ما هو الصمت الاختياري عند الأطفال؟.. أخصائية تخاطب توضح
تخشى بعض الأمهات على أطفالها بسبب رؤيتها لهم دون تحدث أو تكلم، على الرغم من عدم إصابتهم بأي إعاقة تمنع تحدثهم، ولذلك تتساءل عن أسباب الصمت الاختياري الذي ينتاب الصغار، وهل هو نوع من الخرس الانتقائي، أم لا...
ولذلك نوضح في السطور التالية أسباب الصمت الاختياري عند الأطفال، وطرق علاجه...
من جهتها، أكدت الدكتورة رانيا كمال مدرب معتمد وأخصائية تخاطب و صحة نفسية وتعديل سلوك، وأخصائي شامل أرشاد أسري، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن الصمت الاختياري، هو اضطراب قلق يتميز بعدم قدرة الطفل على التحدث في مواقف معينة أو مع أشخاص محددين، على الرغم من قدرته على التحدث والتواصل بشكل طبيعي في بيئات أخرى، وهو ليس انفصام نفسي كما يظن البعض، ولا هو بالخرس الدائم، ويحدث نتيجة عوامل اجتماعية محورها الوالدين، مما يجعل الصغير ينحاز للصمت وعدم التحدث، ومن أهم تلك الأسباب ما يلي:
- إحساس داخلي بعدم الرغبة في الكلام، بسبب إهمال الوالدين لمشاعر الصغير.
- هناك بعض الأبناء يختارون الصمت بسبب عدم قدرتهم على التعبير والشعور بالعجز في بعض المواقف، نتيجة خلل في نشوء المواقف الاجتماعية التي تؤدي للتحدث وتقدير الذات وانخفاض الثقة بالنفس.
- وجود بعض المشاكل التي لم تلاحظ من قبل الأم مثل التأتأه، أو تأخر النطق، أو وجود الشفاه الأرنبية أو إصابات بالفم، تجعل الصغير يشعر بالخجل والقلق والخوف من التنمر أثناء التحدث، فيلجأ للصمت الاختياري كسلاح له، عن مواجهة الآخرين.
- عدم إحساس الطفل بالأمان، في بيئته الخارجية، والقدرة على التعامل مع التجمعات البعيدة عن الأسرة.
- عدم استثمار الأم لقدرات طفلها ومهاراته الاجتماعية، مما يجعله يفضل الانسحاب من أي تجمع والعزلة.
وأضافت أخصائية التخاطب، أن هناك عدة طرق لوقاية الطفل وعلاجه من الصمت الاختياري، وأجملتها في الآتي:
- على الأم ضرورة تعود طفلها منذ الصغر على الانتماء، وعدم خلق غربة له من العوامل الخارجية من خلال الترهيب والتخويف من الآخرين.
- لا يجوز استخدام الأم لطريقة الصراخ والتوبيخ للطفل بسبب صمته، لأنه يكون في أمس الحاجة للشعور بالأمان والاحتواء، وتلك الأسلوب يزيد من اضطرابه وعزلته وليس العكس.
- تدريب الطفل على اللغة التعبيرية والاستقبالية، من خلال تكرار الكلام له لأكثر من مرة، وقراءة القصص.
- الاعتماد على العلاج باللعب والوسائط المتعددة والمشاركة في الألعاب الجماعية، واستثارة الطفل بالتحفيز والتشجيع الدائم.
- الصمت الاختياري ليس خيارًا يتخذه الطفل عن قصد، ومن المهم عدم إجباره على التحدث، أو الضغط عليه.
- يجب على الوالدين والمعلمين خلق بيئة آمنة وداعمة للطفل.