تمويل المستشفى فوفرته خزينة الدولة عاونتها تبرعات سخية من المواطنين.