يمضي العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي خلف أكثر من 124 ألف بين قتيل وجريح، دون أي مؤشرات تشير إلى أن الأمور تتجه إلى التهدئة، حيث لا يوجد أي جديد في مسار المفاوضات، في ظل الموقف الإسرائيلي الذي يتسم بالمراوغة، بحسب حركة حماس، وفي هذه الأثناء تشتعل المواجهات بين قوات الاحتلال المتوغلة بالقطاع من ناحية، والمقاومة الفلسطينية من ناحية أخرى، خاصة بحي الشجاعية، حيث واصل الاحتلال عمليته العسكرية لليوم الثالث على التوالي.

 العدوان على غزة

في اليوم الـ267 للعدوان على غزة، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي 3 مجازر، وصل منها للمستشفيات 40 شهيداً، إلى جانب إصابة 224 آخرين.

وبذلك ترتفع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، إلى 37.834 شهيداً، بالإضافة إلى إصابة 86.858 آخرين بجراح مختلفة، بينما لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وفي إطار التطورات الميدانية التي يشهدها حي الشجاعية، قال جهاز الدفاع المدني الفلسطيني بغزة، إن كثير من المناشدات وصلتنا من العائلات المحاصرة بحي الشجاعية منذ أيام.

وأردف الدفاع المدني، إن هذه العائلات لديهم مصابين ومازالوا محاصرين في منازلهم التي تتعرض لقصف متواصل من المدفعية الإسرائيلية، مناشداً اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالاستجابة العاجلة لاستغاثة العائلات المحاصرة في الحي والوصول إلى المنازل المستهدفة لإنقاذ الجرحى والأحياء.

وأفادت وسائل إعلام عن شهود عيان، بأن الدبابات والجرافات العسكرية الإسرائيلية دمرت نحو 5 آلاف دونم من الدفيئات الزراعية في منطقة شمال غربي رفح، كانت تعتبر آخر أراض مزروعة بالخضروات في القطاع.

إلى ذلك، حذر قطاع تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة في شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، من التداعيات الخطيرة للعدوان الإسرائيلي المتصاعد والمستمر في قطاع غزة على واقع الأشخاص ذوي الإعاقة وحياتهم، في ظل الكارثة الإنسانية غير المسبوقة على المستويات كافة.

وكشف القطاع عن استشهاد المئات من الأشخاص ذوي الإعاقة، وإصابة الآلاف منهم بجروح، إضافة إلى إصابة عشرة آلاف فلسطيني بإعاقات مختلفة جراء العدوان الإسرائيلي، إلى جانب نزوح عشرات الآلاف من الأشخاص ذوي الإعاقة وتعرضهم لظروف النزوح الصعبة، فضلاً عن الصدمات النفسية الصعبة التي يتعرضون لها.

التطورات الميدانية

ميدانياً، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته لليوم الثالث على التوالي بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة، وسط معارك ضارية مع المقاومة الفلسطينية.

وعلى وقع ذلك، قالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إنها قصفت بقذائف "الهاون" تجمعا لآليات وجنود الجيش الإسرائيلي المتوغلين في حي الشجاعية.

وأضافت السرايا، أنها قصفت بقذائف "الهاون" النظامي "عيار 60" مركز قيادة إسرائيلي لعمليات التوغل في الحي ذاته، كذلك فجرت عبوتين أرضيتين في عدد من آليات القوات الإسرائيلية، قرب موقع عيسى بتل الهوى جنوب غرب مدينة غزة.

فيما قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إنها قصفت قوات العدو المتوغلة في حي الشجاعية، بعدة رميات من قذائف "الهاون" عيار 120 مليمتراً، مشيرة إلى أنها حققت إصابات مباشرة في صفوفهم وهبوط الطيران المروحي لإجلاء القتلى والجرحى.

وأعلنت القسام، أنها استهدفت بالتعاون مع سرايا القدس، ناقلتي جند صهيونيتين وجرافة عسكرية من نوع "دي 9" بقذائف "الياسين 105" و "آر بي جي"، بالقرب من مفترق الشؤون جنوب حي تل السلطان غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة .

في المقابل، قالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن هناك معارك واشتباكات تدور بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال في حي الشجاعية، مشيرة إلى أنه لا توجد حرية عمل لدى قوات الاحتلال على الأرض لهذا لا يمكنها القتال بقوات صغيرة.

 لا جديد في المفاوضات

وحتى الآن، لا يوجد أي تطور جديد في مفاوضات وقف العدوان عن قطاع غزة المستمر للشهر التاسع على التوالي، حسبما ذكرت حركة حماس.

وأردفت حماس:" إن ما ينقل عن الإدارة الأمريكية يأتي في سياق ممارسة الضغوط المختلفة على الحركة، حتى توافق على الورقة الإسرائيلية كما هي دون تعديل، وفي محاولة لتجميل صورة الإدارة القبيحة"، على حد وصفها.

وأكدت على جاهزية الحركة للتعامل بإيجابية مع أي صيغة تضمن بشكل أساسي وقف دائم لإطلاق النار والانسحاب من غزة وصفقة تبادل حقيقية للأسرى.

وأضاف القيادي بحماس، إن الموقف الحقيقي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته لا يزال يتسم بالمراوغة والتهرب من استحقاق الاتفاق.