أحمد المنسي.. بطل لن يُنسى
رجل لا يهاب الموت، اسم سيُخلّده التاريخ، كان ذكره يثير الرعب في قلوب أعداء الحياة، تصدّى بقوة للإرهابيين وأعداء الوطن، كان درعًا صامدًا في مواجهة من تسول له نفسه المساس بأرض مصر، لذلك أقسم على حمايتها بروحه ودمه، عُرف بقيادته العبقرية لحملات إنفاذ القانون برفقة أفراد الصاعقة المصرية للقضاء على التنظيمات الإرهابية في شمال سيناء، ظل يدافع ببسالة عن بلده حتى روى أرض سيناء بدمائه الطاهرة، إنه البطل الشهيد أحمد صابر محمد علي المنسي، فخر الجندية والعسكرية المصرية، الذي لقي ربّه شهيدًا في معركة البرث، أحد أعظم الملاحم البطولية التي لن تُنسى ما بقيت مصر وبقي رجالها الأبطال، والتي دارت رحاها على أرض سيناء الحبيبة في الـ 7 من يوليو لعام 2017م.
وُلد الشهيد المنسي في 4 أكتوبر عام 1978م، بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، والتحق بالكلية الحربية، تخرج من الدفعة 92 حربية، عمل كضابط بوحدات الصاعقة وخدم في الوحدة 999 قتال، التحق بأول دورة للقوات الخاصة الاستكشافية المعروفة باسم الـ "SEAL"عام 2001م، ثم سافر للحصول على نفس الدورة من الولايات المتحدة الأمريكية عام 2006م.
حصل المنسي على ماجستير العلوم العسكرية "دورة أركان حرب" من كلية القادة والأركان عام 2013م، تولى قيادة الكتيبة 103 صاعقة خلفًا للعقيد رامي حسنين الذي استشهد في شهر أكتوبر عام 2016م، وعمل كملحق إداري في مكتب دفاع باكستان، وشارك بالمناورات التدريبية في ألمانيا، وفي المناورات التدريبية بالبحرين.
رُغم حبه لحياة العسكرية، وبطولاته وتفوقه، إلا أنه كان محبًا لكتابة الشعر، وذلك ما أخبرت عنه زوجته السيدة منار سليم، خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة في الذكرى الـ 44 لانتصارات أكتوبر، ومن أشعاره: "شجرة أنتِ يا مصر من عمر التاريخ، أعلم أنكِ فانية، فلا شيء باقٍ، ولكنكِ باقية حتى يفنى التاريخ".
ظل الشهيد المنسي يُدافع عن مصر ويتصدى للإرهاب فكان كابوسًا للإرهابيين وخفافيش الظلام، إلى أن استشهد خلال مواجهة دامية في معركة البرث في 7 يوليو 2017، بعد إصابته بطلق ناري في هجوم آثم على كمين البرث، كان حينها أعلى المبنى يتصدى ببسالة للعناصر الإرهابية التي حاصرت الموقع، رفقة زملائه وجنوده الأبطال.
شُيع جثمان بطل سيناء ومصر الشهيد أحمد المنسي في جنازة عسكرية من مسجد المشير طنطاوي، ودفن في مقابر الأسرة بالروبيكي، وقالت زوجته أنه أوصى بأن لا يُغسّل أو يكفّن، ويدفن بملابسه العسكرية، وأنه تمنى الشهادة بعد استشهاد زملائه المجندين في هجوم رفح الأول.
ضحى الشهيد المنسي بدمائه الطاهرة حبًا للوطن، فبادله وطنه حبًا بحب، وأطلق اسمه على الكوبري العائم الذي يربط بين قناة السويس القديمة والجديدة، كما أطلق اسمه على عدد من المدارس بمحافظة الشرقية، التي أقامت له نُصبًا تذكاريًا، وحمل أحد مساجد مدينة برج العرب الجديدة اسم الشهيد تخليدًا لذكراه العطرة.