رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«فريدا كاهلو » وثقت رحلتها مع العذاب و الآلام بالريشة والألوان

6-7-2024 | 20:26


فريدا كاهلو

همت مصطفى

هي فنانة مبدعة ذاع صيتها في العالم بين المبدعين و المبدعات،  الذين قاوموا الألم والأوجاع، بالفن، و فكانت ممن قابلوا مآساتهم وإعاقاتهم الجسدية بإبداع فني يجوب العالم ليوثق رحلتهم الشخصية والفنية، إنها الرسامة  المكسيكية فريدا كاهلوا.

 

معاناة منذ الطفولة 

 

ولدت  الفنانة «فريدا كاهلو»  في مثل هذا اليوم 6 يوليوعام 1907م ممن أب ألماني مجري الأصل، وأم مكسيكية/ إسبانية وأمريكة الأصل، عانت في صغرها من نوبات شلل الأطفال؛ وهو مرض مزمن يستمر طوال الحياة،  لكنها كانت كثيرًا ما تساعد والدها في استديو التصوير الخاص به، حيث اكتسبت حينها عددًا من المهارات الفنية، وفي تلك الفترة كانت قد أخذت عدد من الدروس في مجال الرسم، لكن اهتمامها كان أكبر في مجال العلوم.

 

 خلقت الفن من الآلام والعذاب

 

ومع بداية رحلة «فريدا» مع الرسم تعرضت فريدا لحادث سير في عام 1925م، ونتيجة لهذا الحادث تعرضت لإصابة خطيرة؛ أجريت في حياتها أكثر من 30 عملية جراحية، ومكثت لعدة أسابيع في مستشفى الصليب الأحمر في مكسيك، ثم أكملت مرحلة التعافي في منزلها؛ خلال هذه الفترة بدأت الرسم وأنهت أول صورة ذاتية لها خلال عام واحد

 

وكانت أم  «فريدا» تحاول  أمها بشتى الطرق أن تريحها وتمدها بالسعادة فوفرت لها سريرًا متحركًا ومرآةً ضخمة في سقف غرفتها، وكانت  ترى وجهها طوال الوقت فبدأت في استخدام ريشة الرسم والألوان وشرعت يوميًا في رسم صورتها فأصبحت شغوفةً بالرسم رغم عدم دراسته أكاديميًا، بل فقط بعض الدروس الخصوصية.

 

وقدمت  من خلال الرسم من تجربتها الخاصة في المعاناة وكان هو المتنفس الوحيد لآلامها وعذابها وطريق نقلها الألم للواقع وجعله محسوسًا.

 

وفي عام 1922م التحقت فريدا كاهلو بالمدرسة الإعدادية الوطنية وكان توجهها نحو الطب، واشتهرتبتواصلها ومعرفتها مع رسام الجداريات دييجو ريفيرا؛ وكان يكبرها بعشرين عامًا ولكنه كان يشجعها على متابعة عملها، وتزوجا في عام 1929م، وانفصلا في عام 1939م، ثم عادا وتزوجا مرة أخرى في عام 1940م، و انتقلت فريدا إلى باريس حيث تعرفت على فنان شهير مثل بابلو بيكاسو وعرضت لوحاتها هناك.

 

مابين السريالية والواقع الحقيقي

 

يُصنف غالبية النقاد أعمال «فريدا كاهلو» بأنها ضمن الأسلوب السريالي، لكنها تقول في سيرتها الذاتية:«لم أرسم أبدا أحلامًا، بل أرسم واقعي الحقيقي فقط»،  وهذا الواقع الذي تراه مجسداً في ملامح وجهها، وفي جسدها المثخن بالجراح الذي حاولت أن تنقل تفاصيله التي تعكس ظاهرها الباطن، وحاجباها المقرونان كأنهما غراب ينعى تلك النظرات، وشفتاها المنقبضتان تعبير عن مأساتها وتحملها لآلام شديدة تمزق جسد

 

وتعتبر «فريدا كاهلو»  واحدة من أعظم فناني المكسيك الذي بدأوا برسم صورًا ذاتية، كما أنها لا تزال حتى وقتنا الحاضر تحظى بالإعجاب، واشتهرت أيضًا بروحها المرحة، وحبها للملابس والمجوهرات الملونة والتقليدية.

 

ويحتفل المكسيكيون والسكان الأصليون بالفنانة «فريدا كاهلو» كونها لما قدمته من اهتمام كبير بالثقافة المكسيكية، و أظهرت في لوحاتها صورها الذاتية،  العديد من  المشاعر من العاطفة والألم، كما أن استخدامها للألوان الجرئية والنابضة بالحياة رفع من مستوى لوحاتها، رسمت ما يقارب 200 لوحة عن تجربة حياتها؛ أظهرت خلالها آلامها الجسدية والعاطفية بشكلٍ صارخ، وأظهرت خلالها أيضًا علاقتها المضطربة بزوجها الفنان دييجو ريفيرا.

 

 

 وجسدت «كاهلو» حادث السير التي تعرضت لها من خلال لوحة ذات تفاصيل العمود المكسور ؛ حيث صورت نفسها مقسومة من المنتصف، ويظهر عمودها الفقري كعمود زخرفي محطم، وجلدها منقط بالدبابيس، كما وتظهر في اللوحة دعامة جراحية، أولى لوحاتها الذاتية؛ هي صورة ذاتية في اللباس المخملي، رسمتها  عام 1926م، بأسلوب رسامي البورتريه المكسيكيين في القرن التاسع عشر، وثاني لوحاتها الذاتية الوقت يمضي.

 

 وفي عام 1954م تم عرض لوحات «فريدا كاهلو» في باريس والمكسيك وذلك قبل وفاتها، وزادت شهرتها بعد ذلك حيث تحول منزلها إلى متحف في 1958،  اشتُهِرَ كذلك بأقوال شخصية، ومن أشهر أقوالها: « لم قد أحتاج القدمين ولدي أجنحة لأطير» و«أرسم الأزهار كي لا تموت».