د. حسام الضمراني
على مدار العقد الماضى تطورت أساليب «إدارة الإدراك» perception management بنحو متزايد. وإدارك الإدارك باختصار تتعلق بالتواصل والمواءمة مع القيم والثقافة التي تريد خلقها المنظمة أو المؤسسة سواء كانت ثقافية (رسمية-خاصة)؛ أومؤسسة أخرى؛ على أن تكون واضحة بشأن قيمها التي تريد تقديمها للمتلقي، وإن الطريقة التي تريد أن يُنظر إليها تلك المؤسسة/ المنظمة ستظهر في كيفية التواصل، والتواصل مع الأشخاص داخلها وخارجها.
ومن بين المفاهيم الإجرائية ذات الصلة بإدارة الإدراك مفهوم هندسة الجمهور (Engineering of Consent)، والذي أحد أهم المفاهيم المرتبطة بدراسات الجمهور، والذى ظهر فى العقد الثالث من القرن الماضى في أعقاب الحرب العالمية الأولى، ويعني التأثير على العقل غير الواعي للجمهور من خلال عمليات اتصالية ذات أبعاد نفسية وسياسية واجتماعية تستخدم فيها تقنيات الإقناع لتحقيق أهداف محددة.
وتعد إدارة إدراك المتلقي للمحتوى الثقافي وهندسة وعيه من عناصر قراءة واقعنا الثفافي المصري والتحديات التي تواجهنا فيه؛ سواء ما يتعلق منها بقضايا التجريف والوعي وهويتنا واستشراف آفاق تلك القضايا المستقبلية؛ ولكن يتوجب ومع ما طرأ من تغيرات في الثقافة بفعل التكنولوجيا يتوجب قراءة واقعنا الثقافي واستشراف آفاقه المستقبلية على نحو بيني يجمع بين الثقافة والتكنولوجيا كمدخل؛ خاصة في ظل التأثير الكبير الذى أحدثته وستحدثه التكنولوجيا في الثقافة، وهو تأثير له انعكاساته وتبعاته المستقبلية؛ ابتداءً من تحويل المنتج الثقافي بكل أشكاله لمنتجات وسلع في إطار منظومة رأسمالية، مروراً لطبيعة التغيرات التي حدثت للجمهور المتلقي في العالم على نحو عام، ومجتمعنا المصري على نحو خاص واتجاهاته اعتماده على محركات البحث والمنصات الثقافية الرقمية وتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي كمصادر معلوماتية وتثقيفية؛ وكذلك رصد ممارسات رواد الأعمال الثقافيين في قطاعات الثقافة ودورهم في الاقتصاد الثقافي الجديد؛ وهي قراءة أو مدخل بعيد كل البعد عن القراءة التقليدية للثقافة التي اعتدنا عليها لعقود.
ومع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في قطاع الثقافة؛ وبحسب التقارير الدولية فإن هناك 4 مؤشرات يقاس من خلالها مستوى تقدم الدول المستخدمة للذكاء الاصطناعي، وهي:
أولا: قوة الحوسبة ومدى توافر الشركات التي تنتج أجهزة تعالج البيانات.
ثانياً: البيانات ومدى إنتاج الدولة للبيانات وكيفية إتاحتها للجمهور.
ثالثاً: البنية التحتية المعلوماتية وخدمات الانترنت.
رابعاً: المواهب ورواد الأعمال.
وهي مؤشرات يمكننا فى ضوئها قياس إدارة إدراك الجمهور المتفاعل مع المحتوى الثقافي والإبداعي؛ وكيفية هندسة هذا الجمهور وأولوياته.
