رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


خليل مطران صاحب مدرسة التجديد.. انتقل بالشعر من التقليدية إلى الحداثة

1-7-2024 | 11:29


خليل مطران

أبانوب أنور

في ذكرى ميلاد خليل مطران الـ 152، نستذكر بإجلال واحدًا من أعظم رواد الشعر العربي الحديث، والذي أثرى الأدب العربي بإبداعاته وتجديداته. ولد خليل مطران في الأول من يوليو عام 1872م في مدينة بعلبك شرق لبنان، في أسرة لبنانية تتصل جذورها بقبائل الأزد اليمنية، كانت نشأته في بيئة ثقافية متأثرة بالعربية والفرنسية، مما صقل موهبته الأدبية منذ صغره.

يُعدُّ خليل مطران من رواد التجديد في الشعر العربي، وأسهم بشكل كبير في الانتقال من المدرسة الشعرية التقليدية إلى المدرسة الحديثة، تميز أسلوبه الشعري بالعديد من السمات، حيث ظهر في أسلوبه الموضوعية والواقعية فانطلق مطران من هموم الحياة اليومية وأحداث العصر، مبتعدًا عن الشعر التقليدي الذي يركز على المواضيع المثالية والخالدة.

وتناول مطران في شعره القضايا الاجتماعية والسياسية التي كان يعيشها العرب في فترة الحكم العثماني، وعبر عن مشاعر الشعب وأحلامه وتطلعاته استخدم مطران أسلوبًا عاطفيًا صادقًا يعبر عن مشاعره وأفكاره بوضوح، بعيدًا عن الزخارف اللفظية.

وعُرف بشعره الغزلي والرومانسي الذي يحمل طابعًا شخصيًا، حيث عبّر عن مشاعر الحب والحزن والألم بصدق وعمق.

وتأثر شاعر القطرين بالأدب الفرنسي بفضل إتقانه للغة الفرنسية واطلاعه على الأدب الفرنسي، وكان مطران مهتم بالعديد من الشعراء الفرنسيين الكبار مثل فيكتور هوجو وألفريد دي موسيه، انعكس هذا التأثر في شعره من خلال استخدام الأساليب الشعرية الحديثة، مثل الوحدة العضوية في القصيدة والتعبير الرمزي.

وجدد مطران في شكل القصيدة العربية، حيث تجاوز الأوزان التقليدية والبحور الكلاسيكية، واستخدم الأوزان الحرة في بعض أعماله، تناول مواضيع جديدة لم تكن مألوفة في الشعر العربي القديم، مثل الفلسفة والتأملات الذاتية والطبيعة.

كما تميزت لغة مطران الشعرية بالبساطة والوضوح، بعيدًا عن التعقيد اللغوي والغموض.

وجمع بين الفصاحة والرشاقة في التعبير، مما جعل شعره قريبًا من الناس وسهل الفهم.

بهذه الأساليب والتقنيات، استطاع خليل مطران أن يسهم في تجديد الشعر العربي ويؤسس لمرحلة جديدة من الإبداع الشعري الذي يجمع بين الأصالة والتحديث.

كانت مدرسة خليل مطران حجر الزاوية في حركة التجديد الشعري، ومهدت الطريق لظهور شعراء وأدباء جدد تبنوا الأساليب والتوجهات الجديدة في الشعر العربي، مما أثرى الأدب العربي وأسهم في تطوره.