الجلوكوما ... سارق البصر
يشدد الأطباء دائما على ضرورة استشارة طبيب العيون عند الإحساس بأي اعتلالات بالبصر، سواء كانت على هيئة ارتفاع ضغط العين أو تقص القدرة على الرؤية الواضحة ، حيث أن هناك الكثير من الأمراض تظهر دون مقدمات ومنها المياه الزرقاء "الجلوكوما" أو كما هو متعارف لدى الأطباء "المرض سارق البصر" .
يوضح الدكتور حمدي عبد العظيم أستاذ طب وجراحة العيون بكلية الطب جامعة طنطا أن حالات المياه الزرقاء تصنف إلى نوعين رئيسيين هما :
- الجلوكوما الخلقية :
والتي تظهر في الأطفال خلال العام الأول وغالبا ما تكون نتيجة لعيوب خلقية في زوايا الخزانة الأمامية ومن الممكن أن تصيب عين واحدة أو العينين معا .
- الجلوكوما المكتسبة :
تصنف إلى جلوكوما أولية غير معروفة السبب وجلوكوما ثانوية معروفة السبب ، وتصنف كل منهما " الأولية والثانوية " إلى جلوكوما مغلقة الزوايا الأمامية وجلوكوما مفتوحة زوايا الخزانة الأمامية وهي تظهر ما بعد سن الطفولة .
- الجلوكوما الأولية : يكون ارتفاع ضغط العين غير معلوم السبب وتقسم إلى جلوكوما مفتوحة زاوية الخزانة الأمامية " جلوكوما مزمنة " ويطلق عليها " لص العين ".
- الجلوكوما الثانوية : فتحدث نتيجة إصابة العين بأمراض أخرى كالتهاب القزحية أو مضاعفات الميتة البيضاء ، ومعظم هذه الحالات لا تعطي أي أعراض على الإطلاق وتكتشف بالصدفة البحتة أو عندما تكون في حالة متأخرة وتصيب العينين وغالبا ما تكون إحداهما أكثر من الأخرى .
أضرار إهمال المرض :
الارتفاع المزمن لضغط العين يحدث تآكلا في الألياف البصرية للعصب مما يسبب فقدان أجزاء من مجال الإبصار وهذه الأجزاء المفقودة تظهر للمريض في صورة عتامات سوداء ثابتة في مجال الإبصار أو عدم ظهور أشياء وترى عند تحرك العينين على سبيل المثال .
العلاج :
تعالج طبيا باستخدام أنواع مختلفة من قطرات العين التي تخفض من ضغط العين على أن يستمر المريض في العلاج طيلة حياتة ، وإذا لم ينجح العلاج الدوائي فإنه من الممكن العلاج باستخدام الليزر أو العلاج الجراحي، ويجب علي المريض المتابعة الدورية المستمرة لأنه قد يحتاج إلى العلاج بالليزر مع العلاج الجراحي بالإضافة إلى العلاج الدوائي .
وينبه الدكتور حمدي عبدالعظيم المريض إلى أنه ما يتآكل من العصب البصري و الأجزاء التي تفقد في مجال الإبصار لا يمكن استرجاعها بأي وسيلة وبالتالي ينصب العلاج الناجح في مثل هذه الحالات في توقف تدهور الحالة وليست استرجاع ما فقده.