الثقافة فى منظومة رأسمالية عولمية
وبالنظر إلى طبيعة التحولات التي حدثت للثقافة فى ظل العولمة والاحتكار على المستوى العالمي؛ والتي برزت تجلياتها فى اعتبار المنتجات الثقافية المحلية سلعاً ضمن منظومة رأسمالية عولمية؛ كان لها انعكاساتها وصداها في مجتمعنا المصري ابتداءً من التحول إلى سياسات الانفتاح الاقتصادي منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي إلى يومنا هذا؛ والتي تزامنت مع ثقافة الاستهلاك وتطوير فهم التسليع والاستهلاك للمنتجات الثقافية؛ وهو ما بحثه عدد من المتخصصين من أكثر من زاوية؛ سواء بحثه من خلال ربط أفكار تسليع الثقافة من خلال الفلسفة الأخلاقية وهو ما فعله كل من "آدم سميث وألسدير ماكنتاير"؛ مروراً إلى الأبحاث الحديثة حول ثقافة المستهلك التي أجراها كل من "بيير بورديو ودانيال ميلر"، والتي تتركز في كيفية تأثير التسليع على كيفية تقدير الناس للأشياء والممارسات وأنفسهم والآخرين، وهو ما يشمل المنظور العام من المستهلكين وكذلك من جانب رواد الأعمال لمعرفة المزيد عن فرص استخدام الثقافة كمورد اقتصادي مُستدام؛ وهو ما ساهم بشكل كبير فى تغير البني المفاهيمية للثقافة ويكفي أن نذكر هنا ما جاء في تعريف اليونيسكو للسلع الثقافية في تقرير "اتفاقية حقوق الإنسان"؛ على النحو التالي: "تلك السلع التي لها قيمة تواصلية إلى جانب غرضها التجاري على عكس القطاعات التقليدية مثل الزراعة و التصنيع، الذي يتقلص، فإن القطاع الثقافي آخذاً في الارتفاع".
وبالنظر إلى المؤشر الأول في قياس اتجاه الدول لتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليد، وهو مؤشر قوة الحوسبة في المجتمع المصري؛ نجد أننا مازالنا نستورد هذه الأجهزة من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والصين بشكل خاص، وهو ما يكشف عن تبعية تكنولوجيا في هذا الصدد، مازالنا نقع أسرى لها.
البيانات ومدى إنتاج الدولة للبيانات وكيفية إتاحتها للجمهور
بالنظر إلى إحصائيات مؤتمر الموزعين الدولي، في دورته الأولى في العام 2022 والذي نظمته هيئة الشارقة للكتاب في المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر وجمعت أكثر من 200 موزع وناشر وبائع كتب من داخل الدولة والمنطقة وشهدت على مدى يومين مجموعة من الفعاليات التي شملت بحث ونقاش مجالات بيع وتوزيع الكتب كافة وسبل التواصل مع الجمهور والقراء، نجد ارتفاع ساعات استخدام الإنترنت فى مصر يومياً من 8 ساعات ودقيقتين إلى 13 ساعة، يليها المملكة العربية السعودية من 8 ساعات وخمس دقائق إلى 12 ساعة، ثم الإمارات العربية المتحدة من 8 ساعات و36 دقيقة إلى 10 ساعات، وبالمقارنة بمعدلات استخدام الإنترنت مع دول أخرى مثل الصين التي يقضى المواطن فيها يومياً 5 ساعات و15 دقيقة يومياً والتي يبلغ عدد المؤسسات الثقافية فيها نحو 59 ألف مؤسسة، ويبلغ عدد المجمعات الثقافية فيها أكثر من 2600 مجمع صناعي ثقافي، والتي يبلغ حجم الصادرات الثقافية عنها نحو 60 مليار دولار أمريكي أي ما يعادل 8.2% من إجمالي الصادرات الثقافية على مستوى العالم؛ بحسب تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)؛ نجد أن هناك فارق كبير بين مستوى استخدامنا للإنترنت والصين في مقابل الصناعات الثقافية بين مصر وبينها، في الوقت نفسه وبالنظر إلى عدد الساعات التي نقضيها على شبكة الإنترنت وهو ما ينتج عليه مليارات البيانات التي تستفيد منها الشركات والتطبيقات الثقافية الرقمية؛ ويكفي أن نشير إلى أن إنشاء عشرات من شركات الموبايل والتكنولوجيا لتطبيقات الكتب الصوتية الموجهة باللغة العربية لجمهورنا المصرى والعربي؛ وهنا سنشير فقط إلى واحد من هذه التطبيقات وهو "ستورتيل " Story Tel؛ وهو تطبيق سويدي يوفر آلاف الكتب الصوتية باللغتين العربية والإنجليزية على الموبايل متوفر في أكثر من 25 دولة، ويوفر خدمة الكتب الصوتية باللغة الإنجليزية والعربية ولغات أخرى في أكثر من 150 دولة، قام 10 مليون شخص في مصر ومنطقتنا العربية بتحميله من جوجل بلاى (أندرويد) منذ تأسيسه عام 2006م، ويتصدر الترتيب رقم 1 فى فئة الأكثر تحقيقاً للأرباح لفئة الكتب؛ وهو من التطبيقات التي تستفيد من حالة السيولة التي يشهدها سوق البيانات فى مصر والوطن العربي للمستخدمين عبر مواقع التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت.
