شوارع المحروسة .. قصة شارع طلعت حرب
شارع طلعت حرب أحد أهم وأشهر الشوارع بالقاهرة، ويقع في منطقة وسط البلد ويمتد من ميدان التحرير مرورا بميدان طلعت حرب وتصل نهايته لشارع 26 يوليو.
كان الخديوي إسماعيل خامس حكام مصر من الأسرة العلوية يحلم بأن يجعل القاهرة مدينة تضاهي باريس في تخطيطها ومبانيها فقام بجلب وإحضار المهندسين الإيطاليين والفرنسيين لبناء مباني وعمارات علي الطراز الأوروبي والفرنسي، وعند الانتهاء من تشييدها سمي هذا الشارع والميدان بشارع وميدان سليمان باشا نسبة الي سليمان باشا الفرنساوي مؤسس الجيش المصري أثناء عهد محمد علي تكريما له وتم إنشاء تمثال له بوسط الميدان.
واستمر هذا الاسم الي ثورة يوليو عام 1952 التي قررت التخلص من كل الرموز من العهد البائد، وقامت بنقل تمثال سليمان باشا الي المتحف الحربي بالقاهرة، ووضعت بدلا منه تمثال للاقتصادي المصري طلعت حرب، وتم تسمية الشارع والميدان باسم ميدان طلعت حرب وبقي حتي الآن.
ولد طلعت حرب فى قصر الشوق بحى الجمالية بالقاهرة فى 25 نوفمبر 1876م، لأسرة تنتسب إلى منيا القمح بالشرقية جاءت من أصول بدوية، وكان والده موظفاً بمصلحة السكك الحديدية الحكومية.
وفى سبتمبر 1909 أسس مع بعض الممولين المصريين شركة صغيرة حملت اسم “بنك التضامن المالي”، ثم تغير أسمها فى يناير 1910م ليصبح “الشركة التعاونية التجارية للإئتمان”.
وعندما قامت ثورة 1919م وارتفع المد القومي نجح طلعت حرب بعد عام واحد من قيام الثورة في تأسيس شركة مصرية مساهمة تحت مسمى «بنك مصر»، وذلك في 8 مارس 1920، وقد ساهم في إنشاء هذا البنك مجموعة من المصريين. وفي 13 أبريل 1920م صدر المرسوم السلطاني بإنشاء البنك الذي أعلن قيامه في 7 مايو 1920م.
وكان هدف طلعت حرب من إنشاء بنك مصر هو تحرير الاقتصاد المصري من التبعية لبريطانيا، فقام البنك في أعماله وتأسيس شركاته، وكانت أول شركة يؤسسها هي (مطبعة مصر) في مايو 1922م، وفي سنة 1925 أسس البنك (شركة مصر للتمثيل والسينما “ستوديو مصر”)، ولم يكن هذا الاختيار مصادفة، ولكنه كان إدراكًا من طلعت حرب لأهمية الكلمة والفن إلى جانب المال.