شهد اليوم الـ266 للعدوان الإسرائيلي على غزة، العديد من التطورات السياسية والميدانية، بينما لا تزال آلة الحرب الإسرائيلية تحصد مزيداً من أرواح المدنيين العزل، وسط معارك ضارية تخوضها المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال المتوغلة بحي الشجاعية شرق مدينة غزة. 

 العدوان على غزة

أكدت مقررة الأمم المتحدة المعنية بالحق في الصحة، تلالنج موفوكينج، أنه لا يمكن استخدام أي تعبير آخر لوصف الحاصل في غزة إلا "الإبادة الجماعية"، حيث إن جماعات من الناس أبيدوا حرفياً بالقطاع.

وأضافت في -تصريحات صحفية-: أن "الناس في غزة يحاولون البقاء على قيد الحياة، وهذا هو الشيء الوحيد الذي يمكنهم فعله حقاً".

وأردفت، إن سكان غزة تدهورت صحتهم النفسية، مشيرة إلى أنهم يعانون من صدمة أكثر خطورة نتيجة للقصف الإسرائيلي المستمر.

من جهتها، ذكرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين(الأونروا)، إن أكثر من 625 ألف طفل حرموا من الدراسة لأكثر من 8 أشهر جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، من ضمنهم 300 ألف كانوا من طلبة مدارس الأونروا قبل العدوان.

 توسيع الإستيطان

أفادت هيئة البث الإسرائيلية، إن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية صادق أمس الخميس، على خطة لسموتريتش تشمل "شرعنة 5 بؤر استيطانية في الضفة ونشر قرارات؛ لبناء آلاف الوحدات السكنية في المستوطنات" واتخاذ إجراءات ضد السلطة الفلسطينية.

ووفقاً لهيئة البث الإسرائيلية، فإن هذه القرارات تهدف إلى التصدي للإعترافات بدولة فلسطين، والإجراءات المتخذة ضد إسرائيل في المحاكم الدولية.

في غضون ذلك، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، قرار الحكومة الإسرائيلية، معتبرة التصعيد الاستيطاني الحاصل في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية تحد سافر لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، واستخفاف إسرائيلي رسمي بالإجماع الدولي الرافض للإستعمار باعتباره عقبة في طريق تطبيق حل الدولتين.

وحملت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائجها وتداعياتها الخطيرة على ساحة الصراع والمنطقة برمتها.

في الوقت نفسه، قالت حركة حماس، إن إقرار المجلس الوزاري الأمني توسيع الاستيطان في الضفة الغربية هو إعلان عملي من حكومة الاحتلال بالمضي في خطط وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش للسيطرة على الضفة الغربية، مؤكدة على أن تلك الإجراءات تتطلب موقفاً فلسطينياً موحداً برفضها والتصدي لها.

ودعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي باتخاذ خطوات عملية تتجاوز حدود الإدانة، عن طريق العمل على وقف هذه الإجراءات التي تمثل محاولة خطيرة لتصفية القضية الفلسطينية.

 التطورات الميدانية

تحدثت وسائل إعلام عبرية عن أن أكثر من 500 آلية مدرعة إسرائيلية تضررت في قطاع غزة منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر.

وقالت صحفية "معاريف" العبرية، إن العشرات من بين هذه الآليات العسكرية خرجت من الخدمة تماماً وتم إزالتها من الجيش الإسرائيلي، مشيرة إلى أن الجيش(الإسرائيلي) أقام مركزين لوجستيين داخل قطاع غزة من أجل إصلاح المركبات العسكرية المتضررة بفعل هجمات المقاومة الفلسطينية.

اتصالاً، أفادت وسائل إعلام عبرية، بمقتل 4 جنود إسرائيليين، بالإضافة إلى إصابة 5 على الأقل جراء اشتباكات بحي الشجاعية بغزة.

وتخوض المقاومة الفلسطينية اشتباكات ضارية من المسافة صفر مع قوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وسط وقوع قتلى وجرحى في صفوف الاحتلال.

وقالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إنها دمرت آلية عسكرية إسرائيلية بتفجير عبوة أرضية زرعتها مسبقاً في شارع بغداد بحي الشجاعية بمدينة غزة، وسط استمرار الاشتباكات والقصف في المنطقة.

وذكرت السرايا، أنها سيطرت على طائرة استطلاعية إسرائيلية خلال تنفيذها مهام استخباراتية في سماء شرق رفح جنوبي قطاع غزة.

وأضافت السرايا، أنها استهدفت آلية عسكرية إسرائيلية بقذيفة تاندوم في محيط مسجد الهدى بحي الشجاعية شرق مدينة غزة.

وفي تطور لافت، قالت سرايا القدس، إنها أجهزت على قوة إسرائيلية، استدرجتها داخل مبنى به فوهة نفق مفخخ في حي الشجاعية.

في الموزاة، قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إنها استهدفت دبابة إسرائيلية من نوع "ميركافا 4" بقذيفة "الياسين 105" في حي الشجاعية، وسط تواصل توغل جيش الاحتلال لليوم الثاني بالمنطقة.

وأفادت القسام، بأنها قصفت قوات الاحتلال المتموضعة في محور نتساريم بصواريخ رجوم، كذلك استهدفت ناقلة جند إسرائيلية بقذيفة "الياسين 105" في حي البرازيل شرقي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

وذكرت أنها قصفت بقذائف الهاون تجمعا لجنود وآليات العدو المتوغلة في شارع بغداد بحي الشجاعية، متابعة:"استهدفنا دبابة صهيونية من نوع ميركافا بقذيفة الياسين 105 قرب مفترق الحديقة اليابانية غرب رفح" 

وكان الجيش الإسرائيلي، قد أعلن عن إطلاق عملية عسكرية في منطقة الشجاعية، شرقي مدينة غزة، هي الثالثة منذ بداية الحرب.

في المقابل، استشهد عدد من أهالي قطاع غزة، جراء غارات شنتها طائرات الاحتلال، والمدفعية على مناطق متفرقة من القطاع.

وارتكب الاحتلال مجزرة خيام جديدة بقصف خيام النازحين في منطقة المواصي غرب رفح، مما أسفر عن استشهاد 11 شهيداً، فضلاً عن إصابة 40 آخرين.

ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، خلفت الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة نحو 124 ما بين قتيل وجريح، بينما لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.