وبالنظر إلى طبيعة الروايات التي تقدمها تطبيقات الكتب الصوتية الموجهة باللغة العربية؛ نجد أنها تتركز فى روايات الجريمة، والإثارة، والخيال العلمي؛ وهي نوعية من الأعمال الأدبية ذات الطابع التجاري والتي تتماشى مع النمط الاستهلاكي للمجتمعات الغربية ولا تتناسب مع هويتنا وعاداتنا وقيمنا المجتمعية.
الإدراك الثقافي الرقمي .. بين خوارزميات التوصية وآفاق الحفاظ على الهوية مستقبلياً
من البيانات إلى خوارزميات التوصية ودورها في إدارة الإدراك الثفافي، وبالنظر إلى أنه عامنا الرقمي 2021، ودور الخوارزميات التي تبدو بمثابة الفرصة الأخيرة في فهمنا للحرية: (حرية الاختيار، والوصول إلى المعلومات، وحتى حرية تحديد الهوية الذاتية والتعبير عن الذات)، حيث يتشكل إدراكنا الثقافي الرقمي من خلال الوجود الشامل للخوارزميات في مجالنا العام الرقمي التى يشكل حضورها بشكل متزايد تأثير كبير على الخطاب العام وجدول الأعمال.
والخوارزميات هي ببساطة برمجيات صُممت لتحقيق مهام معينة، وبالنظر إلى التوصيات الشخصية القائمة على الخوارزميات نتسائل هل تدعم حريتنا الفردية في الاختيار أم أنها تمثل تهديدًا لهذا الاختيار لكونها متحيزة؟؛ خاصة وأنها أضحت أمراً واقعاً في بيئات عمل البيانات الرقمية المتداولة عبر محركات البحث ومواقع الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي. وتدور تساؤلات كثيرة حول تأثير حركة هذه الخوارزميات عبر الأحجام الضخمة من البيانات التي ترتبط حيوياً بمعلومات خاصة بالجمهور المستخدم لتكنولوجيا الاتصال وبرامجها المختلفة.
نعود مرة ثانية للخوازرميات؛ حيث يؤكد الخبراء أنها أصبحت كائنات مستقلة موازية للإنسان في التحكم في العالم الذي نعيش فيه، والملاحظ أن عملها خارج عن نطاق سيطرته تماماً وكل ما يستطيع فعله تجاهها هو إيقاف تشغيلها، كما يراها البعض نوعاً من "فيزياء الثقافة" ويطرحون مثالاً على ذلك بما تفعله نيتفليكس (NETFLIX) من استخدامها لخورزمية "الفوضي البرجماتية (Pragmatic chaos) ومهمتها تحليل ما يدور في عقل المشاهد من خلال رسم خارطة لاختياراته لمعرفة احتمالات المحتوى الذي قد يود مشاهدته في المستقبل. وتحدد هذه الخوارزمية ما يقرب من 60 بالمائة من سوق الأفلام التي يتم استئجارها. وتذهب بعض المؤسسات مثيل إيباجوجس (Epagogix) لما هو أبعد من ذلك فتقود بإدخال نصوص الأفلام قبل تحديد ميزانيات إنتاجها إلى خوارزميات يمكنها التكهن بنسب النجاح الممكنة لهذه الأفلام ومن ثم اتخاذ القرار الخاصب تحديد قيمة الميزانية الإنتاجية.
