رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


نساء من مصر| ملك حفني ناصف.. باحثة البادية

28-6-2024 | 12:24


ملك حفني ناصف

فاطمة الزهراء حمدي

لعبت المرأة المصرية دورًا رياديًا في المجتمع منذ القدم، بداية من القديم الأزل في عهد الملكات الفرعونية كحتشبسوت وميريت رع ونفرتيتي، وغيرهم، فشاركت في الحروب وفي الحكم.

لم يقتصر دور المرأة على ذلك فهناك الكثير من المفكرات والفيلسوفات والكاتبات المعروفين في وقتنا الحالي، فالمرأة تمثل عمودًا للمجتمع وبها تنهض الأمم، ومن الكاتبات والمؤلفات المشهورين.

طالبت بتحرير المرأة والمساواة بينها وبين الرجل، فدافعت عنها وعن تعليمها، تُعد أول فتاة مصرية تحصل على الشهادة الإبتدائية، لم تكتفى بتلك الشهادة بل تلقت تعليمها بالكامل، عملت على تطوير نفسها، فأجادت التحدث بأكثر من لغة مثل العربية والإنجليزية والفرنسية، مما أسهم في توسيع أفق تفكيرها وموسعاتها الثقافية، أنها الكاتبة والشاعرة "باحثة البادية ملك حفني ناصف".

وُلدت ملك حفني ناصف في 25 ديسمبر 1886م، في حي الجمالية بالقاهرة، أطلق عليها والدها حفني ناصف بك اسم "ملك" تيمنًا باسم الأميرة ملك التي جاء موعد زفافها إلى الأمير"حسين كامل" في يوم مولد ملك الصغيرة، تعبر ملك هي كبرى أخوتها السبع، وهي ابنه ناصف بك رجل القانون والشاعر، وأستاذ اللغة العربية وأحد مؤسسي الجامعة المصرية، فكان لذلك تأثير على حياة ملك الثقافية والتعليمية.

التحقت ناصف في المدارس الأجنبية، ثم بالمدرسة السنيَّة، وحصلت منها على الشهادة الابتدائية سنة 1900، لتكون أول فتاة مصرية نالت هذه الشهادة، ثم انتقلت إلى القسم العالي قسم المعلمات بالمدرسة نفسها، حصلت على الدبلوم عام 1905 بعد تدريب عملى على التدريس استمر لعامين، واستمر تعليمها حتى نالت شهادة في التعليم العالي، بعد تخرجها عملت ملك مدرسة في القسم الذي تخرجت فيه بالمدرسة السنيَّة حتى تزوجت أحد أعيان الفيوم شيخ العرب عبد الستار الباسل.

أطلق على ملك حفني ناصف لقب "باحثة البادية"، نسبة لحياة البادية التي عاشت بها في الفيوم وذلك عندما تزوجت من شيخ العرب عبد الستار باسل، ولكن لم تكن حياتها الزوجية بأفضل حال، مما أثر في كتابتها فكانت ثائرة على الطلاق ودعت للإصلاح الاجتماعي وتحرير المرأة وذلك لما شاهدته من الحياة المتدنية التي تعيشها المرأة هناك.

كتبت ناصف أول قصيدة لها في رثاء السيدة عائشة التيمورية، فزاع اسمها بين الأوساط الأدبية، بدأت بتخصيص كتاباتها عن المرأة والدفاع عنها وعن حقوقها، ولم تكن وحدها من دافعت عن المرأة في ذلك الوقت فهناك، مي زيادة وقاسم أمين، استمرت في مناصرتها للمرأة، تحدثت في المنابر الجامعية والمقرات الحزبية.

طالبت بتغير قوانين الزواج ومنها: فيجب أن يكون للمرأة الحق في الطلاق حتى عند عدم موافقة الزوج، منع زواج الفتيات أقل من 16 عاما، أما بالنسبة لتعليم المرأة، فدعت لتحسين ثقافة الفتيات الدينية، ولتوسيع مدارس التمريض.

أسست ناصف "اتحاد النساء التهذيبي"، فضم الكثير من السيدات المصريات والعربيات وبعض الأجنبيات، فهدف إلى توجيه المرأة إلى ما فيه صلاحها، والاهتمام بشؤونها، كما شكلت جمعية للتمريض "الهلال الأحمر حاليا" لإنقاذ المصابين المصريين والعرب، رحلت ملك حفني ناصف في 17 أكتوبر 1918 بعد إصابتها بالحمي الاسبانية عن عمر يناهز حوالي 32 عامًا.