رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


لوحات صخرية من الفن السردي.. اكتشاف أثري يرجع إلى 48 ألف سنة

8-7-2024 | 08:15


صورة من الإكتشاف الحديث

إسلام علي

تعد الاكتشافات الأثرية هي المنهل الأول الأخير الذي نعيل عليه فهمنا لتاريخ الإنسان في العصور القديمة، فكثيرا ما يستطيع علماء التاريخ القديم فك شفرات اللوحات الأثرية ليكشف لنا عن جديد يضاف لفهمنا للتاريخ القديم للإنسان، وفهمنا لمعتقداته وطريقة تفاعله مع الطبيعة المجاورة له، فضلا عن معرفة مقدار تطوره التكنولوجي.

استطاع علماء الآثار في الأسبوع الماضي، اكتشاف لوحات صخرية تقع في كهف من كهوف أندونسيا، وبعد فحصها بأحدث التقنيات الأثرية، تبين أنها تعود إلى ما يقارب 48 ألف عام، مما يجعلها أقدم دليل على الفن السردي الذي تم اكتشافه حتى الآن.

استطاع هؤلاء العلماء تحديد عمر تلك اللوحات الأثرية عن طريق تقنية حديثة تسمى "التصوير بسلسلة اليورانيوم باستخدام الليزر" هذه التقنية تعتمد على تحليل الطبقات الرقيقة من الكالسيت المتراكمة على اللوحات على مر الزمن، وذلك من خلال دراسة هذه الطبقات، يمكن تحديد عمر اللوحات بدقة متناهية.

ويهدم هذا الاكتشاف كل ما كانت يعتقد عن الإنسان القديم بأنه لا يمتلك التفكير الإبداعي في الفن، فضلا عن إمكانياته المحدودة، وانشغاله بالقتل والنهب والسلب والتفكير الدائم في المأكل والملبس، بدون تكوين أي تقدم فني وتكنولوجي، وهذه  اللوحات الفنية تثبت لنا أن قدراتنا الإبداعية تمتد إلى عصور أقدم بكثير مما كنا نظن.

وتفتح لنا هذه اللوحات نافذة على عوالم الأفكار والمعتقدات التي كانت سائدة في تلك الفترة، فهذه اللوحات لا تقدم إلينا فقط مجرد صور جمالية بل تشير إلى وجود نظام رمزي ومعقد للتواصل، ويرى بعض الباحثين تلك اللوحات من منظور الدليل القوي في تلك الحقبة الزمنية على  تطور اللغة وعلاقتها بالفن،  فكلاهما يعتمد على القدرة على تمثيل الأفكار المجردة ونقلها إلى الآخرين.

ومن منطلق أن البيئة تشكل التعبير الفني، فإن هذه اللوحات الفنية اكتشفت في كهوف معزولة، مما يدل على أنها ربما تكون هذه الأماكن في الماضي بمثابة معابد دينية أو أماكن خاصة للفنانين والمبدعين، ولا يزال إلى الآن هناك الكثير من الجدل حول تفسير الرموز المتواجدة على تلك اللوحات الفنية، وذلك لتحديد مقدار إبداع الفنان القديم في تحويل الصور الذهنية إلى صور واقعية.

ووفقا لعلماء الآثار، فإن من المحتمل أن يكون هذا الكهف مكانا مخصصا لصناعة الفن، وعلى جانب آخر، أشار ماكسيم أوبيرت، عالم الآثار والكيمياء الجيولوجية بجامعة جريفيث، المشارك في الدراسة، "أنه من المحتمل أن البشر الأوائل كانوا يصعدون إلى هذه الكهوف المرتفعة فقط لصنع هذا الفن، ربما كانت هناك قصص وطقوس مرتبطة بمشاهدة الفن، لكن يبدو أن هذه أماكن خاصة".

وفي سياق مرتبط، عثر علماء الآثار على تصاوير مشابهه للإنسان والخنازير في كهف آخر، يقع في ليانج كارامبوانج، بمقاطعة سولاوسي الجنوبية، بإندونسيا، والذي كان عمره 51200 عام على الأقل، مما يجعله أقدم فن سردي معروف، وفي السابق، عثر علماء الآثار في ألمانيا على وجود إنسان عاقل من تواجد تمثال "رجل الأسد" الذي يعود تاريخه إلى 40 ألف عام، وذلك وفقا لموقع live science.