البنية التحتية المعلوماتية وخدمات الانترنت
أطلق الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات "الإطار التنظيمي لمراكز البيانات والسحابة" والذي يعد خطوة في طريق تشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر في هذه الصناعة المهمة، حيث يأتي هذا الإطار التنظيمي في إطار حرص مصر على تطوير البنية التحتية الرقمية، لما للسحابة من تأثير إيجابي على القدرة الإنتاجية للمؤسسات على اختلاف أعمالها وقطاعاتها، وبوصفها ركيزة أساسية لبناء مصر الرقمية، وهو ما سينعكس في المستقبل القريب في قطاعات مثل الثقافة ومنها على سبيل المثال دعم مشروع "حياة كريمة رقمية" وبالتالي تحقيق العدالة الثقافية تباعاً في محافظات مصر بتوفير الخدمات الثقافية رقمية، وهو ما يساهم في الحفاظ على هويتنا في حال ضبط أجندة المحتوى الثقافي المقدم للمواطنين بما يتفق مع هويتنا وخصوصيتنا الحضارية.
الفاعلون الجُدد.. ممارسات رواد الأعمال الثقافيين في قطاعات الاقتصاد الثقافي الجديد
أما فيما يتعلق بالمؤشر الرابع والأخير المتعلق بالمواهب، ورواد الأعمال وبالنظر إلى اتجاهات الجمهور حول العالم تجاه مصادر الحصول على الأخبار أو المعلومات والثقافة بجميع أنماطها (المطبوعة- المرئية) نجد أن وسائل التواصل الاجتماعى باتت تلعب دوراً كبيراً من حيث الاعتماد عليها سواء كمصادر للمعلومات وللأخبار أو للثقافة ومنتجاتها، وهو ما يتجلى في دخول عدد من الفاعلين المؤثرين في تشكيل الإدراك الثقافي العالمي على نحو عام والمصري على نحو خاص، مثل:(محللو البيانات، والمؤثرين، والبوك تيوبر، والبوك توك، وصناع المحتوى في منصات الكتب الصوتية، وصناع المحتوى فى البودكاست الثقافي)؛ وغيرهم من رواد الأعمال الرقميين؛ مقابل تراجع الأنماط (المطبوعة)؛ سواء كانت الصحف أو المجلات أو الكتاب الورقي، والتي تراجعت بفعل التكنولوجيا.
وبالنظر إلى رواد معرض القاهرة الدولي للكتاب الـ55 (يناير 2024)؛ المعرض الذي يستهدف الترويج للكتاب الورقي في المقام الأول؛ نجد أن عدد زواره بلغت 5 ملايين زائر في المقابل يبلغ عدد متلقي المعلومات والمنتجات الثقافية والأخبار من شبكة الإنترنت الدولية، ومواقع التواصل الاجتماعي في مصر بحسب إحصائية لإحدى شركات الأبحاث 82.01 مليون مستخدم للإنترنت في مصر في بداية عام 2024، وأن مصر بلدًا يضم 45.40 مليون مستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي في يناير 2023، ما يعادل 40.0 في المئة من إجمالي السكان، وهي أرقام تكشف عن فارق كبير في متلقي الخدمات والمنتجات الثقافية مثل الكتب والمعلومات والأخبار من الإنترنت والتواصل الاجتماعي عن الثقافة بأنماطها التقليدية مثل "الكتاب الورقي"، وهو ما يتوجب أخذه في الاعتبار ونحن نبحث في موضوع إدارة الإدراك الثقافي رقمياً.
ولكي يتم الاستفادة من هذه البيانات التي ننتجها، يتوجب تدريب وتطوير الآلاف من المبرمجين ومحللي البيانات خاصة أنه وفقاً لأحد التقديرات الشائعة، فإن 65% من الأطفال في المدارس الابتدائية اليوم سيعملون في نهاية المطاف في أنواع ووظائف جديدة غير موجودة حالياً؛ وهو ما يتطلب إعداده بعض السنوات وإن كانت الدولة المصرية ووزارة الثقافة انتبهت لذلك؛ حيث تم افتتاح عدد كبير من أقسام الذكاء الاصطناعي والبرمجة في الكليات والجامعات المصرية من جامعة القاهرة مروراً بجامعات الصعيد ووجه بحرى، وهو ما يتعادل مع نفس الأقسام في الجامعات الخاصة والأهلية، وكذلك ومع إعلان وزارة الثقافة بالتعاون بين عدد من قطاعات وزارة الثقافة مؤخراً إطلاق مشروع "أنا رقمي" لدعم النشء من المبتكرين والمبدعين، وهو مشروع يأتي انطلاقًا من "رؤية مصر 2030"، بضرورة اهتمام الدولة بالأطفال والشباب، وتبني المبتكرين والمواهب الناشئة في البرمجة والذكاء الاصطناعي، وتنمية مهاراتهم الرقمية والعلمية.
