غدًا.. المنتدى السياسي للتنمية المستدامة في نيويورك يبحث سبل القضاء على الفقر والجوع
تبدأ غداً الاثنين، الثامن من يوليو الجاري، فعاليات المنتدى السياسي رفيع المستوى للتنمية المستدامة، ويستمر لمدة أسبوعين، بمقر الأمم المتحدة بنيويورك؛ لمناقشة كيفية الاقتراب من تحقيق الخطط الوطنية لجعل العالم مكانا أفضل في غضون السنوات الست المقبلة قبل عام 2030، إذ يعد المنتدى بمثابة متابعة لقمة أهداف التنمية المستدامة التي انعقدت في سبتمبر 2023، والتي وصفها الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك بأنها لحظة وحدة لتحويل أهداف التنمية المستدامة إلى حقيقة.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، تشهد فعاليات المنتدى مشاركة وزراء حكومات وناشطين وأعضاء مجتمع مدني في برنامج مزدحم في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، حيث وُلِد المنتدى السياسي رفيع المستوى في أعقاب وضع خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وأهداف التنمية المستدامة في عام 2015.
وتوصف هذه الخطة التي اتفقت عليها واعتمدتها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بأنها المخطط لمستقبل أفضل للناس والكوكب.
وهي مقسمة إلى 17 هدفا، في مجالات حاسمة مثل الفقر والتعليم والمساواة بين الجنسين والبيئة. كانت قمة أهداف التنمية المستدامة عام 2023 بمثابة منتصف الطريق نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتي أكدت على حقيقة أن معظمها بعيد عن المسار الصحيح. وفي منتدى هذا العام، يحاول المندوبون ضخ حماسة جديدة وتسريع العمل نحو تحقيق الأهداف.
وأكدت الأمم المتحدة، أن هناك خمسة أهداف من أهداف التنمية المستدامة قيد المراجعة هذا العام؛ وهي الهدف 1 (القضاء على الفقر)، والهدف 2 (القضاء التام على الجوع)، والهدف 13 (العمل المناخي)، والهدف 16 (السلام والعدل والمؤسسات القوية)، والهدف 17 (عقد الشراكات لتحقيق الأهداف). ووفقا للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، تدور مناقشات المنتدى حول بعض النتائج الرئيسية من تقرير أهداف التنمية المستدامة لهذا العام، وهو تقييم شامل أظهر، أن العالم يحصل على درجة رسوب.
وذكر جوتيريش، أن هذه النتائج تشمل حقيقة أنه في عام 2022، عاش 700 مليون شخص على أقل من 2.15 دولار في اليوم، وواجه ما يصل إلى 783 مليون شخص الجوع، وكانت السنوات التسع الماضية هي الأكثر دفئا على الإطلاق، وأن الوصول إلى العدالة لا يزال بعيد المنال بالنسبة لأجزاء كبيرة من السكان في بلدانهم.
ورغم كل هذا، تحرص الأمم المتحدة على إظهار أن الأمل لم يُفقَد بعد، حيث أشار تقرير أهداف التنمية المستدامة إلى الخطوات الأخيرة في نشر الطاقة المتجددة، وتحقيق الفتيات- في أغلب المناطق- المساواة مع الأولاد في التعليم بل والتفوق عليهم، والتقدم في مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية.
بدوره.. قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية "لي جونهوا"، إن "البشرية أثبتت مرارا وتكرارا أنه عندما نعمل معا ونطوع عقولنا الجماعية، يمكننا صياغة حلول لمشاكل تبدو مستعصية على الحل". وأشار وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، إلى أن خطة التنمية المستدامة لعام 2030 تؤثر على جميع قطاعات المجتمع، وليس الحكومات فحسب، وهذا ينعكس في المنتدى.
الذي يشهد العديد من الفعاليات الخاصة والجانبية على مدار أسبوعين، تشمل مجموعات تمثل طائفة من المصالح الخاصة، بما في ذلك النساء والأطفال والشباب والمنظمات غير الحكومية والشعوب الأصلية والمزارعون والسلطات المحلية. وأضاف "لي جونهوا"، أن الأسبوع الأول للمنتدى يشهد فعاليات مخصصة للعمل القائم على العلم بشأن أهداف التنمية المستدامة، وتعبئة الحكومات المحلية والإقليمية وتحويل التعليم.
أما الأسبوع الثاني، فيشهد تركيزا على الأمن الغذائي والتغذية، والعمل في مجال المياه، والمناخ. وأكد أن المنتدى رفيع المستوى يساعد في بناء الزخم لقمة المستقبل التي ستعقد يومي 22 و23 سبتمبر المقبل.
وتعتبر القمة التي تشكل محور الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة، فرصة لإحياء النظام متعدد الأطراف وإعادة العالم إلى المسار الصحيح لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وأوضح أن التقدم المحرز في التمويل سيكون من العناصر المهمة في كلا الحدثين، وتساهم المناقشات التي تجري في المنتدى في صياغة الإعلانات والوثائق التي سيتم الكشف عنها في قمة المستقبل.
وأشار إلى أن هذه الوثائق تشمل ميثاق المستقبل، الذي يهدف إلى تحديد الأولويات والإجراءات اللازمة لمعالجة التحديات العالمية، وإعلان الأجيال القادمة الذي سيتضمن خطوات محددة لمراعاة مصالح الأجيال القادمة، والاتفاق الرقمي العالمي الذي من المتوقع أن يحدد مسارا نحو مستقبل رقمي مفتوح وحر وآمن ومركز على الإنسان للجميع.