كشفت دراسة أجرتها شبكة العمل في قضايا مبيدات الآفات - ومقرها العاصمة البلجيكية، بروكسل - عن تلوث واسع النطاق في مياه الشرب في أوروبا.

وأوضحت الدراسة - التي أذاع عنها "راديو فرنسا الدولي"، اليوم الخميس - أن من بين 36 عينة من مياه الصنبور من 11 دولة أوروبية، احتوت 34 منها على حمض ثلاثي فلورو أسيتيك، وهو ملوث كيميائي دائم موجود في المبيدات الحشرية. ولم يتم حتى الآن أخذ هذا الملوث في الاعتبار في تحليلات المياه، وبالتالي فقد أفلت من أية قيود قانونية في الاتحاد الأوروبي.

وبعد دراسة أجريت في شهر مايو الماضي حول التلوث واسع النطاق للأنهار والبحيرات بسبب حمض ثلاثي فلورو أسيتيك، حصلت شبكة العمل في قضايا مبيدات الآفات على عينات من مياه الشرب من 11 دولة في الاتحاد الأوروبي.

واكتشفت الدراسة وجود حمض ثلاثي فلورو أسيتيك في 34 من 36 عينة مختارة من مياه الصنبور وفي 12 من أصل 19 عينة من المياه المعدنية أو مياه الينابيع، وكان متوسط ​​التركيز في مياه الشرب 740 نانوجرام لكل لتر و278 نانوجرام/لتر في المياه المعبأة، وهو أقل من 1220 نانوجرام/لتر المكتشف في المتوسط ​​في عينات المجاري من الدراسة السابقة.

وأشار راديو فرنسا الدولي إلى أنه تم إجراء عدد قليل جدًا من الدراسات حتى الآن؛ وهو ما نددت به الجمعيات المعنية بالصحة التي دفعت باقتراح المعهد الوطني الهولندي للصحة العامة والبيئة لوضع معيار 2200 نانوجرام/لتر. وتم تجاوز هذه العتبة في المياه المعدنية التي تم تحليلها وفي عينة مياه الشرب من النمسا (4100 نانوجرام/لتر).

وفي باريس، احتوت مياه الصنبور التي تم تحليلها على 2100 نانوجرام/لتر وفي ميتز كان التركيز الموجود 500 نانوجرام/لتر. وفي هذا الصدد، قالت سالومي روينيل، من شبكة العمل في قضايا مبيدات الآفات في أوروبا: "من المثير للقلق اكتشاف مادة على نطاق واسع وصلت لأنحاء أوروبا.

ونعم، المستويات مقلقة، إنها مادة مستقرة للغاية تتراكم في بيئاتنا. يجب أن نكون حذرين للغاية وأن نحظرها". وأضافت روينيل: "لقد وضع الاتحاد الأوروبي حدًا اعتبارًا من عام 2026 قدره 500 نانوجرام/لتر من حمض ثلاثي فلورو أسيتيك". وفي تقرير تمخض عن دراسة أجرتها شركة الكيماويات العملاقة باير على الأرانب بعد تناولها كميات من حمض ثلاثي فلورو أسيتيك ما نتج عنه إصابة الأجنة بتشوهات خطيرة، جاء: "اقترحت وكالة المواد الكيميائية الألمانية مؤخرًا تصنيف حمض ثلاثي فلورو أسيتيك على أنه سام فيما يتعلق بالتكاثر".

بدوره، قال هيلموت بورتشر شادن، كيميائي بيئي لدى منظمة "أصدقاء الأرض بالنمسا": "في حين أن مستويات حمض ثلاثي فلورو أسيتيك المكتشفة لا تزال تبدو ضمن حدود آمنة بناءً على المعرفة الحالية، إلا أن نسبته تتزايد في مياه الشرب يوميًا وهو ما يشكل خطرا داهما على الصحة العامة".