ويهدف المشروع إلى تحقيق عدد من الأهداف منها: "بناء الطفل المصري رقميًا ليكون على دراية بلغة العصر لينطلق نحو الآفاق العلمية والعالمية الجديدة، اكتشاف الأطفال المبدعين رقميًا، دراسة اتجاهات الأطفال المبدعين رقميًا، دعم ورعاية الأطفال المبدعين رقميًا، تسويق منتجات الأطفال الموهوبين رقميًا"، وذلك من خلال أربع مراحل مختلفة، المرحلة الأولى، تتمثل في إعداد برنامج متميز للأنشطة المتخصصة للطفل والتي تساهم في اكتشاف مواهبهم للمشاركة في الجوائز والمسابقات، ومنها: "جائزة الدولة للمبدع الصغير، مسابقة المخترع الصغير، مسابقة "اصنع كتابك" الإلكتروني، مسابقة "أنا رقمي".
وتشمل المرحلة الثانية، تنظيم عدد من الفعاليات لدعم ورعاية المواهب من هذه الفعاليات: "صالون المستقبل بالمركز القومي لثقافة الطفل، نشر الأفكار والمخترعات، الشراكة مع أكاديمية البحث العلمي والمركز القومي للبحوث، المؤتمر العام للمخترع الرقمي الصغير، منح علمية، رعاية المتميزين رقميًا، معارض للمنتجات العلمية، نشر سلسلة كتب علمية، عمل منصة لدعم ورعاية وترويج المنتج العلمي إعلاميًا، التعاون مع الشركة المتحدة لعمل برنامج "أنا رقمي"، عمل دوري بين أطفال المحافظات".
وتضم المرحلة الثالثة، من المشروع تسويق أعمال المبدعين، بالشراكة مع المؤسسات القومية والشركات الوطنية، والشراكة مع بعض الجامعات المصرية والعالمية، واتخاذ الإجراءات لحفظ حقوق الملكية الفكرية.
وتدرس المرحلة الرابعة، اتجاهات الأطفال، ومخرجات المشروع، ونسب تطور المشاركين، من خلال التعاون البحثي، بين وزارة الثقافة، والجامعات المصرية، وعمل الدراسات العلمية اللازمة، ونشر البحوث من خلال دورية علمية متخصصة، وترجمة بعض البحوث والدراسات.
الهوية .. من الخوارزميات إلى المؤثرين
وبحسب تقرير رويترز لعام 2023 فإن الجمهور يولي اهتماما أكبر لمشاهير ومؤثرين وشخصيات معروفة على وسائل التواصل، وقال إن غالبية مستخدمي تيك توك وسناب تشات وانستجرام يعيرون اهتماما أكبر للمؤثرين كمصدر معلومات.
وأوضح معهد رويترز، أن تيك توك هو الأسرع نموا بين وسائل التواصل، إذ يستخدمه 20 بالمائة ممن ينتمون للفئة العمرية بين 18 إلى 24 عاما للأخبار بزيادة قدرها 5 نقاط مئوية عن العام الماضي، وهو ما يكشف عن مدى حضور رواد الأعمال من صناع المحتوى الثقافى من "البوك تيوبر" و"البوك توكر" وغيرهم مما حققت مقاطع فيديوهاتهم ملايين المشاهدات وساهمت فى الترويج للكتب والأعمال الأدبية لدور النشر، وهو ما يمكن قياس أثره فى نوعية المحتوى الموجه للقراء فى مصر التي تشهد زيادة في أعداد الأجيال الرقمية من المراهقين والشباب، خصوصاً الأجيال التي تُعرف بـ «جيل z» من الفئة العمرية التي تنحصر بين 17 و25 عاماً، والتي تُعد الأكثر استخداماً للهواتف الذكية، ومتصفحات الإنترنت، ومحركات البحث، وتطبيقات الكتب الصوتية واتجاهاتهم الأدبية والمعرفية من مصادرها الرقمية.